مدار الساعة - اكدت وزيرة التنمية الاجتماعية هاله بسيسو لطوف خلال رعايتها لاحتفالات جمعية اللد الخيرية والمدرسة الوطنية الارثوذكسية يوم امس الجمعة على أجمل صور التعايش الديني في المجتمع الاردني.
وثمنت لطوف في كلمة لها في الاحتفال الذي حمل عنوان "عيد لد: ذكريات وحكايات" الدور الذي تلعبه الجمعية في مجال العطاء والخير من خلال تنفيذها لأنشطتها المميزه، و بأداء الجمعية وعملها الجاد، مؤكدة على ان العمل الذي تُسهم به الجمعيات ومنتسبيها مثل جمعية لد، يُولِد ويشيع الحياة سعيده في المجتمعِ المتكافل، فالأصل الإعمار وليس الهدمِ والتخريب. والنفع والفائدة المتحققة من صلاح الإنسان والتزامه بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة يتعدى نفعها للإنسان نفسه إلى ذريته، بل يؤثر ذلك إيجابياً على مجتمعه كله؛ مما يؤدي الى الأمن والسلم المجتمعي الذي تسهم بتحقيقه جميع السلطات سواء التشريعيه أو التنفيذية أو القضائيه بالتشارك الفعلي مع الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الفاعلة النشيطه.
وبينت لطوف في كلمتها إن العبد الصالح سيدنا الخضر عليه السلام الذي تعلم سيدنا موسى عليه السلام منه، واتاه الله علم الحقيقة، يُعتبر من أحدِ الجامع بين أكبرِ ديانتين في العالم، وهما الإسلام والمسيحية، ولنا إستفياء الدروس والعبر المستفادة من سيرته العطرة المكللة بالمجد والعطاء. فنحن في الاردن - تحت الراية الهاشمية وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين أعز الله ملكه وحماه- نقف بفخر كنمودجا من التعايشِ والحفاظِ على الهويةِ المسيحية، باعتبارهم جزء اساسي من النسيج الاجتماعي والإسهام الحضاري، ضمن أجواء مفعمة بالمحبةِ وبالسلامِ وبالأخوةِ إلإنسانية، بفعل ثقافة الأردن المكرسة لاحترام الكرامة الإنسانية، متحدين ضد الكراهية والتطرف والإرهاب.
واضافت إن العلاقة بين سيدنا الخضر عليه السلام واللد وطيدة جدا؛ فلهذا الاحتفال مدلولات عديده، تتمثل في أصالة الثقافة المجتمعية للأردن، وأن الشعبيين الأردني والفلسطيني صاحبا حضارة وتاريخ ومحبا للسلام والإخاء. وفي إصالة الثقافة المجتمعية أيضا لمدينة اللد وأهالها، على إختلاف مكوناتهم الدينية والاجتماعية. أما مدلولاتها الاجتماعية، فتشير إلى تجسيدِ المعاني الجليلة للتوافق الاسلامي المسيحي، ومدلولاتها النفسية التي ترمز إلى الأمل والتفأول والخير على إعتبار أنها تقام في مطلع فصل الشتاء الذي يؤقت المزارعون موسهم الزراعي وموسم نزول المطر والخير.
واشارت الى ان سورة الكهف تحدثت عن وقائع قصة موسى والخضر عليهما السلام. ومن خلالِ استعراض تلك القصة، يمكنُ استخلاص بعض العبر والتي منها؛ لا يستعمل الغرور بامتلاك الحقيقة وإدعاء الِعلم التام المطلق. ففي سورة الكهف، أن موسى عليه السلام كليم الله، تصور أنه أعلم أهل الأرض، فأخبره ُسُبحانه أن هنالك من هو أعلم منه، وهو الخضر عليه السلام؛ فقد علمه الله ما مضى وعلمه ما ستكونُ عليه الأشياء فيما بعد. فالإدعاء بامتلاك الحقيقة الكامله دون الناس يؤدي إلى الغرور، فالعلم وامتلاك الحقيقية أمر نسبي، ولذا فالأصل أن فوق كل ذي علم عليم.
واوضحت لطوف أن الاستعجال، والحكم المتسرع على الأحداث يدفع إلى الفتنةِ والظلم، فالتأني وتحليل الأحداث والوقائع، واستكمال الحقائق كافة يحقق نتائج عادلة. وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بامتلاك خاصية وفضيلة الصبر والتأني. فالصبر هو الخصلة والفضيلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، بغض النظر عن منصبه أو عمره. كما ويجب أن يتصف رب الأسرة بالصبر والحكمة، وعدم التسرع باتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكك الأسرة وتشتتها.
واشارت الى أن العنف وإراقة الدماء تضعف المجتمع بل تدمره، فالنفس الإنسانية محرمة ومصانة. وان الظلم يجعل الناس تتوقف عن البناء والعمران والعمل فيها، فما يزال المؤمن في سعة من أمره ما لم يرقْ دما، مما يؤكد على اهمية حفظ الأمن والسلم المجتمعي وتطبيق التشريعات والقوانين العادلة ومعالجة القضايا وبسرعة لحفظ وصيانة الأعراض والأموال والدماء.
واختتمت لطوف بقولها "لكل أمة ثقافتها وحضارتها التي ترمز إلى تراثها المعنوي والفكري والمادي والذي يستمر بوجودها وبمحافظتها عليه. واحتفالها اليوم، بمناسبة عيد لد الذي يجمع بين المسلمين والمسيحيين خيرُ دليلٍ على ذلك. كما أن وقوفنا معا مسلمين ومسيحيين لمجابهة التحديات والصعاب، أكبر ضمانةٍ للتعزيزِ من وحدةِ الصف والتعايش المشترك وتفعيل دورنا في تطوير الحضارة الإنسانية، فنحن نقف في خندق واحد لنبني أردننا الحبيب ووطننا الغالي ولمناهضة الكراهية والتطرف والأرهاب، مضيفة : "حمى الله الأردن قويا منيعا وذخرا وسندا لأهله وللأمة العربية والإسلامية وللأمة الإنسانية جمعاء في ظل الراية الهاشمية".