انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

الانتماء

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/27 الساعة 16:31
حجم الخط

د. إسراء الجيوسي

مصطلح يجعل الضال عن الطريق يصل من دون تعب أو عناء..

فمن منا فكر لثوان ما هو الانتماء؟ وهل الانتماء مربوط بانتمائنا لشخص معين أو مجموعة أو عشيرة أم أن الانتماء يرتبط بانتمائنا لبقعة من الأرض نعيش ونحيا عليها تسمى الوطن الذي يجمع كل من عليه، يأكلون من خيره ويدفعون عنه أي شر ويردون عنه كل معتد .

والسؤال الآن ماذا قدم كل منا لهذا الوطن الذي نحيا ونعيش عليه بكل فخر واعتزاز.

ما الذي قمنا به وافتخرنا بفعله ليبقى هذا الوطن المعطاء ؟

هل قمنا بحفر أكبر قناة مثلا أو قمنا ببناء أكبر سكة حديد على وجه الأرض وتشاركنا بها جميعًا؟ أو بزراعة الصحراء أو الأرصفة والطرقات وجملنا بلدنا ليزهو ويزدهر؟

ما الذي قمنا به؟؟

نحن ومن دون فخر لا نقوم بأقل واجباتنا وحقوق بلدنا علينا؛ نختبئ وراء أسوار منازلنا ونقوم بترتيبها والاعتناء بتنظيفها وكل ما دون ذلك هو ليس ملكنا أي أننا تركنا مساحة قدرها ( 89.213 كيلو مترا²) براً وبحراً وحصرنا ولاءنا في بضعة أمتار هي حدود منازلنا…

ونسينا من له الحق والولاء علينا …

نسينا من يأوينا ويحمينا ويجعلنا أشخاصا بهوية نفتخر بها أمام الدنيا كلها.

وللأسف نقوم “بأرذل الأعمال تجاه ما يقدمه لنا” ونكافئه بنكران جميله وما يقدمه لنا، فبعض منا، الصغير والكبير يرمي الأوساخ على أرصفة الطرقات وفِي أنهر الشوارع من دون مبالاه؛ بَعضُنَا يدمر المرافق ويعبث بكل ما توفره لنا الدولة من خدمات، والطامة الكبرى عندما يقوم القوي بسرقة قوت ضعيفنا.

بل يتاجر ويتحكم بأرواح ومصائر العباد ويقيد أحلامنا ويعوق تقدمنا بل يستغل ثروات وأموال بلدنا لمصالحه وحرمان أصحابها منها من دون خوف.

عذرا لن أُجمل أو أُزخرف كلماتي لأنها مقصودة هؤلاء هم من لا يستحقون الانتماء لهذه الأرض الطاهرة المعطاة ، أرض الخير والحضارة، بل يجب ردعهم ومحاسبتهم بأشد العقوبة على استخفافهم وتبذيرهم وفسادهم ؛ بل يجب حرمانهم من انتمائهم لهذا الوطن، لأن عقاب هؤلاء هو ردع لكل من تسول له نفسه بأن يمس هذا الوطن وشعبه بأي سوء. أو استغلال .

أيكون هذا مقدار انتمائنا لبلدنا.

أم أننا نبذل كل غالٍ ونفيس من أجل المحافظة عليه ليسمو ويعلو فوق الدول كلها.

فلا نغفل عن أبسط الأمور وننظر خارج أسوار منازلنا وليكن انتماؤنا لبلادنا التي تهبنا نعمة الاعتزاز والفخر بأننا نعيش عليها بأمن من دون خوف بقيادة مليكها عبد الله الثاني بن الحسين أطال الله عمره.

ولنقوم بغرس ذلك الانتماء بنفوس أبنائنا ولنعلمهم حب الوطن وطرق المحافظة عليه ولنكن لهم قدوة حسنة يحذون حذونا كي يعمر هذه الوطن ولنعلي اسم الأردن إلى عنان السماء.

ودمتم طيبين…

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/27 الساعة 16:31