مدّار الساعة - محرر الشؤون السياسية - فشل أو رسب أو سقط كلمة ثقيلة على النفس ومشاعر الإنسان إلا من اعتاد على هذا الإخفاق، فإنه لا يهمه من قال أو يقول له: كفى يا رجل.
وهذا حال طالب في الثانوية العامة وقد رسب أول مرة ومثنى وثلاث ورباع، بينما أجياله واصلوا نجاحاتهم وانهوا دراساتهم وحصلوا على درجاتهم العليا، فأين هو منهم؟
حكومة الدكتور هاني الملقي، وقد اخفقت المرّة تلوى الأخرى، كيف لا! وهو الذي أجرى تعديلات أربعة، وما ازداد في كل تعديل الا الفشل..
لا بل، كان ذريعاً مع كل تعديل جديد، وحجة الرئيس في كل مرة، ان هناك حمولة زائدة او ضعفاً في الفريق الاقتصادي باعتبار المشكلة الاقتصادية "ام المشاكل" في الاردن!
حكومة مع كل استدارة في سياستها المتجمدة لا تجد الا جيب المواطن ليدخل ما فيها الى خزينة مثقوبة، وكأن الفقراء ملزمون بالانفاق على الأغنياء، ولأن الرئيس ايضاً وفريقه الوزاري عاجزون عن التفكير او التطلع من ثقب الباب بأن الناس وصلت للحائط، وانه لم يعد للحكومة الا الرحيل.
هذا الفشل الذي يلد فشلاً مع كل طلعة شمس على الدوار الرابع، لو لم يكن الاردنيون اعتادوا عليه من هذه الحكومة ومن حكومات سابقة، لشاهد العالم حجم الفوضى التي يثيرونها والاحباط الذي يحط في نفوسهم واليأس الذي يطفح على وجوههم، ولكن الاردنيين اهل صبر و"طولة بال" ليس ضعفاً او صمتاً او خوفاً كما يدعيّ اصحاب الأجندة والمتربصون بهم وببلدهم، وانما لوعيهم وحبهم لأردّنهم، فعلى حكومة الملقي ان تعي هذا الصبر، وان لا تستغله، بل عليها ان تستثمره، وتقول كلمتها: لقد صبرتم علينا طويلاً، وعليكم منا الرحيل.
لقد كان لاستطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية قول الفصل حول اداء حكومة الدكتور هاني الملقي وهي تظهر النتائج الأسوأ منذ عقدين أي بمعنى آخر ان البرنامج الوزاري وتحديدا الاقتصادي قد رسب او "سقط" ولن يكون له بقاء بعد ان منح اعادة الامتحان مراراً، وهذا حال الطالب الراسب.
واذا كان الهروب للخلف، لعبة تتلهى بها الحكومة، فإنه لا فائدة من اضاعة الوقت او شرائه، لا بملاحقة المواطن الى المخبز برفع السعر ولا بتعديل الضرائب ولا بالباص السريع ولا بعمان الجديدة، التي تبشر بمستقبل مجهول لأجيال المستقبل بينما جيل الحاضر يعاني، كل هذه الخيالات والاحلام لن تغير النتائج..
إذاً السؤال هنا الآن ما هو المطلوب؟
الذين تم استطلاعهم أكدوا أن الحل سهل ألا وهو كبسة زر "كما يحدث مع الطيار المقاتل في الحالات الخطرة كي ينجو ويطير هو ومقعده"، وهنا المطلوب كي ينجو الشعب كبسة زر من صاحب الشأن بعد الموازنة "لتشيل مقعد طيار الدوار الرابع"، مع ان واقع الحال يقول: أسألك الرحيلا، قبل ان تقلع بلا عودة، كما اعتدت ان تحلّق وتمسك بالهواء.