أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرجال السمان الذين حكموا العالم.. من الأردن أرض الموآبيين إلى مصر الفراعنة وترامب أميركا

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - أثار التقرير الطبي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي صدر في الأسبوع الجاري تعجُّب البعض، إذ تساءلت وسائل إعلاميةٌ عن مدى صدق طبيب الرئيس بشأن وزنه، ونشرت أكثر من قناةٍ إخبارية مقارناتٍ بين ترامب ورياضيين مشاهير ذوي أوزانٍ مشابهة، حسب تقرير The Daily Beast الأميركي.

ويبقى التساؤل الواضح الآن عمَّا إذا كان التقرير قد ذَكَر وزناً أقل من وزن الرئيس الحقيقي، ولكن حتى إذا كان ذلك هو ما حدث بالفعل، فلن يكون ترامب هو أول رجلٍ قوي في الساحة السياسية يتعرَّض لسخريةٍ عامة بسبب وزنه.

فقبل مائتي عام، كان جورج الرابع ملك بريطانيا -الذي كان وزنه يبلغ 240 رطلاً (109 كيلوغرامات) مثل ترامب على مدار معظم حياته- يُصوَّر في الصحافة على أنَّه أبدن رجل في البلاد. وكان الملك جورج فيما بعد حريصاً جداً على سمعته، لدرجة أنَّه كان يزن نفسه سراً في متجر Berry Brothers and Rudd للخمور. وكانت جهوده لإخفاء وزنه الحقيقي تتلاشى بفعل عاداته الغذائية، فعادةً ما كانت وجبة فطور الأمير تشمل عدة شرائح من اللحم، وحمامتين، و12 صفاراً من صفار البيض مخبوزاً في فطيرةٍ مع نبيذٍ أبيض، وأنواع أخرى من النبيذ مثل الشمبانيا وبورت والبراندي. وليست هناك معلوماتٌ عمَّا إذا كان جورج يُفضِّل شرائح اللحم المطهوة بعناية مثل ترامب.

عجلون ملك موآب

يضيف تقرير The Daily Beast أن ظاهرة الملوك السِّمان ليست حديثة. إذ ذَكَر الكتاب المُقدَّس عجلون ملك موآب (المعروفة حالياً بالأردن)، الذي كان حاكماً ناجحاً غزا القبائل الإسرائيلية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

"وكان عجلون رجلاً سميناً جداً" (سفر القضاة: الإصحاح الثالث، الآية السابعة عشرة). وحين قتل إهود بن جيرا، القاتل الإسرائيلي، عجلون، واجه صعوبةً في إخراج سيفه من بطنه إذ "أطْبَق الشحم وراء النصل". وعندما حاول إهود إخراجه، لا بد أنَّه ثَقَبَ أمعاء عجلون لأنَّ "الفرت" (فضلات الطعام غير المهضومة) خَرَجَت من جسده. واستغرقت ملاحظة وجود شيء غريب بعض الوقت من خادمي عجلون، لأنَّهم حين رأوا أبواب الغرفة الملكية مُقفلة، ظنُّوا أنَّ الملك في "مخدع البرود"، أي المرحاض. ويبدو أنَّ الرائحة النتنة والانتظار البالغ لم يُثيرا انتباههم، فانتظروا وقتاً طويلاً جداً حتى تمكَّن إهود من الفرار، وحشد جيشاً وقتل عشرة آلاف من الموآبيين.

فيتليوس: الشره البدين

وصف بعض المؤرخين الإمبراطور الروماني فيتليوس بأنَّه شرهٌ بَدين. وقال المؤرخ الروماني سويتونيوس، مؤلف كتاب Lives of the Twelve Caesars (حياة اثني عشر قيصراً) إنَّ فيتليوس كان يجعل وجبة فطوره وليمةً، وكان لديه "مريءٌ بلا نهاية". والسؤال الذي قد يراودنا الآن، هو كيف كان الإنسان يصبح بديناً في العصر القديم؟ فمعروفٌ أنَّ العصر الحالي يجعلنا نميل إلى التراخي والكسل، في ظل وجود السيارات، وخدمات التوصيل، والمصاعد، وغيرها من التقنيات الحديثة. وحين يتعرض حاكمٌ أو حاكمة للسخرية بسبب وزنه، فما الذي يعنيه ذلك بالضبط؟

قدَّم لنا الطبيب اليوناني غالينوس، الذي عاش في العصر الروماني بعض التلميحات عن هذه المسألة، حين قسَّم أصحاب الوزن الزائد إلى 3 مجموعات: البدين، وزائد الوزن، والسمين (البدين الذي يحتوي جسمه على كمية كبيرة من الدهون). وعرَّف غالينوس السمين بأنَّه الشخص الذي يحتوي جسمه على "دهون زائدة"، ويتعرَّق في أثناء المشي، ويجد صعوبةً في الوصول إلى الطاولة وهو جالسٌ على الكرسي بسبب حجم بطنه، ويواجه صعوبةً في التنفس، ويعجز عن تنظيف نفسه. ويشير كل ذلك إلى أنَّ الرومان كانت لديهم قابليةٌ لزيادة الوزن إلى حدٍّ كبير. وكانت احتمالية زيادة الوزن تزداد بين الأشخاص الأثرياء وذوي المناصب العليا لسهولة حصولهم على الطعام، وقلة الأنشطة التي كانوا يمارسونها مقارنةً بالأشخاص العاديين.

وبالنسبة لبعض الحُكَّام، صار وزنهم لقباً يُنعَتون به، وسُبَّةً أخلاقية، ولعل أبرز مثال على ذلك هو تشارلز البدين ابن حفيد الإمبراطور الروماني شارلمان وحاكم معظم الأراضي المعروفة حالياً بفرنسا وألمانيا وإيطاليا بين عامي 881 و888 ميلادياً، الذي كان مشهوراً بالكسل والخمول. وحين توغَّل محاربو الفايكينغ في شمال غربي فرنسا، دفع لهم أموالاً بدلاً من محاربتهم. وربما أسهمت صفتا عدم الكفاءة والجبن المتصوَّرتان عنه في منحه هذا اللقب الذي لم يُستخدَم حين كان تشارلز على قيد الحياة. ونُعِت تشارلز بلقب تشارلز البدين لأول مرةٍ في القرن الثاني عشر، لكنَّه ظل عالقاً به.

بالنسبة لبعض الملكات، كان وزنهن موضوعاً للدعاية السياسية. إذ تعرَّضت إيتي ملكة بلاد بونت في شرقي إفريقيا للسخرية، من جانب جيرانها المصريين بسبب وزنها بحسب The Daily Beast. وتُصوِّر جميع المنحوتات المصرية في الدير البحري، التي تدوِّن لقاءً بين الملكة المصرية حتشبسوت ونظيرتها إيتي عام 1490 قبل الميلاد، هذه الأخيرة على أنَّها بدينة وأسمن بكثير من زوجها.

ونقش المصريون تحت صورة حمارٍ مرافق للملكة إيتي عبارة: "اضطُّر هذا الحمار إلى حمل الملكة". ونظراً إلى الأهمية السياسية لهذه الزيارة في تأسيس سُلطة حُكم حتشبسوت، ينبغي ألَّا نُفسر هذه العبارة بمعناها الحرفي.

وصحيحٌ أنَّ المصريين ربما سخروا من وزن بعض منافسيهم السياسيين، لكنَّهم شربوا من الكأس نفسها في هيئة الملك فاروق آخر ملوك مصر. وبينما كان فاروق البدين حاكماً صورياً بدرجةٍ كبيرة، كان مُسرفاً للغاية، وأُطيح في نهاية المطاف على يد انقلابٍ عسكري في عام 1952. بيد أنَّ فاروق لم يسرق أموال شعبه فقط، بل كان مشهوراً كذلك بأنَّه لصٌّ ماهر للأشياء الصغيرة، وسرق أشياء قيِّمة في أثناء زيارات رسمية. ففي عام 1943، سرق ساعة جيب قيِّمة من ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك. وبعد خلع فاروق من منصبه، قضى بقية حياته في المنفى، وتوفي وهو يزن 300 رطل (136 كيلوغراماً) عن عمر يناهز 45 عاماً.

بطبيعة الحال، يزداد وزن العديد من الحُكام عند اقترابهم من نهاية حياتهم، إذ اشتهرت الملكة فكتوريا على نحوٍ مفهوم، بزيادة وزنها بعد وفاة زوجها عام 1861. وكشفت قطعتان من الملابس الداخلية ذات القياس الكبير جداً (إكس لارج) بيعتا في أحد المزادات عام 2013 مقابل 3.675 جنيه إسترليني، عن أنَّ خصر الملكة التي يبلغ طولها 5 أقدام (152.5 سم) ازداد ووصل إلى 37 بوصة (94 سم). وازداد كذلك وزن الملك هنري الثامن للغاية في السنوات الأخيرة من حياته. ومع أنَّه كان ممشوقاً ورياضياً في شبابه، أُصيب بجرحٍ في أثناء مبارة مثاقفة (مبارزة بالرماح) في الأربعينيات من عمره لم يلتئم كما ينبغي، وتركه في حالة عجزٍ بالغ. وبحلول وقت وفاته، وصل محيط خصره إلى 52 بوصة (132 سم)، ورُفِع على حصانه باستخدام رافعة.

وعلى سبيل المقارنة، يبدو ترامب نشيطاً بشكلٍ إيجابي.

ها ف بوست عربي

مدار الساعة ـ