مدار الساعة - كتب محمد عشيبات - تراقب النخبة الليبرالية بالأردن تنامي صعود تيار المحافظين الذي يقوده رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة كوسيط للدولة الاردنية في تقريب وجهات النظر بين عمان والعاصمتين طهران ودمشق بعد تخلي دول عربية كانت حليفة مع الاردن وتهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقطع المساعدات الامريكية عن الدول التي ستعارض قراره حول ملف القدس.
وتأتي مخاوف الليبراليين بعد فشلهم في ادارة الملف الاقتصادي للمملكة وتنامي الاصوات التي تتهمهم بإيصال مديونية المملكة الى عشرات المليارات في حقبة سياسية استطاعوا السيطرة فيها على مؤسسات صنع القرار وتم بيع مؤسسات اقتصادية وطنية بحجة تحريك عجلة الاستثمار والتخلي عن دور الدولة الاقتصادي .
حراك رئيس مجلس النواب واضح بعد ان استطاع استشعار حاجة الدولة الى قيادات من تيار المحافظين، بعيدا عن شخصيات محسوبة على تيارات سياسية ليس باستطاعتها تقريب وجهات النظر بين عمان وطهران اللتين ترتبطان بعلاقة لم تكن دائما ودودة.
ويتحدث خصوم عاطف الطراونة في غرف مغلقة عن تنامي دور الرجل الذي يقود المؤسسة التشريعية بإتقان في ظل ضعف السلطة التنفيذية وغياب الخطاب الحزبي في المجال الثقافي والسياسي.
لكن يبدو ان الرجل (عاطف الطراونة( استطاع ان يرسل تطمينات للدولة السورية عن حسن نوايا الاردن عندما سجل احتجاجا رسميا لدى الاتحاد البرلمان العربي لعدم دعوة سوريا لاجتماع الاتحاد الطارئ الذي عقد في المغرب مؤخرا فضلا عن مباركة الطراونة لانتصارات الجيش السوري على عصابة داعش الارهابية واستعادتها مساحات كانت تحت سيطرة التنظيم الارهابي جاء ذلك خلال ابلاغ الطراونة القائم بأعمال السفير السوري في عمان ايمن علوش ليرسل الاخير رسالة لعمان ان سوريا تدعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس متفقا مع عمان على اعادة العلاقات الى طبيعتها بين العاصمتين وفتح المعابر الحدودية لانعاش الاقتصاد الاردني الذي عانى جراء الاحداث التي شهدتها المنطقة وستسجل أي تحسن بالعلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة لرئيس السلطة التشريعية كونه الوسيط الاساسي بين الدولتين.
وتتوقع اوساط سياسية ان تشهد الايام القادمة تغييرات جذرية في بعض المناصب العليا بمؤسسات الدولة بعد انتهاء ماراثون مناقشة الموازنة العامة مع تزامن زيارة متوقعة لوفد برلماني رفع المستوى برئاسة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة لإيران.