مدار الساعة - قال السفير الليبي في الأردن، الدكتور محمد البرغثي، إن ليبيا أصبحت مسرحاً لتصفية الحسابات بين بعض الدول، مبينا أن الترسانة العسكرية لحلف الأطلسي لم تسهم في إعادة بناء الدولة بعد سقوطها.
وأشاد في محاضرة ألقاها في جمعية الشؤون الدولية مساء اليوم الثلاثاء، بعنوان: "ليبيا آتية .. وطناً ودولة"، بالأردن؛ قيادةً وشعباً، الذي تقاسم مع الشعب الليبي محنته خلال فترة الأحداث الصعبة التي عصفت بهم، لافتاً إلى أن ذلك ليس غريباً على القيادة الهاشمية والشعب الأردني الأصيل.
وأضاف أن المواجهة المسلحة في ليبيا ظهرت نتيجة دخول السلاح من خارج البلاد وتسببت بمعارك مما أفسح المجال لدخول عناصر أجنبية للداخل بشكل مكثف، مشيرا إلى أن التدخل الدولي جاء نتيجة حالة الفراغ في ليبيا، معبراً عن رفضة للتدخل الخارجي.
وبين أن الليبين لديهم إرادة تفاؤلية للخروج من أزمتهم لتجاوز الماضي بكل ما فيه بهدف الحفاظ على وحدة الوطن، مشيرا أن عامل الوعي لدى الليبيين تجاه الأحداث التي مرت بهم بازدياد وذلك بهدف البحث عن حقهم بالعيش في وطن آمن حر وكريم.
وبين أن ليبيا دخلت مرحلة التدويل بعدما طلب مجلس الجامعة العربية من مجلس الأمن بحث الأزمة الليبية وصدر القرار رقم 1973 القاضي بفرض حظر جوي واتخاذ تدابير لحماية المدنيين.
ولفت إلى ان تشكيل المجلس الوطني الانتقالي تم بظروف استثنائية وضم شخصيات مستقلة وأطرافاً سياسية، لكنه لم يرسم رؤية واضحة لمستقبل البلاد وانعكس على عمل مجلس النواب وكذلك التعاطي مع المرحلة الجديدة.
ورأى البرغثي أن غياب الأمن انعكس على عدم الثقة بجدية بناء الدولة، الأمر الذي دفع الناس إلى الاحتماء بالقبيلة كملاذ آمن، مؤكدا أن تغيير النظام لم يغير الثقافة كونه أعاد إنتاج القديم ولكن بصيغ جديدة، داعياً إلى بناء الدولة لكي يتم النأي عن الأحداث المدعومة بقوة السلاح التي تسببت بحالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وفيما يتعلق باتفاق الصخيرات الذي وقع عام 2015، أوضح السفير الليبي أنه تعرض لجملة من الانتقادات، ولم يشكل حالة واسعة من التوافق الوطني على الرغم من الدعم الدولي له، داعيا الى التوصل إلى عقد اجتماعي توافقي لمعالجة الواقع وتحقيق الأمن الاجتماعي والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وأكد أهمية بناء دولة حديثة بدستور يكتب في ظل توافق وطني يحقق التعددية ويحافظ على وحدة الليبيين ويعتمد نظام الانتخاب الحر لشغل مواقع الدولة المتقدمة بحيث يكون سقفاً يحتمي به الجميع ليتم بناء الدولة على أسس راسخة.
وقال البرغثي إن الجيش عامل أساسي في حماية الدولة ويمثل ضماناً لأمن الوطن والمواطن بحث لا يكون له أي علاقة بما هو سياسي.
وأكد ضرورة معالجة موجات الهجرة، فالمواطن يستحق وطناً آمناً وفرصة عمل وتعليم ورعاية صحية، مشيراً إلى أن موضوع النفط مر بظروف مختلفة وبقيت مؤسسة النفط موحدة ولم تخضع للانقسام وهذا مفيد بالمصدر الرئيس لثرورة الليبيين.
وشدد البرغثي على ضرورة إغلاق ملف السجناء السياسين لبناء الدولة والمصالحة الوطنية، لافتاً إلى أن استمرار هذا الملف ليس مبرراً، داعيا الليبيين إلى أن يساعدوا أنفسهم بعدما أصبح لديهم معرفة حقيقية لحقيقة ما جرى لوطنهم في السنوات الماضية، مؤكداً ضرورة صياغة أمن عربي مشترك للخروج من الأزمات التي تعاني منها بلادهم.
وأجاب في نهاية المحاضرة التي حضرها حشد من المسؤولين والمهتمين على أسئلة الحضور واستفساراتهم.