• كل عام وأنت بخير يا شريكي المسيحي في الرحم, فكم من مسلم ومسيحي في وطننا ينحدران من أرومة واحدة, واصل واحد, وعشيرة واحدة. وللرحم احكامه في العلاقة بين البشر, وصلة الرحم عندنا عبادة نتقرب بها الى خالقنا الواحد.
• كل عام وانت بخير يا " أخوي " المسيحي, فكم من طفل مسلم في هذا البلد رضع من ثدي جارته المسيحية, وكم من طفل مسيحي رضع من ثدي جارته المسلمة, وللإخوة في الرضاعة نفس احكام الاخوة بالنسب والمحارم, وهذا دين ندين به وعقيدة نؤمن بها.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في حبل الود والمودة, وهذا ليس قولي, لكنه حكم خالقي وخالقك " ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيس ورهبانا وانهم لا يستكبرون". والمودة في عقيدتنا وثقافتنا هي أمتن أساس لاقدس علاقة على وجه الارض, هي علاقة الزوجية, التي تؤسس لنواة المجتمع الأولى, وهي الاسرة التي تحفظ النوع على وجه هذه الارض, وهكذا قضى ربنا بان تكون المودة هي رابطة العلاقة بين المسلمين والمسيحين.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في التاريخ, الذي صنعناه معاً, مسلمين ومسيحين منذ ان طمئن ورقة بن نوفل سيدنا محمد بأنه رسول, مروراً بهجرة اصحاب رسولنا محمد الى الحبشة طلباً لحماية ملكها المسيحي, الى يوم الناس هذا, فكان التاريخ مكوناً اساسياً من مكونات ثقافتنا في هذه البلاد. وللتاريخ احكامه واثاره على أهله, والشركاء فيه, أقلها أنه يربطهم بحبل متين.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في الثقافة, فمثلما نحن شركاء في الارحام والاصلاب, والتاريخ, فنحن شركاء في الثقافة,وللثقافة أيضاً احكامها واثارها على أهلها, تجعلهم شركاء في العادات, والتقاليد, والسلوك ونمط العيش, فصارت بيننا شراكة كاملة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في البناية, تسكن أنت جزء منها وأسكن انا جزء آخر منها, وللجوار حقوق تفوق في كثيرمن الاحيان حقوق بعض ذوي القربى.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في الشارع, يضم مسجدي وكنيستك, يعبد كل منا ربنا الواحد على طريقته, حتى اذا اصاب الوطن مصاب, او غمرته فرحة صدحت اصوات المساجد والكنائس معاً فرحاً اوترحاً.ويضم بيتي وبيتك يحفظ كل منهما حرمة الآخر, وعملي وعملك يكمل كل منهما الثاني
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في الوطن, بكل ما يعنيه الوطن من انتماء وولاء, وثقافة, واستقرار وتاريخ. وروابط تفوق غيرها من الروابط, فرابطة الوطن هي التي جعلت المسيحي فارس الخوري, يصعد منبر المسجد الاموي, محرضاً على الاستعمار الفرنسي. وهي التي جعلت عيسى العوام ينحاز الى صلاح الدين في مواجهة الفرنجة.
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي بالعروبة, التي جعلتك تنحاز لجيوش امتك في فتح الشام ومصر وفي الدفاع عن ارض الامة, ضد غزوات الفرنجة, التي اختبئت خلف الصليب, فلم ينطلي ذلك عليك, فانحزت لعروبتك في وجه الغزاة في كل العصور والازمان حتى يوم الناس هذا, الذي تواجه فيه القدس مدينة الاقصى والقيامة, وارض المعراج والمهد, ابشع هجمة في تاريخها, تستهدف تغير هويتها, وتزيف تاريخها,
• كل عام وانت بخير يا شريكي المسيحي في الدفاع عن القدس في محنتها الجديدة, فاقف انا وانت معاً في وجه هذه المحنة, متدثرين بعباءة الهاشمين, تضللنا مسلمين ومسيحين, وتحشد قوانا دفاعاً عن القدس, ليكون عيد الميلاد المجيد محطة لشحذ الهمم, واستنهاض كل معاني الإباء.
• كل عام وانتم بخير يا أهلنا مسيحيي هذه الارض.
الرأي