مدار الساعة - اتفق خبيران على ان الحكومة لا تولي قطاع النفط في الأردن أي أهمية، وليس هناك أي محاولات جادة من قبل الحكومات المتعاقبة لاكتشاف النفط، على الرغم من وجود الشواهد الجيولوجية التي تشير الى وجوده، وان نحو 80 % من الأراضي الأردنية لم يتم التنقيب.
وكشف الخبير في قطاع النفط المهندس مبارك الطهراوي، واستضاف فيه ايضاً أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل والبيئة في الجامعة الأردنية البروفيسور نجيب أبو كركي ان السعودية تنتج من أحد الحقول الذي يبعد عن الحدود الأردنية نحو 5 كم نحو 150 مليون قدم مكعب من الغاز.
واضاف : ان احدى الدراسات وجدت أن احتياطي الغاز الموجود في الأردن يتراوح بين 36.7 تريليون إلى 95.4 تريليون قدم مكعب، وقد يصل الاحتياطي إلى 220 تريليون. أي احتياطي الغاز حسب حسابات هذا الجيولوجي يكفينا 672 سنة.
من جانبه قال البروفيسور أبو كركي أن هناك مراحل للتعامل مع وجود البترول حيث نحتاج إلى مكامن بترولية وهي موجودة لدينا، ولكن من مواصفاتها أنها ليست دائماً تحتوي البترول اللازم بكميات تجارية أو لا تحتوي بترول، فوجود المكمن ليس دليلاً على وجود بترول، لذا فنحن نحتاج لإجراء عمليات الإستكشاف اللازمة حتى نثبت وجود هذا البترول بأفضل الطرق الممكنة وذلك للتخفيف من تكاليف إستخراجه الباهظة.
وأضاف أبو كركيفي لقاء مع برنامج "واجه الحقيقة" ، أنه بعد ذلك نحتاج إلى الخبرات الفنية حتى نستخرج ما أثبتنا أنه موجود. وأخيراً علينا أن نكون قادرين على حماية هذه الثروة عندما نحصل عليها، لان كثير من الدول التي تعاني من قلاقل سياسية تم اكتشاف ثروات طبيعية ضخمة فيها، مثل السودان وسوريا.
وقال الخبير الطهراوي أن تاريخ المملكة في التنقيب عن البترول بدأ في عام 1946، حيث تم حفر حوالي عشرة آبار نفطية ما بين عامي 1946 –1980، ولم تكن هناك أي جهود جدية للتنقيب عن البترول. وفي عام 1980 إتخذت الحكومة قراراً بتخصيص خمسة بالمئة من فاتورة النفط للإجابة على هذا السؤال للتنقيب عن النفط، وكلفت بهذا الملف سلطة المصادر الطبيعية، وبدأت السلطة بمشروع وطني للتنقيب عن النفط في الأردن، حيث أثبتت أن الأردن يوجد به بترول وغاز، واكتشفت حقل نفط غاز الأزرق وبدأ الإنتاج الفعلي في الأزرق للبترول، واكتشفت حقل الريشة الغازي وبدأ الإنتاج منه. وهذا من عام 1980 وحتى عام 1996.
وأضاف الطهراوي أنه منذ عام 1996 ولغاية الآن لم تقم الحكومة الأردنية بأي جهد فعلي للتنقيب عن البترول في الأردن برغم كل ما يتحدث عنه الناس، وكان الجهد مصبوباً على الشركات الأجنبية التي كانت تحصل على إمتيازات للتنقيب عن البترول، وهي شركات ليست قوية، وهذا أعطى صورة عن وضع الأردن النفطي ليست حقيقية. مشيراً إلى أنه تم حفر 16 بئراً في السرحان وكانت نتيجتهم سلبية ولم يظهر فيها بترول إلا بئراً واحداً، وما زال لغاية اليوم يسيل ويقوم البدو بالتعبئة منه وهو من أجود أنواع البترول في العالم. مطالباً أنه من الضروري الآن العودة إلى مناطق مثل السرحان وإعادة الحفر فيها بعد أن أصبح هناك مسح زلزالي رباعي الأبعاد.
وبشأن وجود خبرات جيولوجية قال الدكتور أبو كركي أننا بحاجة إلى وجود مركز جيوفيزيائي أو لدراسات البترول بالذات مثل المركز الجغرافي، فنحن لدينا خبرات هنا وهناك متفرقة وتعمل بشكل أُحادي، وأن يكون لدينا الوعي الكافي.
المهندس مبارك الطهراوي قال أنه من الجرائم التي إرتكبت هي إلغاء سلطة المصادر الطبيعية وتحويلها إلى هيئة الطاقة والمعادن، وأصبح موضوع البترول موضوعاً ثانوياً فيها، أي عندهم جزءاً من موضوع البترول، والجزء الثاني موجود في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، والجهة الثالثة شركة البترول الوطنية، حيث لا يوجد تنسيق بين هذه الجهات الثلاثة.
وأضاف: يوجد الآن لدينا خبرات أردنية ضخمة في هذا المجال موجودة في كل مكان، لكن هذه الخبرات التي خرجت وقامت بإكتساب خبراتها في الخارج لا تجد لها حاضنة أردنية تستقبلها.
وأشار الطهراوي إلى أن 80 بالمئة من مناطق الأردن غير مستكشفة، وتم حفر بئر غاز وأنتج نفس ما ينتجه الريشة، وهذا إمتداد للغاز الصخري حيث يمتد من مناطق الريشة حتى يصل إلى منطقة السرحان، وهذه كلها منطقة من "الغاز الصخري"، وعلى الحدود الأردنية شرق الصفاوي أشقاؤنا السعوديون الآن ينتجون من نفس الطبقات الموجودة عندنا من الغاز الصخري في اليوم 150 مليون قدم مكعب، وهو غاز مسال، وفي منطقة لا تبعد عن الحدود الأردنية ربما خمسة أو ستة كيلو مترات.
وذكر الطهراوي أن مدير الإستكشاف في شركة ريبسون لشمال إفريقيا في الغاز الصخري نضال أديب الحافظ، أجرى دراسة عن الغاز الصخري في الأردن فوجد في منطقة السرحان وجود نفط وغاز، ووجد أن إحتياطي الغاز الموجود في الأردن يتراوح بين 36.7 تريليون إلى 95.4 تريليون قدم مكعب، وقد يصل الإحتياطي إلى 220 تريليون. أي إحتياطي الغاز حسب حسابات هذا الجيولوجي يكفينا 672 سنة.
وقال الدكتور نجيب أبو كركي أن هذا الأمر فيه نوع من المخاطرة، لكن لا بأس إذا كان هناك مركز بحثي معين أو مسؤولين معينين بحيث أنهم يستطيعون إجراء هذه التجربة، وكما أشار المهندس تكون التجربة في بئرين لنرى النتائج.
وأضاف: ما نحتاجه أن نقفز الخطوة العملية لكي نستطيع أن نستغل ذلك بالشكل المناسب."الحقيقة"