مدار الساعة - كتب .. د.عبدالكريم محمد شطناوي
.... وتستمر الوعود ، وعود غربية لليهود والصهيونية عدوة الإنسانية ، ووعود عربية لفلسطين العربية .
وعود غربية وقد تحققت ، بينما الوعود الرسمية العربية لم تتحقق ، بل ذهبت مع الريح، أقوالٌ لا أفعال .
وعود غربية ، أهمها وعدان :
* وعد بلفور سنة ١٩١٧ ، وزير خارجية بريطانيا ، فقد وجه رسالة للورد روتشيلد الصهيوني يقول فيها ( إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف ، إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ) .
بينما الوعود الرسمية العربية ، كانت للإستعراض والإستهلاك المحلي ، وما أكثرها ولكنها أقوالٌ لا أفعال ، بينما السواد الأعظم من الشعب العربي يرفض كل ما يحاك له من دسائس ومؤمرات تهدد وجوده وكيانه وهويته ، ويزداد إصراراً يوما بعد يوم على تحرير فلسطين وكل شبر محتلٍ من وطنه ، على الرغم مما حل به من حروب داخلية أكلت الأخضر واليابس وفتت عضده وشلت حركته ، وأفقدته كل مقومات القوة ، ونشرت فيه الفرقة والعدواة ، التي قطعت أوصال الديار العربية .
وأما العهود التي أبرمتها بريطانيا مع الشريف حسين، شريف مكة والعرب ،إبان الحرب العالمية الأولى ، واعدة إياهم بمساعدتهم على إقامة دولة عربية موحدة ، نظير ان يثوروا ضد الحكم العثماني ، حيث كان العرب يعانون ظلم وإستبداد الحركة الطورانية التي استلمت مقاليد الحكم في الدولة العثمانية ومارست سياسة التتريك ضد الشعب العربي .
إلا أن بريطانيا قد تنصلت من عهودها وخرقت هذه الوعود بإتفاقية (سايكس بيكو )ما بين فرنسا وبريطانيا وتقاسما بموجبها الهلال الخصيب ووضعه تحت الإستعمارين البريطاني والفرنسي .
وأمام هذه الوعود والعهود الغربية ،وما أكثرها، فإن الشعب العربي مدعوٌ للإهتمام بتطوير المناهج لإعداد الأجيال الواعدة والإهتمام بصقل شخصياتهم ، جسمياً وعقلياً وإنفعالياً وإجتماعياً مؤهلين بسلاح العلم والإيمان ، للدفاع عن وجوده وعن هويته ، بوحدة الصف والهدف ، للذود عن حمى الوطن والثبات أمام كل من تسول له نفسه تصفية القضايا الوطنية ومقاومة كل المخططات والمؤمرات من قبل بعض الأنظمة الرسمية ومن كل طامع بالوطن العربي وخيراته .