مدار الساعة - يُصادف اليوم الأربعاء؛ الذكرى الـ 17 لاستشهاد الطفل الفلسطيني "فارس عودة"، والذي استشهد برصاص قوات الاحتلال قرب معبر "كارني" شرقي قطاع غزة.
وفارس عودة، الذي استشهد عن (15 عاما)، قتلته نيران جيش الاحتلال، بينما كان يُشارك بإلقاء الحجارة على آليات الاحتلال العسكرية؛ خلال الشهر الثاني من انتفاضة الأقصى (اندلعت في أيلول/ سبتمبر 2000)، ويُذكر بكونه تصدى لدبابة صهيونية بحجارته الصغيرة.
واشتهر الطفل الشهيد؛ والذي أطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لقب "الجنرال"، بصورة أظهرته يتصدى لدبابة "الميركافا" الصهيونية بالحجارة؛ خلال مواجهات مع الاحتلال شرقي غزة، وأثارت صورته المجتمع الدولي حينها، ضد ممارسات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين.
واستشهد فارس عودة، عقب اختراق رصاصة أطلقها جنود الاحتلال لرقبته، وتصدرت صورته وهو "مقاومًا" صفحات الصحف والمجلات العالمية.. وتروي أمه عن لحظات حياته: "لم يكن طفلًا عاديًا، وهو في سن الـ 6 أعوام كان يقول أريد طرد اليهود (...)".
وأضافت في تصريحات صحفية لها اليوم الأربعاء، "في بداية إحدى الأعوام الدراسية طلب فارس أن يتم نقله من مدرسة الشافعي، القريبة من المنزل، بإلحاح، لمدرسة تونس، وكان له ما أراد".
وأردفت أم فارس: "بعد نقله بأيام انكشف الأمر وباحت نشاطاته بالسر، فمكان الدراسة الجديد أقرب لموقع جنود الاحتلال، مما يسهل عليه (فارس) مهمته التي كان يجوب الشوارع لأجلها؛ مقاومة الاحتلال".
وأشارت إلى أن إصرار "فارس" على المقاومة ورشق جنود الاحتلال بالحجارة، بدأ يتزايد مع اقتحام أرئيل شارون (رئيس وزراء الاحتلال سابقًا) لباحات الأقصى في 28 سبتمبر 2000.
وأضافت: "ولكنني رأيت الإصرار فيه عينيه على الشهادة عقب استشهاد نجل أختي (ابن خالة فارس) برصاص جنود الاحتلال خلال المواجهات في انتفاضة الأقصى".
وتابعت: "كل يوم منذ بدء الانتفاضة الثانية كان يهرب (فارس) من المدرسة بعد الحصة الثالثة، أثناء الفُسحة يقفز فوق سورها، ويستجمع كل ما أوتي من عزم، يفتت الحجارة، يقف على بعد مترين من دبابة إسرائيلية".
وأوضحت أن فارس استشهد "بعد أن سقط نعله من قدمه، واستغل جنود الاحتلال تلك اللحظة وعاجلوه برصاصة من كاتم صوت في منطقة الرقبة، أنهت حياته ومعها مسيرته العطرة".
وأشارت أم فارس، إلى أنه وبعد استشهاده بثلاثة أعوام استقبلت العائلة طفلًا صغيرًا لشقيق الشهيد الراحل، وقررت أن تُسميه "فارس".
وبيّنت: "في الحرب الأخيرة على غزة؛ صيف 2014، كان فارس الصغير يسير وسطنا، وأطلقت زنانة (طائرة بدون طيّار) إسرائيلية قذيفة، وأدت لإصابة الطفل صاحب الـ 11 عامًا في قدمه اليمنى".
واختتمت تصريحاتها: "كنت ألاحق طفلي الشهيد أثناء مشاركته في المواجهات، لكنه كان يفر نحو الوطن، فيقتحم خطوط المواجهات مع الاحتلال وسط النيران والدبابات، حتى ارتقى شهيدًا".
وأكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في بيان لها؛ نشرته عبر موقعها الإلكتروني في آب/أغسطس الماضي، أن قوات الاحتلال واصلت استهداف الأطفال الفلسطينيين، سواء بالقتل أو الإصابة أو الاعتقال.
ونوهت إلى أن الاحتلال "استغل حالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنوده، والتي تضمن لهم الحصانة من أي ملاحقة قضائية".
وصرّح مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، بأن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنود الاحتلال، وعدم تفعيل مبدأ المساءلة، سيزيد من هذه الجرائم ويشجعهم على المضي قدمًا في انتهاكاتهم.
ووثقت الحركة العالمية، قتل قوات الاحتلال لـ 14 طفلًا فلسطينيًا في الضفة الغربية؛ بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة، منذ بداية العام الجاري (2017)، منهم 10 بالرصاص الحي.
وأظهرت إحصائيات للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أنه منذ بداية انتفاضة الأقصى في عام 2000 وحتى شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي 2017، استشهد 2026 طفلًا فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال في الضفة وغزة.
ولفتت النظر إلى أن عام 2014، شهد أعلى نسبة لاستشهاد الأطفال الفلسطينيين، حيث شهد قتل قوات الاحتلال لـ 546 طفلًا؛ 533 في قطاع غزة منهم 380 نتيجة عمليات قصف نفذتها قوات الاحتلال.
وكالات