مدار الساعة - احتفل مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" في الأردن اليوم الأحد، بيوم الأغذية العالمي، تحت شعار" فلنغير مستقبل الهجرة".
ويأتي هذا الحفل، الذي أقيم برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال رئيسة التحالف الوطني لمكافحة الجوع وسوء التغذية "نجمة"، في إطار مساعي تعزيز الوعي العالمي بمخاطر الجوع، وضرورة ضمان الأمن الغذائي والنظم الغذائية، والالتزام بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لتحقيق القضاء على الجوع بحلول العام 2030.
وأكدت سموها في كلمة لها أن اختيار شعار هذا العام يعبر عن قلق العالم بمدى جسامة ظاهرة الهجرة وتفاقمها سواء كانت هجرات داخلية، أو قسرية نتيجة للحروب، حيث تنعكس آثار هذه الهجرات على الأمن الغذائي بشكل واضح.
وأشارت إلى أن نحو 80 بالمائة من الذين يعانون من الفقر والجوع في العالم يعيشون في المناطق الريفية، وأن 43 بالمائة من الأطفال في العالم يموتون نتيجة سوء التغذية في الوقت الذي يهدر فيه ثلث انتاج العالم من الغذاء.
ولفتت سموها إلى الأعباء التي تحملها الأردن بسبب الهجرات المتعاقبة، رغم قلة الموارد والامكانيات وشح المياه، مؤكدة أنعدم الاستقرار في المنطقة دفع الملايين للهجرة خارج أوطانهم، ما يحتم أهمية العمل المشترك ما بين الدول والشعوب لترجمة شعار "الفاو" نحو تغيير مستقبل الهجرة.
من جانبه، اشار وزير العمل علي الغزاوي الى أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردن، ما يستدعي من المجتمع الدولي الالتزام بتعهداته بتقديم الدعم للمملكة لتمكينها من مواصلة تقديم الخدمات للاجئين، والتخفيف من هذه الأعباء، لافتا إلى أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي منحت اللاجئين السوريين تصاريح عمل، حيث تم منحهم اكثر من 60 الف تصريح عمل في مهن مكملة.
بدوره، أشار ممثل منظمة "الفاو" في الأردن، نصر الدين الحاج امين، الى ارتباط الهجرة بالأهداف العالمية للمنظمة، والمتمثلة في محاربة الجوع وتحقيق الامن الغذائي والحد من الفقر في المناطق الريفية وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
وقال ان المؤشرات تشير الى ان الهجرة الريفية ستزداد في العقود القادمة، ما يستدعي التركيز على الابعاد الزراعية والريفية للهجرة، مؤكدا التزام المنظمة بدعم الاردن في اطار برنامج الامم المتحدة للتنمية المستدامة.
واشار ممثل برنامج الاغذية العالمي في الأردن عبد المجيد اليحيى، الى تقرير حالة الأمن الغذائي في العالم 2017، والذي أكد ان معظم بلدان العالم قد حققت نجاحات كبيرة في الحد من الجوع في السنوات الـ 25 الماضية، في حين شهدت معظم البلدان المتأثرة بالصراعات تدهورا لحالة الامن الغذائي فيها.
وعرض رئيس مدير بعثة المنظمة الدولية للهجرة انريكو بوزياني، لمخاطر انعدام الأمن الغذائي، مبينا ان 250 مليون شخص في العالم ينامون كل ليلة دون طعام، فيما تشرد الكوارث الطبيعية سنويا 250 مليون انسان.
وتشير أرقام الأمم المتحدة الى ان ما يزيد عن 244 مليون شخص في العالم قد هاجروا عبر الحدود الدولية في عام 2015، فيما بلغ حجم الهجرة الداخلية اكثر من 760 مليون مهاجر، في وقت سجل فيه عدد المهجرين قسريا في العام 2016 رقما قياسيا حيث بلغ 6ر65 مليون شخص في جميع انحاء العالم.