انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

تحية بأدق التفاصيل

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/26 الساعة 15:06
حجم الخط

الدكتورة صفاء الحسبان..

تحية لكل امرأة عاملة.. تحية لكل امرأة تحمل مسؤولية بيت وأسرة وواجبات اجتماعية بالاضافة لعملها.. تحية ملؤها الاحترام والتقدير لكل امرأة موظفة تحمل مسؤولية ابناء بمختلف الاعمار من تدريس ومشاوير ومدارس وامتحانات وواجبات ومشاكل واحتياجات وأصدقاء ومواعيد وحصص وهوايات واكلات وملابس.. تحية كبيرة جداً لتلك المرأة التي بالاضافة الى دوامها اليومي تدير شؤون بيتها الكبير من ترتيب وتنظيف وتجميل وتجديد وصيانة وطبخ وجلي وغسيل وتنظيم زيارات وإدارة عامة.. تحية كبيرة جداً لتلك المرأة التي برغم مسؤوليات عملها والمهام الموكلة اليها في الوظيفة فهي لا تتوانى عن الاهتمام بأولادها و أمنياتهم وأحلامهم وافكارهم وتربيتهم وسلوكهم.. تحية عظيمة لتلك التي بالرغم من قلة ساعات نومها فإنها لا تخرج من بيتها الا وهي بكامل اناقتها مبتسمة مشرقة كما الصباح .. ولا تترك بيتها الا وهو بكامل ترتيبه.. تتفقد الغرف والزوايا والاثاث لتتأكد من انعدام الفوضى.. لتغادر مرتاحة البال.. تحية إجلال لتلك التي تستيقظ فجرا رغما عنها من شدة التعب والنعس لكنها تستيقظ لتبدأ تجهيز الأولاد للمدارس مودعة اياهم بأحلى الكلمات.. تحية رائعه لتلك التي برغم الألف بطيخة التي تحملهم بيد واحدة لا تقبل الا بالتميز والامتياز.. ولا تقبل الا ان تكون بالصفوف الاولى..ولا تتغيب عن اي حدث.. وتهتم بأدق التفاصيل.. وتهتم بغيرها.. وتنافس زملائها في العمل لترتقي بمكانتها..وتحلم بمزيد من النجاح.. وتتقن كل ما تقوم به

نعم هذا كله حقيقة و ليس انتقاص من شأن المرأة غير العاملة..فمن المعروف ان المرأة غير العاملة تتعب كثيرا و تتحمل اعباء ومسؤوليات وأعمال يومية و مهام صعبة .. ولكن كل ما تقوم به المرأة غير العاملة تقوم به أيضا المرأة العاملة اضافة الى دوام ثمان ساعات يوميا على الأقل.. وإضافة الى التنقل من والى مكان العمل.. وإضافة الى تحمل مشاكل الوظيفة من التزام بالوقت ومن مشاكل مراجعين او مشاحنات .. وبالإضافة الى تحمل ظروف البيئة الوظيفية التي قد لا تكون مهيئة على اكمل وجه..

تحية لكل نساء العالم.. العاملات وغير العاملات..ولكن لن تعلم المرأة غير العاملة حجم التعب والمسؤوليات التي تشعر بها المرأة العاملة الا اذا عملت ليوم واحد لمدة ثمان ساعات.. ثم تعود الى بيتها تتسابق مع عقارب الساعه لتتمكن من القيام بكل ما عليها القيام به قبل انتهاء الوقت..انها تنهي وظيفة خارج البيت لتبدأ وظائف داخل البيت.. ثمان ساعات من نهارها لن تبقي لها الا القليل.. راحة جسدها المنهك اخر ما تخطط له..السكينة والهدوء بعد بوم عمل شاق اخر ما تفكر به.. ساعات إضافية الى نهارها هي كل ما تتمناه..لتنهي اعمال المنزل وتبدأ متابعة الأبناء.. وفِي المساء تستلقي خلسةً كانها تسرق من عمر الزمن بضع ساعات من النوم لتعيد شحن طاقاتها لليوم التالي

وآخر تحية لها تلك المرأة العاملة التي لا يصيبها احباط لان بعض الأمور في حياتها وأحلامها ومخططاتها لا تسير على ما يرام.. ولا كما تتمنى.. ولا بحجم توقعاتها.. برغم جهودها الخرافية التي تبذلها..فهي متيقنة بان تعبها الاضافي لم ولن يضيع هدر.. فالله لا بضيع اجر المحسنين.. وأجرها على تعبها وعلى مساهمتها في تحسين الظروف المعيشية لأسرتها وعلى خدمتها لوطنها عند الله تعالى لن يذهب سدى و سيسير على ما يرام.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/26 الساعة 15:06