مدار الساعة - بحث وزير الداخلية غالب الزعبي لدى لقائه في مكتبه اليوم الاربعاء السفير الايطالي في عمان جيوفاني براوزي، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ولا سيما في مجالات مكافحة الارهاب والتطرف، وتداعيات اللجوء السوري على اراضي المملكة، اضافة الى الترتيبات المتعلقة بزيارة وزير الداخلية الايطالي الى المملكة منتصف الشهر الحالي.
وعبر وزير الداخلية في بداية اللقاء عن تقدير الاردن البالغ لسياسات الدولة الايطالية ومواقفها تجاه القضايا الاقليمية والعالمية والتي تنبع من إرث حضاري عميق، مشيرا الى ان العلاقات الاردنية الايطالية ومنذ نشوء المملكة لم تتعرض لأي عثرات وانما كانت في تطور مستمر وعلى مختلف الصعد.
واشار الزعبي الى ان الاردن يتطلع الى شراكات اوسع مع دول العالم المتمدن، مبينا ان الاردن مؤسس على تاريخ حضاري واسلامي عريق بمفهومه السمح المنفتح على كل الاديان والذي يتقبل الآخر وينبذ العنف والتطرف، ويسعى دوما الى احترام حرية المعتقد وحماية هذه الحرية، منوها الى ان زيارة نظيره الايطالي الى المملكة تحظى بأهمية خاصة كونها ستؤدي الى المزيد من التعاون بين بلدينا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفيما يتعلق بأزمة اللجوء السوري الى المملكة قال وزير الداخلية، ان "الاردن ينوء بحمل كبير جراء استضافته أعدادا كبيرة منهم في الوقت الذي يعاني به الاردن من تواضع الامكانيات وندرة الموارد الامر الذي ادى الى استنزاف قطاعات واسعة من روافده الاقتصادية وإنهاك البنية التحتية لمقدراته الوطنية في شتى المجالات"، مضيفا أنه "وعلى الرغم من ذلك لا نستطيع اغلاق الابواب امام اللاجئين انطلاقا من مبادئنا الانسانية والدينية والسياسية والقومية التي تأسست عليها المملكة بقيادتها الهاشمية الحكيمة".
وبخصوص مكافحة الارهاب والتطرف اكد الزعبي ان الحركات والمنظمات الارهابية التي "عاثت فسادا في دول المنطقة وفي شتى ارجاء المعمورة سيكون مصيرها الزوال والاندثار، ويبقى علينا بعد ذلك ملاحقة افكارها الهدامة واستئصالها من اذهان من تورطوا بها خاصة جيل الشباب"، لافتا الى ان الوقت قد "حان لتكثيف الجهود من اجل هذه الغاية في ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها دول المنطقة والعالم ضد هذه الحركات وملاحقة فلولها اينما وجدت".
من جانبه عبر السفير الايطالي عن تقديره للدور المحوري للأردن في معالجة قضايا المنطقة ومواقفه المعتدلة تجاهها، مشيرا الى التشابه الكبير بين الاردن وايطاليا في موضوع اللجوء جراء استقبالهما أعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين وهذا ما يجعل ايطاليا على دراية ربما اكثر من غيرها من دول العالم بحجم معاناة الاردن جراء استقباله أعدادا هائلة من اللاجئين ومن مختلف الجنسيات.
وقال انه "سينقل الى بلاده وشركائها في الاتحاد الاوروبي الصورة الحقيقية لأوضاع الاردن الاقتصادية وتعامله الفريد مع اللاجئين وضرورة دعمه باستمرار حتى يتسنى له الاستمرار في اداء رسالته الانسانية تحقيقا للأمن والسلام الاقليمي والدولي".