مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط - تحول اللقاء الذي نظمته جماعة عمان لحوارات المستقبل بالتعاون مع جمعية قلقيلية امس السبت الى حوار عاصف بعد ان تناول الحضور البعد الوطني الذي يؤديه الاردن في خدمة القضية الفلسطينية.
وتحدث في اللقاء رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز (نشرت كلمته وردوده على الأسئلة أمس) ورئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل الزميل بلال التل ورئيس جمعية قلقيلية بشير الحسن .
كما شهد اللقاء الذي حضره نخبة فكرية وشخصيات حزبية واعلامية ومجتمعية ورؤساء جمعيات طرح أسئلة مفصلية في القضايا الاردنية والفلسطينية اكد الجميع من خلالها على الثوابت الوطنية في البلدين الشقيقين ورفضهم لكل المحاولات والمؤتمرات التآمرية التي تحاك ضدهما .
وكان لعلاقة الاردن السياسية والاقتصادية مع الدول العربية وخصوصاً دول الجوار نصيب كبير من الأسئلة التي اثارها الحضور.
التل :نلتقي على وطنية جامعة
وقال التل كثيرة هي الصفات التي تجمعنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل مع قلقيلية الموقع والإنسان، فمثلما أن قلقيلية هي نقطة التلاقي للجغرافيا الفلسطينية، فإن جماعة عمان لحوارات المستقبل نقطة تلتقي فيها كوكبة من خيرة رجال الوطن ونسائه، الذين ينتمون إلى كل مناطقه الجغرافية، وطبقاته الاجتماعية، وتياراته الفكرية.
واضاف ان الجماعة يمثلون أصدق تمثيل المجتمع الأردني بتنوعه وتعدديته،مما جعلها تمتلك رؤية شاملة لمشاكل مجتمعنا، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقبلها التعليمية والفكرية والثقافية، ومن ثم امتلاكها لرؤية واضحة، ومتكاملة للحلول.
واكد التل ان فرق الجماعة، المختصة، تعمل على انجازهذه الرؤية وفي كل ملف من ملفاتنا الوطنية، فميزة عمل الجماعة أنها توظف العلم والمعرفة، مثلما توظف التنوع والتعددية لإثراء مسيرة الوطن، وجعل ذلك كله مصدر قوة وانفتاح لوطننا، لا مصدر ضعف وانغلاق له، ونحسب أن هذه قضية وطنية نلتقي عليها جميعا
واشار التل الى القواسم المشتركة التي تجمع قلقيلية وجماعة عمان لحوارات المستقبل، وقال : عرفت قلقيلية بأنها مدينة أدب وعلم وصحافة وسياسية، قدمت للأردن وفلسطين العديد من إعلام الأدب والصحافة والفكر، وجماعتنا هي من أهل القلم والعلم والفكر، تلتقي مع قلقيلية في هذه، وفي واحدة أخرى، فمثلما اشتهر أهل قلقيلية باستصلاح الجبل وتحويل الصخر إلى تراب، فإن جماعة عمان لحوارات المستقبل تعمل في منطقة صعبة ووعرة فيها من وعورة الجبال وصعوبتها الشيء الكثير أعني بها منطقة القناعات والمفاهيم.
واضاف وحيث يتركز عمل الجماعة بهدف إصلاح ما طرأ على مجتمعنا من اختلالات، صارت سلوكاً غريباً عن قيمنا الأصيلة،فلم يكن مجتمعنا مجتمع كراهية تعبر عنها مواقع التواصل الاجتماعي التي تقتحم خصوصية الأفراد والمؤسسات بخطاب البغضاء والتحاسد والتحريض مستخدمة أسلوب التحريف والتزوير في معظم الأحيان، لكنه كان مجتمعاً متماسكاً متكافلاً متضامناً في السراء والضراء ولم يكن مجتمع رياء ومظاهر, قبل أن تصبح الجاهات في بلدنا عنواناً من عناوين الرياء الاجتماعي، الذي يمارسه محدثو النعمة.
وفي هذا الجانب المهم اكد التل ان الجاهات كانت عنواناً لإصلاح ذات البين والتوفيق بين الناس، يمارسه أهل الحل والعقد منهم، ولم يكن الزواج في مجتمعنا صفقة يحكمها الربح والخسارة، لكنه كان نسب بين أهل الطيب يقوم على الستر والعفاف، وقبلهما المودة والرحمة. لذلك كان الطلاق ومثله العنوسة غريبين عن مجتمعنا، قبل أن يصبحا اليوم مشكلة اجتماعية خطيرة تواجهنا، لا تقل خطورة عن مشكلة البطالة التي تبلع نسباً متزايدة من شبابنا، بينما يغص سوق العمل الأردني بمئات الآف العاملين الوافدين، الذين يولد لهم سوق العمل الأردني فرص الكسب.
وأضاف ان هذا يؤشر إلى أن الخلل في الثقافة الطارئة علينا التي أورثتنا نظرة دونية إلى العمل خاصة اليدوي والمهني منه، متناسين أننا أبناء الحراثين، والحصادين، والحجّارة، والقصّيرة، وأن مكانة المرء في مجتمعنا لم تكن مرتبطة بوظيفته، بل بكريم أخلاقه التي كانت تنميها عشائرنا وعائلاتنا العريقة، فقد كانت عشائرنا وعائلاتنا مؤسسات اجتماعية عريقة، قائمة على منظومة قيم نبيلة،تنمي في أبنائها احترام الناس لبعضهم وتكافلهم وتضامنهم. قيم ترفض الفساد، وقبل ذلك ترفض الاستقواء بالعشيرة والعائلة على المجتمع وعلى القانون، مما صرنا نعيشه هذه الأيام كجزء من الاختلالات التي أصابت قيمنا الأصيلة.
وعوّل التل على تعاون مؤسسات المجتمع المدني والرسمية على استعادة الأسس التي بُنيت عليها هذه القيم، من خلال التعاون واثراء الحوار الذي يفضي الى العمل في ايجاد الحلول مثلما يقع العبء الأكبر في معالجة الكثير من الاختلالات على المواطن، ومنها إطلاق الرصاص في الأفراح وإغلاق الطرق بالمواكب وصولاً إلى السفه بالولائم والجاهات وغيرها من خلال الامتناع عن ممارستها من جهة، ومقاطعة من يمارسها من جهة أخرى.
الحسن :شهداء الاردن دليل وحدة الدم والنضال والتاريخ
وقال رئيس جمعية قلقيلية بشير الحسن ان وحدة الدم والنضال والتاريخ التي تربط الاردن بفلسطين يؤكدها شهداء الجيش الاردني في قلقيلية والمدن الفلسطينية وان ما يجمع الشعبين الشقيقين وتلاحمهما لا تفرّقه ظواهر سلبية تسيء للمجتمع وهذا الوطن او تلك التي تحدث في بلدنا المحتل .
واكد ان الظواهر الاجتماعية السلبية التي طرأت على المجتمع الاردني بكل مكوناته وتعارضها مع القيم النبيلة والاصيلة ولعاداتنا الطيبة هي مسؤولية الجميع سواء المؤسسات التي تمتلك القانون او مؤسسات التعليم والاسرة ومؤسسات المجتمع المدنية بما فيها الجمعيات.
واكد الحسن ايضاً على التعاون مع جماعة عمان لمواجهة هذه الاختلالات كونها تمس جميع شرائح المجتمع الاردني لا بل يتأثر بها كل من يتواجد على الارض الاردنية في اشارة ازمات الطرق عند المناسبات او الاساءات الصادرة عن نفر محدود وكذلك الكلف المترتبة في مناسبات الأفراح والأتراح.
الزيود يعرض وثيقة الجماعة
وعرض الدكتور محمد صايل الزيود وثيقة جماعة عمان لحوارات المستقبل وتعريفها كجماعة تنوير تتبنى بالتواصل والتعاون مع مؤسسات الدولة وشخصياتها السياسية والمجتمعية لايجاد حلول للاختلالات التي يواجهها المواطن شبه يومي ان لم تكن يومياً .
كما اطلع الزيود الحضور على المبادرات التي تطرحها الجماعة وتشكيل فرق العمل وكذلك تقديم المقترحات في الشؤون التعليمية والاقتصادية من خلال التعاون مع الجهات التي تلتقي مع فكر الجماعة ليتم عرضها على الرأي العام .
وتركز الوثيقة على نبذ العنف والالتزام بالقانون وعدم التعدي على ممتلكات الوطن اضافة للحد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي صارت تشكل عائقاً للمجتمع الاردني.