أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عمان والدوحة.. هل اقتربت عودة السفير العطية؟

مدار الساعة,أسرار أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية - ظلت وما تزال العلاقة الأردنية في إطارها العربي قائمة ولم تصل في يوم من الأيام إلى المقاطعة.

هذا في تاريخ سياسة الأردن منذ تأسيسه؛ رغم كل الظروف الضاغطة عليه أو دعت إليها الضرورة.

الأردن ولأسباب كثيرة وبحكم موقعه الجغرافي ومسؤوليته تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية أبقى على العلاقة العربية لتكون متوازنة، وهي ذات العلاقة مع بقية دول العالم التي تجمعه معها المصالح المشتركة ولا تكون على حساب مصالح العرب.

ومع أن هذه العلاقة هي المطلوبة لكل دولة، إلا أن الأردن ما يزال يسير على حبل مشدود، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بسبب تغيّر موازين القوى والتحالفات وتجدد النزاعات العاصفة بين دول المنطقة وغيرها، اذ ما من أزمة في محيطه العربي أو على المستوى الخارجي الا وتضرر منها ودفع الشعب الاردني ثمنها.

هذا الواقع الملموس على الأرض، ليس كلاماً إنشائياً أو تحايلاً على مفردات اللغة ليكون كلاماً شكلياً، بقدر ما يواجهه الأردن ويتحمل ما لم تحتمله دول عظمى بدءاً منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، مروراً بالهجرات العربية إليه وغير العربية والى وقتنا الحاضر حيث الازمة السورية والعراقية واليمنية والليبية وما تشهده المنطقة من أزمات وما ستكون عليه من تداعيات القرار الأميركي الجائر باعتبار القدس عاصمة (إسرائيل)، وهي جميعها ضغوطات للنيل من مكانته السياسية والعمل على إضعاف اقتصاده وبنيته التحتيّة.

آخر هذه الضغوطات التي مورست على الأردن كانت الطلب من السفير القطري النشط والدمث، المشبع دبلوماسية وعروبة بندر بن محمد العطية المغادرة إلى بلاده، مع أن الأردن لم يكن في يوم من الأيام على قطيعة مع دولة قطر وإن شابها فتور في أحيان، بل العكس فإن البلدين يستندان إلى علاقة ضاربة الجذور أرستها القيادات الأردنية القطرية المؤسسة والمتوارثة لتظل علاقة قائمة على الاخوة والانجاز والتكاملية، شأن علاقة الاردن بدول الخليج الأخرى، والدول الشقيقة.

دول الخليج خاصة تدرك حجم الاعباء التي تحملها الأردن، وماذا قدّم لها من خدمات في مختلف الصعد، وانه أسهم في كثير من التحولات باستقرارها، فضلاً عن علاقات الشعب الأردني مع الأشقاء العرب، وكذلك الأردن فهو لا ينكر كل أشكال الدعم من الدول الشقيقة وفي مقدمتها الدعم المالي.

وبالعودة إلى مغادرة السفير العطية، والتي من المفروض عودته بأسرع وقت، لأنها اصلاً لحظة طارئة، وقد تحدث مثلها كثيراً بين الدول، كما هو الحال في سحب السفير او استدعائه او للتشاور، وليس قائمة على قطع العلاقات لا قدّر الله، وحتى القطع الدبلوماسي فإنه لا يستمر الا في حالة العداء التي نسأل الله تعالى، ألا تصل لها الأمة العربية، وتظل في اطار الاختلاف وطي صفحات الخلاف بعد ان وجد العالم العربي نفسه انه الخاسر الاكبر في حروبه، وان انتصاره لن يتحقق الا بوحدته واطفاء كل اشكال الفتنة.

الأردن وقطر، ومنذ الأزل تأسسا على علاقة عربية، وإن لم تخلُ في مرحلة من اختلافات في وجهات النظر السياسية، إلا أنها لم تصل إلى القطيعة كما أشرنا، وهي مرشحة للبقاء وأكثر خدمة للأمة والبلدين معاً.

أما في الإطار الشخصي لهذه العلاقة على مستوى القيادة، فإن الراحل الحسين رحمه الله كان على علاقة وطيدة بالزعامات القطرية، بمن فيها القيادة القطرية التي ورثت عنها القيادة الحالية، وفي هذا الجانب، فإن والد السفير القطري الراحل محمد العطية، والملقب بالزعيم، كان الشخصية القطرية التي دشنت بيتاً للضيافة في الأردن والإقامة ليكون منزلاً للتشاور بين الساسة العرب إضافة للكرم العربي الذي نتحلى به كشعوب عربية.

ليس بين عمّان والدوحة عداوة، لا قدر الله، وليس هناك أي خلاف لا بل مودة ومحبة ودفء وان الشاب الصاعد في الدبلوماسية الحقّة بندر العطية ما هو إلا خير سفير لبلاده، يعمل بصمت، ويحاور بعقلية راجحة ومفتوح في رأيه السديد على جميع الأفكار وبخلق عالٍ وهو دافئ اللسان، قطري الهوية عروبي الهوية والهوى، مكمّل لما بذله سفراء سابقون خدموا في المملكة وقد ارسى علاقة واضحة لا لبس فيها مع كل السفراء الآخرين في الأردن ، وعلاقة تقوم على الاستمرارية والتوافق لا الشقاق وخدمة البلدين الشقيقين.. فلماذا لا يعود؟

مدار الساعة ـ