مدار الساعة - اطلقت وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع نقابة المعلمين الأردنيين، وعدد من الشركاء، الاحد، ميثاق مدونات السلوك المدني التربوي في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، بهدف بناء علاقات تفاعلية وايجابية بين كافة افراد المجتمع المدرسي من طلبة ومعلمين ومشرفين وادارات مدرسية والمجتمع المحلي.
واكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، خلال اطلاق الميثاق في مدرسة ذوقان الهنداوي بعمان، بالتزامن مع انتخابات مجالس البرلمانات الطلابية التي جرت اليوم في مدارس المملكة، وشملت كل المدارس من الصف الخامس وحتى التوجيهي، على اهمية ان يكون هذا اليوم فارقا في حياة الطلبة وجميع مدارس المملكة والمجتمع المحلي والحياة الديمقراطية الاردنية نحو المساهمة الحقيقية والفاعلة في بناء الوطن، في اطار منظومة واضحة ومتكاملة من الحقوق والواجبات والقيم والثوابت الدينية والوطنية لدى المعلم والطالب والمرشد والمدير واولياء الامور ومجالس التطوير التربوي.
وقال الوزير، وبحضور الممثل المقيم " لليونيسف" في عمان روبرت جينكنز، إن التحدي الكبير الذي نواجهه، يكمن في فهم الطالب لعلاقته الحقيقية بالمدرسة، مبينا ان تحقيق الانتماء للبيئة المدرسية والعمل بروح الفريق الواحد والتسامح وقبول الاخر والمساهمة في حل المشكلات هو الخطوة الاولى للطالب نحو الشعور بالانتماء الحقيقي للوطن وتجسيد المواطنة التي يدعو لها جلالة الملك عبد الله الثاني باستمرار، حيث تتطلع الوزارة لان يشعر الطالب والمعلم معا بالانتماء للمدرسة وتشعر المدرسة بكافة مكوناتها بالانتماء لمحيطها المحلي والوطني.
واضاف ان الوزارة ستبذل، بالتعاون مع كافة الشركاء، كل ما بوسعها لجعل هذا اليوم فارقا في حياتنا المدرسية، عبر تعزيز هذا الميثاق كميثاق شرف تربوي ينقلنا جميعا طلبة ومعلمين واولياء امور من دائرة العنف الى واقع تفاعلي مناهض للعنف يسوده السلم الاهلي واساسه حماية المعلم ويقوم على البدائل القانونية المتاحة والاولوية الوطنية، كما ستعمل الوزارة على ايجاد مجلس في كل مدرسة يرأسه مدير المدرسة ويضم ممثلين عن المعلمين والطلبة واولياء الامور ومجالس التطوير التربوي لتطوير مدونة سلوك يتوافق عليها الجميع توضح الحقوق والواجبات والمسؤوليات للانطلاق من معادلة تشاركية يعمل فيها الجميع لما فيه مصلحة الطلبة والمجتمع والوطن دون خلاف.
وجدد الدكتور الرزاز التأكيد على اهمية دور مجالس البرلمانات الطلابية المنتخبة في المدارس، وان تمارس دورها بشكل فاعل وكامل ضمن اطر واضحة تعتبر الطلبة شريك اساسي في العملية التربوية وترسخ حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم، معتبرا ان المعنى الحقيقي للديمقراطية يكمن في تحمل المسؤوليات وحل المشاكل والمشاركة في التنمية المحلية.
من جانبه، اكد نقيب المعلمين الاردنيين باسل فريحات، ايمان النقابة بالشراكة المسؤولة مع وزارة التربية والتعليم للارتقاء بالعملية التربوية، وايجاد البيئة الامنة للطالب والمعلم، داعيا الى اهمية العودة للقيم الاردنية والعربية الاصيلة التي ترفض الاساءة للمعلمين او الاعتداء عليهم، مشيرا الى اهمية دور المدير الريادي والقيادي في مدرسته ومجتمعه.
كما أكد النائب مصطفى العساف، على ضرورة التركيز على غرس المفاهيم والقيم الحميدة في نفوس الطلبة وتعريفهم بواجباتهم تجاه معلميهم ومدارسهم ومجتمعهم، وبذل الجهود الوطنية المخلصة لاجتثاث ظاهرة العنف المجتمعي والمدرسي.
وجاء اطلاق الميثاق في اطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتوطيد العلاقة التربوية بين الطلبة ومدرسيهم، ومحاربة ظاهرة العنف المجتمعي بشكل عام والعنف في المدارس بشكل خاص والذي ينسب في كثير من حالاته للطلبة وبات يؤثر على سير العملية التربوية، وسعي الوزارة كذلك الى تحفيز الطلبة نحو المشاركة وتعزيز مفهوم الحريات العامة لديهم، ومواكبة التحديات المتمثلة في انتشار مفاهيم التطرف والعنف.
كما تسعى وزارة التربية والتعليم من هذا الميثاق الى ايجاد علاقة بناءة وهادفة ما بين المدرسة وكافة افراد المجتمع المحلي واشراكهم في مدونات سلوك تتضمن واجبات وحقوق كل طرف والمسؤولية التي يتحملها تجاه الطرف الاخر، وايجاد اساليب ووسائل لتجنب جميع اشكال العنف المجتمعي والمدرسي والعقاب البدني، وتدريب الادارات المدرسية والمعلمين والمرشدين على مهارات التعامل مع حالات الاساءة والعنف وبخاصة في المدراس، كما تتوافق اهداف هذا الميثاق مع اهداف حملة "نحو بيئة مدرسية امنة" التي اطقتها وزارة التربية والتعليم في وقت سابق بالشراكة مع منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسف".