أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العيد الوطني لدولة قطر.. لماذا هذه الجموع؟

مدار الساعة,أسرار أردنية,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب : عبدالحافظ الهروط - حالت وفاة واحد من الذين رابطوا بصدور عارية دفاعاً عن القدس الشريف، وهم الذين لم يخشوا الرصاص وقنابل النابالم ، من بينهم الجندي في الجيش العربي – الجيش الاردني- المرحوم فالح الهروط، دون حضوري حفل العيد الوطني لدولة قطر الشقيقة.

الموت والشهادة يتزامنان مع الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا، فأهلاُ بهما، والارعن ترامب يسوق قراره على الأمة ويستفزها بتوقيعه الذي يقطر السم الزعاف، مثلما تتزامن احتفالاتنا في زمن العروبة التي ينحرها هذا القرار من محيطها الى خليجها ويعبر به الى العالم الاسلامي بلا حدود.

قبل يومين من المناسبة القطرية، كنت والصديق القنصل عبدالله بن سالم النعيمي في مناكفة اخوية على الهاتف، فقلت له لا تذّكرني لأننا في الاردن "اصحاب العرس" .. هكذا ينظر الاردنيون الى المناسبات العربية، ثم مررنا سريعاً على ذكريات لنا مع الصديق العزيز السفير بندر بن محمد العطية الذي حالت ظروف السياسة دون ان يكون على رأس المستقبلين، فتولى القائم بأعمال السفارة عبدالعزيز بن محمد السادة، المهمة.

عندما تشرّق السياسة بالأمة وتغرّب وتكون الأنظمة في عالم متحرك، تظل الشعوب وحدها الثابت، لذلك لا جديد بأن يكون حديثي عن احتفال سفارة قطر غير الذي قلته ذات يوم لأركان السفارة ومن قبلهم السفير العطية، ان السفارة القطرية هي بالنسبة لي السفارة السعودية والاماراتية والبحرينية وكل سفارة عربية، طال الخلاف ام قصر، ولا بدّ من صنعاء وان طال السفر.

كان ردهم "حنّا عرب يا أخي والعروبة عباءتنا شئنا ام ابينا".

ادرك ان هذا الكلام لا يعجب الذين لا يريدون للعرب خيراً او الذين سئموا هذه الاسطوانة.

قد يكون لهؤلاء وغيرهم اعذارهم في ظل ما يجري، ولكنني لا اعذرهم، فمن ينتمي لأمة العرب عليه ألا يعرف الاحباط، فما هانت هذه الامة الا لأننا فقدنا ارادتنا وثقتنا بنفسنا، فلماذا نشتم العروبة؟!

قبل أشهر، ظن كثيرون ان العلاقة الاردنية القطرية ذاهبة الى نفق مجهول، فكتبت على صفحة الفيسبوك: نناشد الملك عبدالله ان يذهب الى جميع الدول العربية ومعه الشعب الاردني محتكماً بقوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا"، لأنه لن يكون هناك منتصر، وان الجميع خاسرون اذا ما استمر الخلاف، وها هي الأمة تتجرّع السّم بعد قرار الرئيس الأميركي ترامب، الا يكفي ؟!

احتفال السفارة القطرية كان هناك من يظن انه سيقتصر على حضور دبلوماسي بسيط، ولكن الاحتفال على الصعيد الرسمي كان اكثر من المتوقع وهذا يعكس عمق العلاقات التي تربط قطر بالدول الشقيقة والصديقة.

اما على الصعيد الشعبي فقد ضاقت الطرقات بالمهنئين مع ان جميع الطرق كانت تؤدي للسفارة، فقد عبّر الاردنيون عن مشاعرهم النبيلة وفق ما نقلته "مدار الساعة " بالكلمة والصورة والصوت فقد وجد اكثر من ثلاثة آلاف مواطن ومواطنة انفسهم في اجواء تفيض دفئاً ومحبة لقطر، وانها محبة لا نكاية بأحد او دولة ، في الوقت الذي كانت فقرة "العرضة" مشهداً من مشاهد الحضور في المشاركة.

لا شك ان الجهود التي بذلتها السفارة القطرية على امتداد سفرائها في الاردن وحتى المرحلة التي قادها المخضرم بندر العطية بامتياز بارساء قواعد العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية والشخصية وبما عرف عنه من فكر عروبي وحكمة وخلق ودماثة ودفء لسان، انما هي جهود تطرح ثمارها اليوم وغداً في اكساب قطر المزيد من الحصانة الذاتية والدولية في العرف الدبلوماسي لتواصل دورها بين الدول في الازدهار والتقدم والمشاركة في بناء السلام والأمن العالميين.

نعم، قطر تكتسب اليوم رغم المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة بأكملها ثقة عالمية وقوة دولية وهي مرشحة للازدياد، الا ان عمقها العربي يظل هو الاساس في تنامي قدراتها شأنها شأن اي دولة عربية، ذلك ان الامة في وحدتها اما الانقسام فإنه التيه وهو ما خطط له اعداؤها وهم كثر، فمتى يلتّم شمل السفارات العربية، ويبرأ جرح العواصم، ونحن الذين حفظنا قول العربي :

تذوب حشاشات العواصم حسرة اذا دميت من كف بغداد اصبع

فما بال وجميع الأكف تنزف؟!

مدار الساعة ـ