مدار الساعة - كتب: الدكتورة آمال جبور - المتابع لسلسلة النشاطات التي تنفذها "جماعة عمان لحوارات المستقبل" في الآونة الاخيرة، وطرحها لقضايا جدلية تفيض بها مواقع التواصل الاجتماعي ، وتدور حول قضايا متعددة، كمواجهة التطرف والفكر التكفيري، وخطاب الكراهية الذي بدأ يعلو بين مكونات النسيج الاجتماعي الاردني، فإننا نرى حضورا واسعا لفئة الشباب في هذه الحوارات.
ولعل وزارة الشباب، الجهة الرسمية التي تعنى بالمستوى الاول بالقطاع الشبابي، تحمل على عاتقها الالتفات الى هذه المبادرات ( كحوارات عمان ) لرصد حاجات وتساؤلات وطروحات الشباب ، التي تعكس جديتهم في البحث عن بؤر فكرية تنويرية توعوية جديدة لصقل طموحاتهم في المشاركة المجتمعية لقضايا تلتصق بمستقبلهم، فهم تواقون للجلوس والاستماع وابداء الرأي وطرح الافكار، وما علينا الا احتضانهم لإنتاج جيل سيحمل هوية متينة وثقافة تنويرية يبني عليها مستقبلا يليق بطموحاته.
وقد توجهت الاصوات المحاورة في هذه المبادرات الى الشباب ، بأنهم من يرسم المستقبل وتقع عليهم مسؤولية التعامل مع الظروف الحالية بعقلية واعية، وبانهم شركاء اساسيون في العملية التنموية بأبعادها كافة.
والسؤال : الى متى ستبقى لغة الخطاب الموجهة للشباب نظرية ومثالية ، بعيدة عن المشاركة الحقيقية؟ والى متى ستبقى المشاركة جزئية وديكورية و ليست واقعية؟ والى متى سيبقى الكبار من يصمم البرامج والسياسات ، ويتم استدعاء الشباب للمشاركة التطوعية .
وعندما نكون بصدد تفعيل مشاركة الشباب ، لا بد من فهم خصائص الاطر المجتمعية المختلفة، التي تعد بيئة اساسية لمشاركة الشباب كالتشريعات ، والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني واحوال المشاركة السياسية والاجتماعية وغيرها.
مثل هذه المبادرات وغيرها يشكل تحديدا بارزا للقائمين على العمل الشبابي لبذل المزيد من الجهد، والالتفات الى ما هو قادم ،متمنين ان تكون الاستراتيجية الوطنية الشبابية التي ستعلن في الاشهر المقبلة تحمل بجعبتها ما هو جديد وغير مكرر ، وعابرة لطموحات الشباب.