بعد تنفيذ المخطط الخاص بالدول العربية "السنية"، وإختطاف الحراكات العربية السلمية وتحويلها إلى كوارث دموية، ومن ثم بعث فرع خدمات الإستخبارات الإسرائيلية /تنظيم أجهزة الدول"ISIS"، ليجهز على ما تبقى من الذات العربية في العديد من الدول ،وصولا للتقسيم بطبيعة الحال، وفق مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي 1983 وخطة كيفونيم الإسرائيلية 1982، جاء الدور على إيران للعبث بها وبعث ما يطلق عليه "تنظيم دولة الإسلام"خليفة داعش، ومن ثم تقسيمها أيضا.
عندما برز الحديث عن مشروع إيران النووي السلمي قامت قيامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية وحلفائها القريبين والبعيدين، ومارس السفاح الإرهابي شارون، أقصى وأقسى درجات الضغط على الرئيس الأمريكي الأسبق المجنون بوش الابن، لضرب إيران وتدمير مفاعلاتها النووية، كون مستدمرة إسرائيل الإرهابية وعلى الدوام تستأجر من يحارب عنها، لكن بوش المجنون إعتذر منه قائلا:"لقد نفذت رغباتكم ودمرت العراق، أما إيران فإبعدني عنها لأن الإيرانيين ليسوا عربا بل فرس".
ربما هي المرة الأولى التي يصدق فيها ذلك البوش ويعرف أن له عقلا يفكر به، ف"الفرس"كما قال ليسوا كالعرب، فهم يتكتلون أمام العدو الخارجي رغم خلافاتهم الداخلية، بعكس العرب الذين يتوسلون الأجنبي كي يأتي لاحتلالهم من أجل التخلص من عدوهم وبما يكون الأب أو الأخ أو ابن العم وهكذا دواليك، كما كان الوضع إبان حكم الطوائف.
لهذا السبب لم يجرؤ بوش المجنون على شن عدوان على إيران ،وكذلك الأمر بالنسبة للسفاح شارون، وكذلك الحال بالنسبة للسعودية التي ضغطت مرارا وتكرارا هي الأخرى على بوش وغيره، وحاولت تسليم الموضوع مقاولة للنتن ياهو، خشية من تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية.
كان القرار بعد التشخيص السليم للواقع الإيراني أن يتم تفجير إيران من الداخل من خلال مرحلتين: الأولى تحريك الشارع الإيراني بكل الطرق مستفيدين من بعض التوتر الذي يشهده الشارع الإيراني، مدفوعا في معظمه من جهات خارجية "محلية وأجنبية"، وشحن الشارع الإيراني وتغذيته بروح التمرد، في حين تتضمن المرحلة الثانية خروج خليفة داعش وهو خراسان للمارسة التفجير والذبح والقتل في إيران.
كما هو معروف فإن هناك حلّين للأزمة إما التعامل معها بالعنف الناعم وممارسة الهدوء من قبل قوات الأمن الإيراني، وعندها سيستفحل الحراك الإيراني بعد ضمان الحماية والنجاة، وتتطور الأمور لما هو أسوأ في اليوم التالي، أو أن يمارس النظام أقسى درجات القمع ضد الحراك فتنفجر الأوضاع، ويتم تحقيق الهدف المنشود من قبل أعداء إيران.
بدأ الحراك شعاراته الحراكية بالمطالبة بإسقاط الرئيس روحاني وحكومته وإتهامها بالفساد، وفي حال عجز القوات الأمنية عن وقف الحراك، فإن الشعار التالي سيكون المطالبة بسقوط النظام ورحيله، وهذا متفق عليه، لأن النظام هو المستهدف أصلا لأن الحكومة ما هي إلا نتاج للنظام، والملاحظ أن صانع القرار في إيران لن يتهاون مع الحراك لمعرفته أن هناك أجندة خارجية سيتم تنفيذها، إذ متى يثور شعب على حكومة وضعته تحت المظلة النووية ؟ولنا في شعب كوريا الشمالية نموذجا.
يبدو ومنذ الهتاف الأول للحراك الإيراني أن الدافع إقتصادي ويهدف للحد من الجوع، لكن التمعن في الموضوع يفيد أن القصة ذات أبعاد سياسية، وتنطلق من الأجندة الخارجية لأعداء إيران، ولهذا نسمع الدعوات لوقف الدعم عن حزب الله والنظام السوري وحتى حركة حماس، وهي تلك المقلقات لمستدمرة إسرائيل.
وبالنسبة لما يطلق عليه "تنظيم دولة الإسلام"خراسان، فإن أول من اكتشفه وأبلغ عنه الإدارة الأمريكية السابقة هي مخابرات دولة عربية خليجية، ولا أدرى كيف يمكن لجهاز مخابرات أن يكتشف "علّة" قبل السي آي إيه ،إلا إذا كانت هي الراعية لها، ويقيني أن طبعة داعش الجديدة خراسان تحمل إمضاء هذه الدولة العربية.
ما يتم تسريبه من قبل أجهزة الإستخبارات المعنية ونشرها رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية احمد الجار الله انه سيتم قريبا ضرب مئات المواقع العسكرية الإيرانية عبر تحالف دولي لإسقاط الدولة الإيرانية وتسليمها لدولة مدنية تقودها المعارضة الإيرانية المقيمة في فرنسا مريم رجوي، ولا ادري من أي طينة هؤلاء الذين يقبلون بتسلم الحكم في بلدانهم بعد تدميرها من قبل الأجنبي.