مدار الساعة - للمرة الأولى في تاريخ المملكة، خرج عدد من الأمراء من آل سعود احتجاجاً على القرارات والأوامر التي أصدرها الملك سلمان ونجله ولي العهد، محمد بن سلمان، في سابقة تُعد الأولى علناً، والتي تبعها إجراء فعلي باعتقالهم والزجّ بهم في السجن.
فقد أقدم الحرس الملكي على اعتقال 11 أميراً سعودياً بناءً على أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعد أن قاموا بالتجمهر في قصر الحكم بالرياض، مقر إقامة وعمل الملك السعودي.
صحيفة "سبق" السعودية ذكرت أن "11 أميراً قاموا بالتمجهر في قصر الحكم مطالبين بإلغاء الأمر الملكي الذي نص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء، وبالتعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم".
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد "إبلاغهم بخطأ مطالبتهم ورفضوا مغادرة قصر الحكم، صدر أمر من الملك سلمان للحرس الملكي بالتدخّل، وتم القبض عليهم، وعلى من يتزعّمهم، وهو الأمير (س.ع. س)، وتم إيداعهم سجن الحائر تمهيداً لمحاكمتهم".
الكاتب السعودي البارز المقيم في واشنطن، جمال خاشقجي، تحدث عن هذه الاعتقالات، موضحاً أنها "جرت أمس الخميس، بعد سلسلة اعتقالات طالت أمراء بوقت سابق، ووزراء سابقين ورجال أعمال، قادها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان".
وبحسب الكاتب السعودي جمال خاشقجي، فإن اعتقال عدد من الأمراء جاء بسبب "توجيههم انتقادات حيال عدد من القضايا"، مبيّناً أن "اعتقالات الأمراء جاءت على الرغم من أن بعضهم كان يغرّد داعياً للبطش ضد كل من ينتقد الدولة، وأحدهم كان كارهاً للربيع العربي ويدعو لاستئصال نشطائه".
ويأتي هذا الحدث وما زالت قضية اعتقال أمراء على خلفية قضايا فساد مشتعلة. ففي نوفمبر الماضي، اعتُقل بأوامر من ولي العهد السعودي، الذي يرأس لجنة تحقيق خاصة حول الفساد، 11 أميراً، وعشرات الوزراء السابقين، و4 وزراء حاليين، من بينهم الأمير الوليد بن طلال، ورجال أعمال، ولكن تم إيداعهم فندق "الريتز كالرتون" الفخم وليس في سجن "الحاير" سيئ الصيت كما هو الحال هذه المرة.
- الأكثر تحصيناً
يعد الحاير أكبر سجون السعودية، ويقع على بعد 40 كم جنوبي العاصمة الرياض، وهو أكثر سجون البلاد تحصيناً، حيث يخضع لرقابة أمنية مشددة.
افتُتح السجن عام 1983، وتشرف عليه المباحث العامة السعودية، ومعظم سجنائه مدانون في قضايا إرهاب، ومن ضمنهم من نفّذوا هجمات لتنظيم القاعدة داخل السعودية، كما تشير مصادر أخرى إلى أنه يستقبل أيضاً سجناء الرأي. الخليج اونلاين