مدار الساعة - بشرى نيروخ - "جماعة عمان لحوارات المستقبل"، "بيت من الخبرات والكفاءات الأردنية، تجتمع دوريا وتطوف الأردن؛ لبحث الهموم ووضع الحلول؛ لأبرز القضايا التي بدأت تنخر في النسيج الاجتماعي وتهدد تماسك المجتمع"، بهذه الكلمات بدأ رئيسها بلال حسن التل حديثه لوكالة الأنباء الأردنية "بترا". وأضاف ان الجماعة تسعى الى مد جسور التعاون والتواصل مع مراكز التنوير والتغيير وفي مقدمتها الجامعات وأبرزها "الاردنية"، وان اختيار اسمها جاء انطلاقا من وعي حضاري تجسده الجماعة في المجتمع، موضحا ان هدفها المحافظة على العمق العربي للأردن، ومن أولوياته تذكير الاردنيين بمكونات هوية دولتهم ومجتمعهم، وبمضامينها التاريخية الحضارية، وتنوعها في إطار الوحدة، وبمضمونها القومي بأبعاده الانسانية".
وأكد التل أن أعضاء الجماعة، يمثلون بيوت خبرة وطنية في مختلف المجالات وينتمون الى كل مناطقه الجغرافية، وطبقاته وتياراته ما جعل الجماعة تمتلك رؤية شاملة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقبلها التعليمية والفكرية والثقافية، ووضع حلول متكاملة عبر فرق الجماعة المختصة بكل ملف من الملفات الوطنية.
وأشار إلى ان أعضاء الجماعة مهتمون بالشأن العام، ويؤمنون بالنقد العلمي لقضايا الوطن، وفقا للأولوية، ويسعون لدراسة هذه القضايا بتحليل شامل.
وأشار الى انه بالنظر في النظام الاجتماعي الأردني، فلابد من النظرة الناقدة للنظام التعليمي واخضاع المنظومة الثقافية للنقد، بما يفيد في معرفة كل التشوهات التي أصابت سلوكنا الفردي والجماعي، واخضاع النظام الاعلامي والاقتصادي كذلك لعملية نقد شاملة.
وأضاف انه لابد من محاربة الواسطة والمحسوبية باعتبارها ثقافة مجتمعية، والوعي في هذا السياق مطلوب وله شقان، الاول التربية والثاني ممارسة الرقابة الشعبية على بعض المتنفذين لمنعهم من ممارسة نفوذهم وحرمان صاحب الحق من حقه.
وبين ان من مرتكزات عمل الجماعة العمل التطوعي المستقل، والذي لا يحمل توجها سياسيا أو أهدافا حزبية، واعتماد الحوار الايجابي كطرق لحل القضايا التي تواجه المجتمع، والاستعانة بجميع اصحاب الخبرة والمعرفة.
وأشار الى ان ما يميز الجماعة أنها تعمل ضمن فرق عمل كل منها يعمل على قطاع من القطاعات كالتعليم والتماسك الاجتماعي، والمواطنة، والشباب، والاقتصادي وتمكين المرأة، ويتم الاجتماع اسبوعيا لمتابعة ملف من الملفات، وتحديد يوم الثلاثاء من كل شهر للوقوف على أبرز انجازات الشهر.
وبين ان هناك تعاونا بين الجماعة والجامعات الرسمية والمشاركة معها في نشاطات أبرزها لقاء اسبوعي بين المعنيين في الجامعة والطلبة الجامعة.
وأضاف أنه وكجزء من برنامج تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الروح الايجابية يتم أيضا زيارة إحدى المؤسسات الناجحة، ووفقا لأيام المواطنة تعمل الجماعة على نشر التثقيف والتوعية وصيانة لمرافق مدينة او منطقة وترسيخ مفهوم العمل اليدوي، وتقديم المساعدات لهم، مع إجراء فحوصات طبية لهم ضمن الكادر الطبي المتطوع مع الجماعة.
وأشار الى ان من أدوات عمل الجماعة البحث العلمي وتقديم الرأي والمشورة والحوار والمحاضرات والندوات والمؤتمرات، والنشر ووسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومخاطبة الجهات الرسمية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وتشكيل مجموعات الضغط المدني، مبينا ان الجماعة ليست مجرد منتدى ثقافي يعقد الندوات والمؤتمرات، لكنها تعتبر المؤتمرات وسائل وادوات لحل المشكلات وأوضح ان الجماعة تسعى لتحقيق مجموعة من الاهداف الهامة ذات الاولوية والتي تمثل أولويات وطنية، منها بناء نظام تربوي تعليمي متطور ومتوازن وتشجيع روح البحث العلمي، والعمل على بناء اقتصاد سليم ومتين، يدعم المبادرات والمشروعات الاقتصادية ويوفر مناخات الاستثمار السليم، بشكل يسهم في تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتوزيع العادل لعوائدها.
وأضاف أن من أهم انجازات الجماعة إصدارها لوثيقة تعزيز دور ومكانة المعلم وفق أحدث المعايير الدولية، كجزء من استراتيجية تطوير التعليم التي تعمل الجماعة على انجازها، إضافة الى مبادرة المدرسة الانتاجية، ومبادرة البيئة المدرسية.
وأضاف أن الجماعة تبذل بالتعاون مع الكفاءات الوطنية جهدا كبيرا للمساهمة في حل المشكلات من خلال البرنامج التنفيذي، الذي وضعته لتطبيق مضامين وثيقة التماسك الاجتماعي، التي أصدرتها الجماعة حول أفضل السبل لإعادة بنائه.
وتهدف الوثيقة الى المساهمة استعادة التماسك الذي كانت ترسخه عاداتنا البسيطة والحميمة في الوقت نفسه، قبل ان نستبدلها بما صرنا نشكو منه آناء الليل وأطراف النهار والتي أتبعتها بمبادرة "أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير" فما بين الوهن الاجتماعي والتكفير، حبل متين، تسير عليه عصابات التكفير، لتخطف شبابنا فتدفعهم الى عوالمها المظلمة.
وأضاف أن المجتمع أصابه الكثير من الاختلالات، ابرزها العنف الذي لم تسلم منه الكثير من الجامعات حتى صار العنف محل مقالات وأبحاث، وندوات ومؤتمرات، مشيرا الى أنه جزء من عنف أشمل، يجتاح مجتمعنا معنويا من خلال العنف اللفظي، الذي صار خطابا للكراهية تغص به مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الى ان تجاوز الامة لخلافاتها خطوة لابد منها، على طريق الوصول الى هدف بناء مفهوم الامة على اساس المواطنة القائمة على التعددية والتنوع والتعارف والتقارب، والتقريب وفق نواميس الحياة التي وضعها لنا الخالق في كتابه العزيز: " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً .
وبين أن الجماعة تؤمن بأن العبء الاكبر في معالجة هذه الاختلالات يقع على المواطن، فكثيرة هي الادوار التي نستطيع كمواطنين القيام بها لمحاربة الاختلالات الاجتماعية، واولها قيام الافراد بمسؤوليتهم في مقاومة هذه الاختلالات، من خلال الامتناع عن ممارستها من جهة، ومقاطعة من يمارسها من جهة أخرى فكلنا مسؤول عن هذه الاختلالات، وكلنا يجب ان يتحمل مسؤولية معالجتها.
وختم التل حواره بمطالبة الجماعة بإحياء دور الرقيب الاجتماعي، لأنه يشكل في كثير من الاحيان رادعا أقوى من الرادع القانوني.