مدار الساعة - نهار ابو الليل - دأبت شخصيات تعيش بيننا على التشكيك بكل إنجاز اردني، فيما تشيد بأي شيء للآخرين.
آخر هذه التشكيكات، ما حدث أمس من إنجاز دبلوماسي أردني محسوب مرّغ أنف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
قيادات حزبية وأخرى نيابية وثالثة حراكية شككت بالرواية الرسمية الأردنيّة، برغم الاعتراف الاسرائيلي.
هم لا يريدون أي إنجاز أردني، ولا يريدون رفعاً لمعنويات الناس، ما يطرح تساؤلات عديدة، حول غاياتهم وأهدافهم من وراء ذلك.
يبدو والمنطق يقول بذلك أن بعضهم مدفوعون من الخارج، فيما الآخرون لمجرد التشويش على الموقف الاردني وللفت الانتباه إليهم لغايات "في نفس يعقوب".
وبعيداً عن الموقف الرسمي، أصبح موقف هؤلاء المشككين يثير "القيء" لدى كثير الاردنيين، فيما علت أصوات أردنية تعشق تراب هذا الوطن، بالنصيحة إلى هؤلاء بأن الطريق إلى المقاومة في غزة سالكة للالتحاق بالمقاومين الحقيقيين هناك أو في غيرها من بقاع العرب التي تشهد مقاومات ضد الظلم والاستبداد، بعيداً عن التنظير.
ووعداً وعهداً من "مدار الساعة" بأن توفر الطريق والمصروفات أيضاً لمثل هؤلاء لإيصالهم إلى أي مكان من أماكن المقاومة الحقيقية على الأرض حتى يجعلونا نرى بطولاتهم الفيس بوكية أو التويترية والتي لم تعد تنطلي على أحد.
ولتذكير هؤلاء عنواننا وهواتفنا موجودة لديهم، وإن أرادوا أتيناهم إلى مكاتبهم لتوفير كل ما يلزمهم من موافقات ومصروفات حتى يصلوا إلى اي مكان يريدونه.
للتنبيه، العديد من هؤلاء المنتقدين لمواقف الاردن والحاقدين عليه، ومنهم من يسبّ الاميركان والاسرائيليين، جهاراً نهاراً يدري الجميع من اين جاءت اموالهم، وما الذي قدموه للإسرائيليين قبل الاميركان ايام دمرت وجوّعت شعوب عربية.
ونعيد ونقول إن إسرائيل التي مُرّغ أنفها مرةً على يد الجيش العربي الأردني في معركة الكرامة، كُسر امس أنفها بدبلوماسيةٍ وحنكةٍ عندما أرسلت مذكرة رسمية الى الخارجية الأردنية عبّرت فيها عن أسفها وندمها الشديدين ازاء حادثة السفارة بل وتعهدت رسمياَ بتنفيذ ومتابعة الإجراءات القانونيّة المتعلقة بحادثة السفارة الإسرائيلية بعمّان كما تقدمت تعويضات لأهالي الشهداء الثلاثة.
هذا الانحناء الاسرائيلي أمام الدبلوماسية الأردنية أكد أن الخاسر الأكبر في كل القضايا التي تخص الشان الأردني وما يتعلق به هو الاحتلال، لأن الأردن وبالرغم من انشغاله بحماقات ترامب التي فرضها على القدس الا أنه لم ينسَ أن هناك قضية ما زالت تتحرك تحت الرماد الساخن.