مدار الساعة - امين المعايطة - قال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة ان العقبة اليوم قصة نجاح حققت الرؤية الملكية في ان تكون وجهة متكاملة للاستثمار والترفيه والتجارة، وانموذجا لما يجب أن تكون عليه أي إدارة حديثة ذات مؤسسات عاملة واقتصاد متنوع يقوم على تنمية قابلة للاستدامة، واستثمارات في شتى القطاعات تضمنها سلطة قانونية مستقلة بشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي.
وقال الشريدة ان العقبة تحتضن حاليا ما يزيد على 20 مليار دولار استثمارات موزعة على قطاعات حيوية مثل السياحة والعقار، والنقل والخدمات اللوجستية، والصناعة، "تتفاوت نسب الانجاز فيها وتسير بالاتجاه الصحيح رغم كل التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمنطقة والعالم".
واشار الى ان العقبة الخاصة بعد 17 عاما من الانجاز المتراكم الذي أراده ورعاه جلالة الملك عبدالله الثاني تحتضن حاليا 32 رصيفا مينائيا عاملا متعددة الاستعمال تخدم المملكة ودول المنطقة، ومراكز جمركية متطورة لتسهيل عمليات المعاينة والمناولة والتخليص، ومطارا دوليا يعمل بسياسة الاجواء المفتوحة وقادرا على التعامل مع مليوني سائح سنوياً، اضافة الى مرفق شحن جوي على مستوى عالمي وشبكة طرق برية تصل الاردن بخمس دول حدودية بسرعة وفاعلية، وبنية فوقية بسوية عالية تتضمن 3 جامعات و3 اكاديميات طيران ومدرسة دولية ومدارس حكومية وخاصة، و3 مستشفيات ومشاريع سياحية وعقارية ضخمة مثل ايلا، وتالابيه، وسرايا ومرسى زايد، و48 فندقا بإجمالي 4600 غرفة.
وحول المرحلة المقبلة لخطة السلطة قال الشريدة، إنها تعكف حاليا على دراسة الواقع الاستثماري القائم وحجم القطاعات الواعدة بهدف الوصول الى احتياجات المنطقة من الاستثمارات الجديدة وتركيز الجهود التسويقية على اسواق وقطاعات مستهدفة بشكل مباشر من خلال البناء على الانجازات، وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في المنطقة في هذه الجهود كقصص نجاح، اضافة الى الفرص الاستثمارية الجديدة التي طرحتها السلطة عبر ذراعها التطويري شركة تطوير العقبة لاستقطاب مستثمرين وشركات عالمية للاستفادة منها.
وبين ان من اهم الفرص الاستثمارية في العقبة الآن منتجع البانوراما (المطل) ومجمعي العقبة الترفيهي والطبي، ومدينة العقبة الرياضية الأولمبية، و 6 مناطق استثمارية تم استحداثها في منطقة القويرة شمال العقبة لتساهم في تنمية المجتمع المحلي وتطويره وتوزيع المكتسبات التنموية على السكان.
وقال، ان السلطة اطلقت استراتيجية طموحة تمتد حتى عام 2025 ليكون لها دور فعال على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي ترتكز على ثلاثة محاور مرتبطة بعدد من المؤشرات القابلة للقياس، وهي الاستثمار والسياحة والتجارة، لافتا الى ان هذه الخطة ترتكز بالدرجة الاولى على الرؤية الملكية للعقبة الخاصة التي ارادها جلالة الملك لتكون وجهة سياحية استثمارية تجارية على البحر الاحمر ولتحقيق استثمارات جديدة في العقبة بقيمة 10 مليارات دولار، وزيادة عدد المناطق الصناعية من منطقتين الى 5 مناطق وعدد المراكز اللوجستية (المناطق الحرة) من 5 مراكز الى 10 وتوفير 30 ألف فرصة عمل جديدة حتى عام 2025.
واشار الى ان سلطة منطقة العقبة الخاصة وبهدف الترويج والتسويق لاستقطاب السياحة الاجنبية طرحت عطاءات تنافسية للمشغلين السياحيين والمكاتب السياحية للوصول الى اسواق سياحية جديدة، وتشترط العطاءات استقطاب عدد محدد من السياح من السوق المستهدف مقابل تقديم دعم متزايد للمشغل أو المكتب السياحي في حالة زيادة عدد السياح عن الرقم المطلوب، وبخلاف ذلك يتم تخفيض الدعم.
واكد الشريدة أن آلية الترويج والتسويق لاستقطاب السياحة الاجنبية سترتبط ايضا مع عطاءات اخرى لخلق آلية تنافسية بين شركات الطيران التي تعمل على نقل السياح بإحالة العطاء على شركة الطيران التي تقدم السعر الاقل وبنفس المواصفات والجودة المقدمة التي تضع شروطها السلطة.
ولفت الشريدة الى انه يرافق هذه الخطوات اعادة النظر بالمنتج السياحي بكامله وتمكينه وتطويره بما يضمن اطالة فترة مكوث السائح ولتكون هذه الفترة أيضا مليئة بالمتعة، معتبرا ان هذه الشروط ستخدم السياحة في الخطة الاستراتيجية (2017 - 2025) التي تشمل ايضا محوري الاستثمار والتجارة لرفع العدد الاجمالي للسياح من 600 الف سائح حاليا الى مليون سائح عام 2020، ومليون ونصف مليون سائح عام 2025، وزيادة معدل اقامة السائح من 6ر2 ليلة حاليا الى 4 ليال عام 2020، وست ليال عام 2025، وزيادة عدد الغرف الفندقية من 4650 غرفة فندقية حاليا الى 12 الفا عام 2025.
واكد الشريدة ان العمل يجري على قدم وساق لتطوير البنية التحتية في مشروع المطل، فيما شارفت الدراسات الخاصة بالمشروع على الانتهاء تمهيدا للبدء بتنفيذ الطرق والمارينا والتلفريك، في حين تقدم للمدينة الرياضية 12 مستثمرا اجنبيا ومحليا و25 مستثمرا للمجمع الطبي.
وأوضح انه تم تحقيق استثمار بقيمة زادت على مليار دولار خلال النصف الثاني من العام 2016 وحتى شهر ايلول من عام 2017 تمثل بتوقيع اتفاقية انشاء المجمع الصناعي للأسمدة بكلفة تتجاوز 800 مليون دولار، ويبلغ عدد المؤسسات والشركات التي تم تسجيلها في سلطة المنطقة بهدف الاستثمار حاليا 4179 شركة ومؤسسة.
ولتسويق المثلث الذهبي "العقبة وادي رم البتراء" بعد الاحداث والتطورات السياسية التي اثرت على الصورة التقليدية للقطاع السياحي في المملكة، قال الشريدة ان "السلطة ارتأت ان تخرج عن المألوف في التسويق لهذا المثلث من خلال دعم وكلاء السياحة والسفر محليا ودوليا وتقديم عروض لجذب السياح عوضا عن البرامج التي كانت تقدم لجذب السياح والطائرات العارضة، حيث يعتبر هذا النظام الاول من نوعه في العالم، ومن المتوقع ان يشهد اقبالا من قبل مشغلي البرامج السياحية في العالم".
ولدعم قطاع التعليم في محافظة العقبة، بين الشريدة ان السلطة تحرص من خلال خططها التنموية إلى التشاركية الفاعلة مع جميع الشركاء بالتنمية في مجمل القطاعات، لافتا الى ان السلطة تعتبر شريكا ورديفا فاعلا لوزارة التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها نظرا لأهمية ودور العملية التربوية والتعليمية في بناء الإنسان القادر على الوفاء بمتطلبات التنمية ومجابهة تحدياتها.
وأشار الى ان السلطة اطلقت برنامج المنح والبعثات الدراسية عام 2007 لتشجيع الإبداع والتعلم المستمر والتخفيف عن كاهل أولياء الأمور ومساعدتهم في مواصلة تعليم أبنائهم للمرحلة الجامعية، ورفد سوق العمل في العقبة بالتخصصات المطلوبة والكوادر المؤهلة.
وفي مجال الاهتمام بالطالب والبيئة المدرسية، بين انه تم تنفيذ برنامج دروس التقوية للطلبة ضعاف التحصيل في المرحلة الأساسية في مدارس المدينة والقرى للذكور والاناث على مدار العامين السابقين، وتم دعم طلبة جامعة العقبة للتكنولوجيا المتميزين والحاصلين على منح الجامعة بمصروف شهري ودعم النشاطات اللامنهجية للطلاب في مختلف مدراس العقبة، مشيرا الى أنه ولحل ازمة الاكتظاظ المدرسي في مدينة العقبة قدمت السلطة 17 مليون دينار كقرض حسن لوزارة التربية والتعليم لإنشاء مجمع المدارس المركزية في المنطقة الشمالية ويجري العمل حاليا على انجاز المجمع.
وفي قطاع العمل لفت الشريدة الى ان السلطة ساهمت من خلال منظومة العلاقة التشاركية مع جميع القطاعات الخاصة والعامة بتوفير 1500 فرصة في مختلف المهن الفنية والتخصصات بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص منذ اطلاق برنامج التشغيل العام الماضي.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أشار الى ان مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وافق على تخصيص قطعة أرض بمساحة 85 دونما في المنطقة الشمالية قرب مطار الملك الحسين الدولي، لغايات إنشاء مستشفى خاص بمستوى متميز لخدمة أهالي المنطقة ومرتادي العقبة من سياح وزوار، وطرح عطاء المستشفى كفرصة استثمارية من قبل شركة تطوير العقبة الذراع التطويري للسلطة، مبينا ان المشروع سيضم مستشفى عاما بسعة 100 سرير ومستشفى متخصصا بسعة 50 سريرا، وفندقا بمساحة 10500 متر وبسعة 100 غرفة، إضافة إلى سكن للممرضين والممرضات والأطباء وخدمات المستشفى.
واكد الشريدة ان العقبة اليوم اصبحت قصة نجاح اردنية بامتياز حيث حققت منذ انشائها مخططها الاستراتيجي واهدافها الاقتصادية وزاد عدد سكانها من 88 الف مواطن عند اعلان المنطقة الخاصة الى ما يقارب 188 الف مواطن حاليا، وهذا دليل على الجذب السكاني الذي جاء بفعل تطور الخدمات والبنى التحتية وتوسع حجم الاستثمارات فيها وحاجاتها للأيدي العاملة.
وقال، ان كل ذلك جاء نتاج خطط رفعت من سوية المنطقة وجعلتها قادرة على المنافسة مع الاقليم بشكل كبير، لافتا الى ان العقبة كانت نتاج رؤية ملكية ثاقبة استشرفت المستقبل وما زالت تحظى باهتمام خاص من جلالة الملك عبدالله الثاني.