مدار الساعة - نهار ابو الليل - رئيس الوزراء هاني الملقي يلتقي مجلس النقباء. لا الرئيس كان مقنعا ولا النقباء كان لديهم ما يقولونه.
حضر الدكتور هاني الملقي ورحل. فلا عُلِم لِمَ حضر. ثم لما رحل لم يعرف القوم ماذا جنوا.
كان لقاء فائضا عن الحاجة. الرئيس حضر. فوضع مجلس النقباء القهوة أمامه. لم يشربها حتى يقول كل ما عليه أن يقوله.
كأنهم قالوا له: اشربها يا رجل فطلبك منذ أن استقبلتنا في مضارب الرابع مجاب.
لم يكن يمانع مجلس النقباء بهذا. خطب الملقي بالناس. قال كلاما. فيما استمع النقباء له بحرص، راسمين على وجوههم ملامح من يستمع الى ما يقال اول مرة. فوجئ القوم. وابتسم الناس على مداعبات الرئيس. وجاملوه كثيرا، ثم ودّعوه حتى الباب.
ساعة أو ربما أكثر قليلا، ثم خرج الرئيس وبيده ورقة إقرار من مجلس النقباء بأن يفعل ما عليه فعله.
جرت العادة أن يحمل الرئيس بعضا من طاقمه ويدور مجمع النقابات المهنية. وجرت العادة أيضا أن يصدر عن مجلس النقباء بيان يلخص فيه رأيه في اللقاء.
في هذا المجلس. مجلس النقباء. كان عليه هو ان يحمل بعضه ويدق باب الرئاسة. ولما ينتهي اللقاء، يتكفل اعلام الرئاسة بالبيان. ويصمت النقباء.
يترحم النقابيون على مجمعهم. اليوم صار مجمعهم أضيق. وقاعاتهم فارغة. أما الحراك الساخن فقد برد. برّدته مواقف النقابات.
كان فيما كان يوما ما مجلس حرب. صار ديوانا تُقرأ فيه الفاتحة على أرواح من سيرتفع ضغط معيشتهم.