انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

’الفزعة‘ في الأردن.. ما الذي تغيّر؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/02 الساعة 10:25
حجم الخط

مدار الساعة - ينامون بعيد غروب الشمس؛ لأن فجر يوم حيوي جديد ينتظرهم بلهفة وحاجة إلى الانجاز.. وبدون ساعات أو هواتف تنبيه يستيقظون ليشدوا الرحال إلى الحياة بروح معنوية وبيقين أن هذا اليوم سيكون سهلا ويسيرا.

جيل الخمسينات والستينات، تراهم أفواجا من كل صوب وناحية يقتحمون التعب والمشقة ويأخذون على بعض عهدا أخلاقيا للعمل والإنتاج «قوم تعاونوا ما ذلوا» فيهبوا هبة إنسان واحد رجلاً كان أم امرأة.

تقول الحاجة أم محمد المزايدة (89 عاما) , إن الحياة كانت في غاية الصعوبة قبل حوالي ستة عقود, فوسائل التدفئة تقليدية والطعام مرتبط بالعمل لزراعته وحصده والبيوت بحاجة إلى جهد وعمل مضنيين لبنائها.

وتضيف الحاجة المزايدة أن قاهر تلك الصعوبات الحياتية كان العمل الجماعي الذي يستطيع تحدي المشقة والألم والتعب حيث البرد القارس والشمس الحارقة والأخطار المختلفة ليصبح عملا جميلا ومليئا بالقصائد الحماسية التي يتداولها المتعاونون في العمل بين بعضهم البعض لينسوا بها لدغات الأشواك المؤلمة عند حصيدة, وقرضات الأحجار الخطيرة عند بناء منزل من طين لأحد أبناء القرية حينها.

جبريل المسيعديين (66 عاما) أكد أن العمل في الماضي كان يتميز بالروح الجماعية حيث أنه عاش تلك الأيام عندما كانوا يتوجهون ورجال قرية بصيرا آنذاك إلى طالب العون أو»الفزعة» لإنجاز عمله سواء في حقول الحصاد أو الحراثة أو جمع الحطب أو بناء البيوت والاستمرار معه إلى حين إنهائه بشكل كامل.

ويشير إلى أن «الفزعة» لم تكن بحاجة إلى تفكير لأنها مرتبطة بضرورة مساعدة المجتمع المحلي وتقديم يد العون للآخرين.

أما صابر الخوالدة (19 عاما) ناشط اجتماعي، فأشار إلى أن الأيام تمضي, ويتطور معها مفاهيم ومصطلحات اجتماعية والتي من ضمنها «الفزعة» في الماضي التي أصبحت تسمى في الحاضر بـ»العمل التطوعي». ويوضح بأن العمل التطوعي بات في تأخر واضح بين قطاعات المجتمع وذلك لعدة أسباب أهمها عدم وجود وقت الفراغ الكافي لتقديم يد العون.

ولم ينف نور عيال سلمان (23 عاما) أنه كان لمفهوم «الفزعة» طابع خاص في الماضي فالكل متواجد لإنجاز عمل محدد ولشخص واحد معتبرا حضوره في أيامنا هذه متواضعاً.

ويوضح أنه شارك في عدد من الأعمال التطوعية الرسمية وغير الرسمية في لواء بصيرا، ولاحظ قلة المتطوعين في بعض الأوقات والتي عزاها عيال سلمان إلى غياب مفهوم العمل الاجتماعي والتطوعي بين فعاليات المجتمع المحلي وحاجته إلى النشر.

ويعزو مدير مركز شباب بصيرا إبراهيم الرفوع الفروقات بين «الفزعة» الماضي ذات الانتشار الواسع وبين العمل التطوعي في الحاضر إلى عدة معوقات ساهمت في انتشاره منها حاجة الأخير إلى الإمكانيات المادية لتحقيقه والتي لا تكون متوافرة في أغلب الأحيان مقارنة بـ»الفزعة» التي لا تحتاج إلا للجهد البدني ناهيك عن الامتداد الجغرافي والسكاني الذي جعل من العمل التطوعي قضية صعبة المنال لقلة تلاقي البشر في عمل ومكان واحد مقارنة بتعداد السكان القليل في الماضي وقدرة المواطنين حينها على الالتقاء والعمل الجماعي بيسر وسهولة.ويكمل الرفوع حديثه بأن الفزعة كانت تنتشر بشكل تلقائي بين فئات المجتمع المحلي لارتباطها بمفهوم الإنجاز بين المواطنين وإدراكهم أن العمل لا يمكن إتمامه بالشكل المطلوب إلا بتضافر جهودهم في ظل عدم وجود من يقوم بهذا العمل سواهم. الراي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/02 الساعة 10:25