انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

البروفيسور شلبي: الأردن والاتحاد الأوروبي.. علاقات غير متكافئة

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,الجامعة الهاشمية,الضفة الغربية,قطاع غزة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/15 الساعة 21:51
حجم الخط

مدار الساعة - قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بالزرقاء البروفيسور جمال الشلبي إن أنظار الشعوب العربية والإسلامية بعد قرار دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس يوم 7 ديسمبر الحاليـة، تتجه للاتحاد الأوروبي وشعوبه وجالياته العربية والاسلامية التي من المنتظر منها ان تعبر عن رفضها بقوة وبفعل واضح ازاء هذا القرار المرفوض قانونيا وسياسيا وانسانيا وحضاريا، لتحصل على قليل من الأمل ، لعدم إمكانية توجهها نحو قيادتها السياسية أو زعامتها الدينية والفكرية كما تفعل الشعوب الحية في الدول المتقدمة.

وأضاف في محاضرة نظمتها لجنة الشؤون الوطنية والقومية في رابطة الكتاب الأردنيين قدمه فيها وأدارها مقرر اللجنة الكاتب أسعد العزوني ،أن أهمية معرفة ابعاد وعمق علاقة دولة عربية مثل الاردن في علاقتها مع اتحاد اوروبي يمثل عملاقا سياسيا بـ 28 دولة، وعدد سكان يصل إلى 500 مليون نسمة، منها دولتان لهما حق النقض الفيتو.

وإستعرض البروفيسور شلبي العلاقات الأردنية –الأوروبية بقوله أنها تدخل مع الاتحاد الأوروبي ضمن العلاقات الاشمل بين العرب واوروبا ؛ بمعنى أنه لا يمكن ان نعزل العلاقة الاردنية عن بيئتها العربية أو تاثيرها على أقل تقدير، وانها تتأثر بالتحولات السياسية والصراعات في الشرق الاوسط، ولذلك عندما انطلق " الحوارالعربي – الاوروبي في العام 1973 فقد كان بسبب حرب تشرين المجيدة وتأثيرها على مجال الطاقة. وعندما دخل الرئيس الأسبق للعراق صدام حسين إلى الكويت في العام 1990 وما افرزه من مؤتمر مدريد عام 1991 ومن بعده مؤتمر برشلونه عام 1995؛ كانت معظم المبادرات الاوروبية تجاه الاردن – كبقية الدول العربية- تأتي من الشمال ؛ فمن الحوار العربي الاوروبي عام 1973 مروراُ بمؤتمر برشلونه عام 1995 ومن بعدها " الاتحاد من اجل المتوسط" في العام 2008، الاتحاد الاوروبي والدولة المجاورة عام 2010، ونحن ننتظر مبادرة جديدة بعد ما يسمى " الربيع العربي" لعام 2011 وإلى الآن!

واوضح البروفيسور شلبي أن العلاقة بين الاردن والاتحاد الاوروبي علاقة غير متكافئة بتاتاً لأنها تتعامل مع شريك اقتصادي وسياسي واجتماعي لا يملك نفس الامكانيات والقدرات المادية والمعنوية ما يجعلها علاقة مركز واطراف ،لذلك فإن مجمل المفاهيم التي تطرح للتنفيذ على الاردن يكون صاحبها الاتحاد الاوروبي مثل : سيادة القانون، والديموقراطية ، وتحفيز الاقتصاد، وحقوق الانسان، ومساواة المراة والرجل وكأن الاتصال في اتجاه واحد وما على الاردن الا التنفيذ،مستعرضا في الوقت ذاته تطور العلاقات التاريخية، كما تحدث عن الشراكة السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والشراكة في الشؤون الاجتماعية، الثقافية والإنسانية،إضافة إلى اتفاقية الشراكة الأردنية - الأوروبية، وسياسة الجوار الأوروبي. .

كما إستعرض مجالات التعاون الاردني الاوروبي بقوله ن الأردن يعد دولة شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي على المستوى الثنائي، والاقليمي والدولي وذلك بفضل دوره المتعلق باستقرار الشرق الاوسط، واعطاء صورة ايجابية عن الحداثة والعيش المشترك في هذه المنطقة. كما ان الاردن يعد شريكا قويا في مجموعة من المجالات التي تم ابرامها عبر العديد من الاتفاقيات منذ العام 2002 اضافة الى موقع متقدم منذ العام 2010؛ خاصة وان الاردن يواجه العديد من التحديات اقتصادية واجتماعية وامنة، لا سيما وان الاردن يستقبل اكثر من 658 الف لاجيء سوري ما يمثل 10 %من عدد السكان قبل الازمة السورية، اضافة الى لاجيئين اخرين من العراق، واليمن، وليبيا،..وغيرهمنمؤكدا أن المملكة الاردنية الهاشمية تحافظ على استقرارها السياسي والاجتماعي بشكل عام.

كما اوضح أن الاردن والاتحاد الأوروبي اتفقوا في ديسميبر 2016 على اولوياتهم وعلى اتفاق الاتحاد الاوروبي والاردن لعام 2016-2018 والقائم على تصور استراتتجي حول 3 مفاهيم هي:
1. الأول يستهدف تقوية التعاون فيما يتعلق باستقرار المنطقة وامنها، بما فهيا مجابهة الارهاب.
2. الثاني يقوم على تقوية القدرات الاقتصادية الكبرى للاردن عبر تعزيز التطور الاجتماعي والاقتصاد.
3. الثالث ومرتبط بالثاني يهدف الى تعزيز الجهود الهادفة الى تقوية الحكم الرشيد، وسيادة القانون، وتقوية الديموقراطية، واحترام حقوق الانسان.

وقال ان رؤية 2025 تشمل :مواجهة المستويات المرتفعة من البطالة، وخاصة للنساء والشباب.والحد من الفقر، وخاصة في المناطق المحرومةوزيادة الاستثمار،وانها تعترف بأن تنمية القطاع الخاص ستكون عاملا رئيسيا في كل هذه الأولويات وتحددد سلسلة من القطاعات ذات القيمة العالية مثل الاقتصاد الرقمي وخدمات الأعمال والسياحة الطبية التي لديها القدرة على اجتذاب الاستثمار والوظائف الجيدة وتعزيز النمو الشامل للجميع. وفي هذا الصدد، فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والأردن يتماشى تماما مع هذه الاستراتيجية.

وقال أن الأردن إحتفظ بشريك رئيسي في الشرق الأوسط للاتحاد الأوروبي من حيث السياسة الخارجية والأمنية،وان الأردن لعب دورا نشطا في دعم جدول الأعمال المتعدد الأطراف.

وقال أن الأردن يستضيف أمانة الاتحاد الأوروبي بشأن المنتجات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية
(سبرن) للتخفيف من حدة المخاطر المركز الإقليمي للتميز، كما ان الاتحاد الأوروبي التزم بدعم تدريب الكوادر الطبية المعنية بالتصدي للوقاية من الأمراض والنباتات والبيولوجية والنووية والنووية (سبرن)، ولإدخال تشريعات جديدة للسيطرة التجارية الاستراتيجية على المواد والتكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج.

وبخصوص انعكاس قرار ترامب على العلاقة الاوروبية – الاردنية ،اوضح البروفيسور شلبي أنه من الصعوبة بمكان قياس انعكاس قرار ترامب على العلاقات الاردنية مع الاتحاد الاوروبي ،خاصة وان القرار لم يمر عليه الا فترة زمنية قصيرة، ومع ذلك فإننا نلاحظ في الاطر العامة أن الاردن يستشعر الخطر القادم اليه عبر هذا القرار لأنه اولا تم بطريقة صادمة خاصة وانه يعتبر حليفا للولايات المتحدة الامريكية وصديقا لها, الامر الذي قد يتم على حسابه ومصالح الوطنية بتحقيق مايسمى" الوطن البديل"

وقال إن استبعاد الاردن من اي مشاورات بهذا الخصوص يشي باستبعاده كدولة محورية في الشرق الاوسط لصالح مصر والسعودية، كما أن اوروبا تتفهم بطبيعة الحال المخاوف الاردنية في هذا الشان ولذلك حاولت تهدئة الخواطر عبر التعبير عن موقفها من القرار بشكل سلبي تجاه،ومن المتوقع ان يكون الاردن سعيدا بالرفض الاوروبي لهذا القرار خاصة وانه يمس امنه الوطني ومصالحه الوطنية ، لا سيما وان هناك شريحة من الشعب الاردني تعود في جذورها الى فلسطين مما سيؤثر على استقرار الدولة والمنقطة برمتها.

وأضاف أن السيدة مورغيني أكدت على رغبة الاتحاد الاوروبي باحياء الدور الدبلوماسي مع روسيا والولايات المتحدة والأردن وغيرهم لضمان حصول الفلسطينيين على عاصمة في القدس أيضا، إلا انه
من الواضح بأن قرار ترامب احيا من جديد الانقسامات والاختلافات الأوروبية إزاء القضايا الدولية وخاصة الشرق اوسطية، فاذا كان الجميع متفق على ايجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية بشكل عام الا ان هناك تباين في المواقف بين من يؤيد الفلسلطينين والاسرائيليين.

ومدللا على عدم وحدة الموقف السياسي للإتحاد الوروبي اوضح البروفيسور شلبي أنه في الوقت الذي أصرت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية السيدة فيدريكا موغيرني على بقاء الولايات المتحدة الأمريكية " وسيط" في عملية السلام، فإن فرنسا وبلسان رئيسها ووزير خارجيتها السيد جان إيف لودريان أشارت" إلى استبعاد أمريكا كوسيط من عملية السلام في الشرق الأوسط باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلها من تل أبيب .

وقال مستغربا ان بعض دول الشرق الأوربي مثل التشيك والمجر كان لديهم تحفظ على موقف الاتحاد الاوربي حيث قالت وزارة خارجية جمهورية التشيك بإنها ستبدأ التفكير في نقل سفارة التشيك إلى القدس في حين ابدت المجر تحفظها على الموقف الاوروبي المتاثر بالرؤية الفرنسية والألمانية الممتعض من القرار الامريكي.

وختم البروفيسور شلبي أن هناك تاكيدا من الاتحاد الاوروبي للسعي لحل يقضي لإقامة دولة فلسطينية في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل منذ 50 عاما".

مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/15 الساعة 21:51