مدّار الساعة - نهار ابو الليل- تبدو الفرصة مهيأة لإيران اكثر من اي وقت مضى لمغازلة الدول العربية وخصوصا ان دولة الفقيه اقتربت من دول شقيقة وتحكمت بمصائرها فيما ابتعدت عن دول في المنطقة والاقليم وناصبتها العداء المكشوف نظراً لسياستها البرغماتية.
الفرصة في هذا الغزل انتجتها رعونة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقراره الأسود كالحبر الذي سال به قلمه وهويخط بجهالة موقعاً على وثيقة مرفوضة دولياً باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل.
"مدّار الساعة" علمت أن الإيرانيين يعدون العدة للاقتراب من بعض الدول العربية بحجة الدفاع عن القدس خلال قمة الدول الاسلامية التي ستنعقد الاربعاء القادم في تركيا.
القمة المنتظرة قابلتها تحركات واتصالات إسرائيلية - أمريكية بهذا الخصوص كوّن لا احد يُستقبل اتصالات إسرائيلية نهائيا وحتى الاتصالات الامريكية باتت غير مرحب بها هذه الأيام بعد اعلان القرار الاميركي المشؤوم .
الجفاء العربي الشعبي تجاه واشنطن آخذ بالتزايد ولعل مطالبات الشعوب العربية والاسلامية والحرة في العالم بمقاطعة أميركا سياسياً واقتصادياً تؤكد ان قرار الرئيس الأحمق كشف كامل البشاعة للسياسة الأميركية تجاه العرب وقضيتهم العادلة.
على الصعيد السياسي الرسمي فقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عدم استقبال نائب الرئيس ترامب الذي يزور المنطقة الشهر القادم ما يعني ان الطرق والقنوات الدبلوماسية العربية – الاميركية بدأ يسودها ضباب لا احد يعرف اين سيكون منتهاه واذا ما ظلت أميركا سادرة في قرارها.
من جهتها، فإن ايران تُعرف بأنها من اكثر الدول التي تجيد اقتناص الفرص وبما يخدم مصالحها، ومن هنا يسعى الإيرانيون للتقارب عربيا من بوابة القدس وهو منحى يخيف الأميركان والاسرائيليين الذين كثيراً ما كانت طهران تردد في شعاراتها "الموت لأميركا الموت لإسرائيل" فهل تكون خطوة ترامب واقدامه على اتخاذ القرار المرفوض من العالم اغلقت أبواباً عربية مهمة بينما فتحت شهية دول اخرى مثل تركيا وإيران بالتقارب عربيا؟
دعونا ننتظر.