مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط – قادت جماعة عمان لحوارات المستقبل حواراً ساخناً مع طلبة جامعة الهاشمية اليوم الثلاثاء حول بناء التماسك الاجتماعي في مواجهة خطاب الكراهية.
ويأتي الحوار ضمن نشاطات جماعة عمان مع المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لإيجاد بيئة حقيقية يمكن من خلالها معالجة الاختلالات التي اصابت المجتمع الاردني في السنوات الأخيرة وادت الى ظواهر طارئة على القيم الاردنية الأصيلة.
وتم توزيع الحوار على جلستين متتاليتين ، حيث القى رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور كمال بني هاني كلمة في الجلسة الاولى ورد رئيس جماعة عمان بلال التل على اسئلة الطلبة وتوضيح عمل الجماعة التي تأسست عام 2015 كما عرض الدكتور محمد صايل الزيود وثيقة التماسك الاجتماعي التي تتبناها الجامعة.
وفي الجلسة الثانية تحدث رئيس الوزراء الاسبق العين معروف البخيت عن تطور الشخصية الوطنية كما القى التل كلمة تناولت وثيقة التماسك الاجتماعي.
وشهدت الجلستان عصفاً ذهنياً من قبل الطلبة والمحاورين وبمداخلات عدد من اعضاء جماعة عمان ومؤسسات مدنية، كما سادت لحظات من الشعر النبطي الجميل لطالب من الجامعة الهاشمية وحملت معاني راقية وهادفة في الانتماء للأردن.
بني هاني :نوازل ضربت المجتمعات العربية
وقال رئيس الجامعة الدكتور بني هاني ان المجتمعات العربية واجهت في السنوات الأخيرة كثيراً من النوازل اودت بتلك المجتمعات وطمى سيلها حتى جرف كل ذي قيمة وذي بال ولم يعد يسهل على الناظر ان يحكم أي الفرقاء على حق وايهم على باطل.
وتساءل : ما هي اسباب انتكاسات تلك المجتمعات ؟ والى أي درجة ستستمر فاعلية هذه الموجة العاصفة ؟
وبين التل في رده على اسئلة الطلبة ان جماعة عمان لحوارات المستقبل تتصدى لمشروع وطني بعمل تطوعي يقوم به اشخاص من مختلف نخب وشرائج المجتمع الاردني .
وقال التحول للعمل الايجابي واحداث التغيير في الحالة المجتمعية يبدأ بالنفس ذاته، داعياً الجامعات لتأخذ دور في حل المشكلات باعتبارها مؤسسات توعوية وحاضنة لقواعد شبابية تنتظر المستقبل .
ولفت التل الى مبادرات تقوم بها جماعة عمان بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تركز على دور المعلم وصولاً الى مدارس انتاجية.
الزيود : الجماعة حركة تنوير
من جهته تناول عضو الجماعة الدكتور الزيود اهداف ومضامين الوثيقة التي بادرت بها جماعة عمان مشيراً الى التعريف بالجماعة بأنها حركة تنوير مجتمعية تعمل على تجسير القطاعات وتلبية احتياجات المجتمع من خلال التواصل مع الافراد والمؤسسات واطلاق الحوار الوطني لمناقشة حل القضايا وبحث الاختلالات وتطوير النظام التربوي وتمكين المراة والشباب والتعامل مع الاعلام الهادف .
واشار ايضاً الى الظواهر السلبية في حالات الزواج كالطلاق والعنوسة وارتفاع المهر وكلف جاهات الافراح ومناسبات الأحزان وتجاوز حرية الآخرين في حجز الطرقات اثناء مواسم التخريج والثانوية العامة او مناسبات الأعراس.
مداخلات
وشهدت الجلسة مداخلات لأعضاء جماعة عمان حيث اشار النائب السابق الدكتور محمد ابو هديب الى ان نصوص وثيقة التماسك الاجتماعي ليست جامدة وقابلة للتعديل والاضافة الايجابية مشيداً بدور المؤسسات التعليمية وتعاونها مع الجماعة
كما لفت العين صخر دودين الى الفائدة الايجابية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التصدي لخطاب الكراهية الذي تستغله فئات عبر هذه الوسائل مؤكداً ان التغيير نحو بناء التماسك الاسري والمجتمعي يبدأ من الشخص ذاته.
وقالت الدكتورة ميساء المصري ان وسائل التواصل الاجتماعي اتاحت المزيد من المعارف والمعلومات ليمكن توجيهها بالاتجاه الهادف وليس العكس والعمل على رفض خطاب الكراهية من خلال الحوار البناء وقبول الرأي والرأي الآخر .
وتساءلت المصري : أين الخلل وفي أي مربع بدأ وما هو المربع الأول في هذا الخلل ؟
وقالت الدكتورة ريم الزعبي ان الحفاظ على الأسرة اساس معالجة اي خلل مجتمعي مبينة ان من ابرز المشكلات التي تواجه الأسرة عدم محاورة الأبناء وان الحوار اذا ما حدث فإنه لا يتجاوز 6 دقائق في اليوم الواحد.
كما اكدت الدور المسؤول للمؤسسات التعليمية والاعلامية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني الأُخرى واجهزة الدولة في التوعية واحترام القانون.
وانصبت اسئلة الطلبة على المشاركة الشبابية في القضايا الوطنية واتاحة فرص العدالة في الوظائف والتشغيل .
البخيت : الاردن شاهد وحاضر على مر التاريخ
وسرد العين البخيت في الجلسة الثانية تاريخ تطور الشخصية الاردنية للدولة والمواطن الاردني وبدء ملامح وتشكيل هذه الشخصية مع بداية القرن التاسع عشر بما في ذلك ارتباط الاردن تاريخياً وجغرافياً مع بلاد الشام والجزيرة العربية والمكون السكاني من مسلمين ومسيحيين .
واستذكر البخيت المؤرخين الذين تناولوا بناء الدولة الاردنية والشخصيات الوطنية وتطوعهم في القضايا القومية ومشاركتهم الى جانب القوميين العرب والشهداء الاردنيين .
وقال : ان الاردن نهض على بنية اجتماعية اساسها العشائر وفي حالة طوارىء بدأت بالحكم العثماني والانتداب البريطاني واحتلال اسرائيل لفلسطين وشح الموارد، مثلما تم اعادة انتاج الشخصية الاردنية لتكون شخصية بناءة من خلال المؤسسة العسكرية والمؤسسة التعليمية.
واضاف البخيت ان بناء الشخصية الوطنية تاسس على الانفتاح والتواصل والتنوير لافتاً الى اهمية تعرف الجيل الجديد على تضحيات الاباء والأجداد والاستثمار بالإنسان وان فهم هذه الشخصية ورسم ملامحها تتطلب التوقف عند البنية الاجتماعية الاردنية والتقاليد الثقافية واحترام البنى الاجتماعية التي تستند الى العشائر.
التل: احترام الذوق العام
وفي كلمته قال التل ان وثيقة التماسك الاجتماعي موجهة لكافة المجتمع الاردني وتتضمن محاور اهمها الاسرة واعتبار ان الزواج ومعاييره من اهم ابواب احداث التغيير في نظرة المجتمع حول العديد من الظواهر التي تربك مجتمعنا وتعوق تطوره.
واشار الى محور احياء المناسبات والتعبير عنها باسلوب ايجابي والامتناع عن اطلاق الاعيرة النارية وتشديد العقوبة على من يستخدمها .
واعتبر التل ان الذوق العام وحمايته من اهم المحاور التي ارتكزت عليها الوثيقة واحترام مشاعر الناس وعقائدهم وعباداتهم الى جانب الاهتمام بتنشئة الاطفال تنشئة صالحة.
مداخلات
وشهدت الجسلة مداخلات لأعضاء جماعة عمان المحافظ السابق خالد ابو زيد والدكتور خالد الشرايري وصخر دودين حول التغير السكاني في المجتمع الاردني وضرورة الاخذ بيد الشباب وتطوير المناهج.
وطالب الطلبة بتفعيل جلسات الحوار والمشاركة الفاعلة لافتين الى تولي الادارات الاردنية وتهميش دورهم فيها.
كما دعوا الى احياء التراث الاردني وتعزيز الهوية الوطنية واتاحة فرص العمل بعدالة وشفافية.
وتم الاتفاق على تشكيل فرق تنسيق بين الجامعة والجماعة لتفعيل عمل الوثيقة حيث اعلن التل ان جماعة عمان لحوارات المستقبل ستطلق قريباً وثيقة المواطنة.
