انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

شاب أردني يجمع التاريخ الشفهي لعلم الفلك وحركة النجوم

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/09 الساعة 10:18
حجم الخط

مدار الساعة - لم يخف «الباحث» في علم الفلك عواد ملهي شغفه وعشقه للنجوم منذ صغره، فقد أبدى اهتماماً مبكراً بالنجوم إذ كان يرقب حركتها كنوع من الهواية، ويستمتع بحديث الكبار عندما يتحدثون في مواضيع النجوم وحساب الأوقات ومعرفة دخول الفصول ونهاياتها بوساطة مطالع النجوم وأماكنها في السماء. ولم يغفل هذا الباحث الطموح العبارات والألفاظ التي كانت تردد في هذا الخصوص ويحرص على حفظها دوماً.

ويقدّم هذا الشاب شرحاً مبسطاً لهذه الهواية التي تشرّبها منذ صغره بالقول إنه لم يكن في الصحراء أي أداة لمعرفة الوقت والزمان أو لتحديد الاتجاهات، إذ وجد الإنسان نفسه تحت قبة مزينة بآلاف النجوم، ومع مرور الوقت والحاجة ومن خلال الملاحظة والاستنتاج وجد الإنسان أن هذه النجوم والكواكب متغيرة، وفي حركة دائمة فنجوم أول الليل غير نجوم آخره، ونجوم الصيف ليست كنجوم الشتاء، فبدأت رحلة الإنسان في اكتشاف الكون والاستفادة من عالم النجوم في حياته اليومية.

وتابع الشاب الذي استحقّ محلياً لقب «باحث» وقد تربى ونشأ في بيت الشعر في الصحراء الأردنية واستطاع أن يتميز عن أقرانه، فقال «لأن ظروف الإنسان العربي تحديداً وطبيعة بلادة فرضت عليه الحركة والترحال في الليل اتقاءً لحرارة شمس الصحراء، وصفاء سماء الصحراء في اغلب أوقات العام، كل هذه الأمور دفعته للاستفادة من هذا العلم، ولذلك برع العرب أكثر من غيرهم في علم الفلك والنجوم فاستفادوا من حركة النجوم في تحديد أوقات الليل والفصول والمواسم من جهة ومن أماكن النجوم ومطالعها ومساراتها في تحديد الاتجاهات عند السفر والترحال ليلاً.

وقد بقي اهتمام أهل البادية بهذا العلم – وفق ما يقول - حتى وقت قريب وكان من أهم طرقهم في الحساب الفلكي الحساب بقران الثريا والقمر. فالثريا عنقود نجمي مشهور ومعروف يقترن بالقمر مرة واحدة كل 28 يوماً، والقران يعني حلول القمر في أقرب مسافة من الثريا، ولاقترانه دلالة على وقت أو فصل من فصول السنة وفق اليوم القمري الذي حلّ فيه الاقتران. فمثلاً قران الليلة السابعة يدل على نهاية الشتاء وقرب دخول الربيع، وقران الخامس يدل على دخول الربيع، وقران التاسع عشر يدل على دخول الوسم (الوسم وقت يحلّ في آخر الخريف وأول الشتاء).

ومن طرق الاستدلال كذلك – كما يقول - طلوع نجم سهيل بعد غياب يمتد نحو خمسة أشهر وطلوع سهيل يدل على دخول الخريف، كما يدل طلوع الثريا على دخول الصيف، ويعرف دخول الوسم كذلك بتعامد نجم الشعرى اليمانية على نجم سهيل فجراً، بينما يدل هذا التعامد على الربيع عندما يحل في أول الليل وقت العشاء، وهكذا.

ويؤكد إن من أهم الأسباب لاهتمامه بحساب النجوم هو إنها جزء رئيسي وأصيل في التراث البدوي ولذلك تجد أن الكثير من أبناء البادية ما زالوا يتابعون مطالع النجوم ويتحدثون بدخول المواسم وخروجها وفق تلك الحسابات، على رغم أنهم تركوا حياة البادية والزراعة التي كان ارتباطها بهذا العلم ضرورة ملحة.

ووضع ملهي كتاباً بعنوان «علم الفلك الشعبي وحساب المواسم والفصول» يصدر قريباً، مؤلف من سبعة فصول، منها فصل يتحدث عن أهم النجوم التي عرفها العرب واستفادوا من مطالعها وحركتها، وفصل يتحدث عن كيفية الحساب بواسطة مطالع النجوم وتشكيلاتها، وطرق الحساب الفلكي عند أهل البادية، وفصل يتحدث عن الاستدلال بالنجوم وتحديد الاتجاهات عند السفر والترحال ليلاً، وهنالك فصل سيستفيد منه الهواة في معرفة أماكن النجوم وطرق مبسطة لتحديد أماكنها. واعتمد ملهي على إجراء مقابلات كثيرة لحفظ هذا التراث المنقول شفهياً، علماً أن أكبر المشاكل التي واجهته تتمثل في قلة المصادر وصعوبة الحصول على المعلومات في طرق الحساب والاستدلال، وذلك لقلة الرواة والناقلين. ومع تطور الأدوات العلمية الخاصة بالفلك، لا يعتقد ملهي أن مسألة الاهتمام بالفلك ستخبو، ويقول إن هذا الجانب له كثير من المهتمين والمتابعين والهواة، في العالم العربي بل والعالم بأسره وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية والجمعيات التي تهتم بعلم الفلك، كما يوجد الكثير من المراصد والمخيمات الفلكية التي يزورها الهواة والمهتمين برصد الظواهر الكونية.

ويرى أن على الدولة ضرورة تبني هذا العنصر إن لم يكن لحاجة علمية أو عملية فلكونه جزءاً من الموروث الشعبي غير المادي والذي تسعى أغلب دول العالم لحفظه.

الحياة اللندنية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/09 الساعة 10:18