تتوسع ايران في عدة دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وقطاع غزة.
وتشتري عداء العرب وخصومتهم وتدفعهم إلى احضان المجمع الصناعي العسكري الغربي وسماسرة السلاح. مستنزفة مقدراتها وطاقاتها وعلاقاتها ومنفقة أموالا طائلة على عدة جبهات وأطراف وأدوات واذرع، مما يذكرنا بنزف الاتحاد السوفياتي الذي كان ينفق على 15 جمهورية وعلى دول المعسكر الاشتراكي ويدعم الدول الحليفة مثل سوريا، الجزائر، مصر، كوبا والكونغو وغيرها.
وتمضي ايران بعيدًا في حملة تشييع ضارية فاتحة بوابات الصراع مع المذهب السني وخاصة في إندونيسيا التي شيّعت فيها اكثر من 10 ملايين مسلم سنّي وفي نيجيريا وحيثما وجدت فرجة وثغرة.
كانت الأمة العربية في صراع مع المشروع التوسعي الصهيوني طيلة السبعين سنة الماضية، وها نحن نجد انفسنا الان في صراع اهداف واولويات استراتيجية مع 3 مشاريع عمياء دهماء كبرى هي بالترتيب: الإرهاب ثم المشروع التوسعي الإيراني ثم المشروع التوسعي الصهيوني!!
لقد نجح الإرهاب ونظام الملالي الفارسي في سحبنا بعيدًا عن الاحتلال التوسعي الصهيوني.
واعتمدت الثورة الإيرانية المصالح على حساب المبادئ فانتقلت من ثورة الى دولة ذات محتوى صفوي قومي شوفيني، مستغلة العدوانية الصهيونية المتوحشة والاسناد الأمريكي الثابت للظلم والقهر والعدوان والاحتلال الإسرائيلي، فسلّحت أهلنا شيعة لبنان العرب ومكّنتهم، بالدعم المالي الذي يبلغ مئات ملايين الدولارات سنويا، من بناء دولة فوق الدولة في لبنان. وفي اليمن دعمت الحوثيين وامدتهم ببواخر من الأسلحة والمعدات وهاهي تتحرك في شرق السعودية والبحرين والخليج على أسس مذهبية مجردة مكشوفة.
واضح تورط ايران في الأقطار العربية، التي فيها شيعة، على امل تحقيق حلم ووهم الإمبراطورية الفارسية، وهو التورط الذي سيقود الى استنزاف ايران وانحسارها، وانتقال نار الحرب الأهلية اليها، وهي التي تضم عدة مذاهب (شيعة 89 % وسنَّة 10%) وقوميات (فرس، عرب، اتراك، اذريين، جيلاك، تركمان وبلوش).
ان اضطهاد السُّنة الممنهج، واقصاء قياداتهم ونخبهم العسكرية والسياسية والعشائرية والبرلمانية والحزبية، فرّخت فرقا وتنظيمات بالعشرات، بحجة حماية السّنة، كانت «داعش» اكثرها دموية وغلوا وارهابا. وهاهي المناطق العراقية التي يتم استردادها من «داعش» يجري منع عودة السّنة اليها، لا بل يتم احراق منازلهم وممتلكاتهم واغتيالهم.
صحيح ان إيران تحقق تقدمًا سريعًا ومكاسبَ إستراتيجية مهمة على طريق تصدير الثورة والمذهب، إذ صرح العميد باقر زادة: «ان حدود إيران تمتد إلى صنعاء». واعتبرت القيادة الإيرانية «أن انتصار الحوثيين هو انتصار تاريخي للثورة الإيرانية» ومؤكد أن مثل هذا التفكير المذهبي التوسعي وهذا السلوك الإرهابي ضد السّنة، سيفرخ المزيد من التنظيمات الدموية الإرهابية السّنية وسيزيد من اتساع الحاضنة السّنية الداعمة لها وسيوفر لها بيئة نمو خصبة.
ولنا أن نتخيل الوضع الراهن، لو أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لم يتولَ مهمة مجابهة اندفاعة الثورة الإيرانية ووقف أحلام الملالي بـ «تصدير الثورة والمذهب»إلى العراق والخليج العربي.
إن كل ما تطلبه الأمة العربية من إيران هو أن «توحد الله». وأن تكف شرَّها عنا؛ كي نتمكن معًا من مواجهة الاعتداء على القدس وعلى حقوق شعب فلسطين، وأن تقوم بتشخيص جديد لمصلحة النظام التي تتحقق بالتوقف عن العدوان المذهبي والتوسع الشوفيني. والهدف أن يظل شعارنا «القدس قبل قم».
الدستور