مدار الساعة - نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن سلسلة الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، والتي جاءت بينما يفقد التنظيم مساحات يسيطر عليها منذ سنة 2014.
ويبدو أن منهج تنظيم داعش الجديد بات أشبه بسنوات أبو مصعب الزرقاوي الدموية في العراق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن عناصر تنظيم داعش عمدوا إلى مضاعفة الهجمات، منذ هزيمتهم في "عاصمتهم" الموصل خلال شهر تموز/ يوليو.
ونقلت الصحيفة عن الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتخصص في الحركات الجهادية، قوله إن تفجير الناصرية بعد هزيمته في الموصل هو بمنزلة العودة للدعاية المتطرفة أيام الزرقاوي. "وفي ظل هذا الوضع، يبدو أننا في طريقنا إلى دخول مرحلة جديدة، سيعمد خلالها تنظيم داعش إلى الانتقام عقب الخسائر التي مني بها، وذلك من خلال مضاعفة عدد عملياته الإرهابية، بما في ذلك الهجمات الانتحارية، وعمليات الاختطاف"، بحسب الهاشمي.
وبينت الصحيفة أنه، وفقا لقيادات التنظيم، يجب أن تجسد أعمال العنف المتكررة السنوات الدموية لعهد الزرقاوي، وتحديدا سنتي 2005 و2006. وخلال تلك الفترة، كان العراق غارقا في حرب أهلية؛ وكان أبو مصعب الزرقاوي محركها الرئيسي.
وأوردت الصحيفة على لسان الباحث، حسين علاوي، أن "الأمر الأكثر إثارة للمخاوف يتمثل في استخدام تنظيم داعش للكلور والشاحنات خلال تنفيذ هجماته في الأسواق، وهي كانت معتمدة أيضا خلال "أيام الزرقاوي". وأضاف علاوي أن "مثل هذه الهجمات الوحشية من شأنها أن تبث الرعب في صفوف العراقيين، فيما لا تزال أجهزة الاستخبارات العراقية تواجه صعوبة في العثور على مختبرات التنظيم"، حيث يخزن المواد الكيميائية، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن أعداد عناصر التنظيم قد انخفضت بشكل حاد، ولم يعد البغدادي يحظى إلا بعدد قليل من كبار المسؤولين المحيطين به. ووفقا لوثائق عثرت عليها أجهزة الاستخبارات العراقية في الفترة الأخيرة، تبين أن هذه الحفنة من المسؤولين تشكل "لجنة الوكلاء" التي تعد بمنزلة مجلس الوزراء للبغدادي. وتتكون هذه اللجنة من ثلاثة عراقيين، واثنين من الأجانب.
ويعتبر التونسي الملقب بـ"العويني"؛ المسؤول عن الأمن الداخلي لتنظيم داعش ، وهو عضو في لجنة وكلاء التنظيم، كما يعد المشرف على الممارسات اليومية للتنظيم، أو بالأحرى ما تبقى من "الخلافة في سوريا والعراق"، التي تشهد انكماشا حادا.
وحسب الهاشمي، "لم يعد البغدادي الزعيم التنفيذي لعمليات تنظيم داعش ، حيث نأى بنفسه عن الساحة، من أجل ضمان بقائه على قيد الحياة. كما يتمثل الهدف من تحصين البغدادي في ضمان بقاء تنظيم داعش واستمراره، في حال أخذ التنظيم يختفي ويتلاشى في ساحة المعركة".
وقال: "البغدادي في تبعية تامة للجنة الوكلاء، في الوقت الحالي. لكن بات التواصل بينه وبين المسؤولين المحيطين به شبه مستحيل في الفترة الأخيرة".
ووفقا لما أكده العلاوي، يبدو أن هناك نوعا من الخلافات والنزاعات بين القادة العراقيين والقادة الأجانب، المكونين للجنة الوكلاء.
وبات تنظيم داعش يحاول في الفترة الأخيرة تجميع قواه من جديد، خاصة عقب الهزائم التي مني بها في الموصل وتلعفر. وفي هذا الصدد، شد تنظيم داعش الرحال نحو الصحراء العراقية، التي أصبحت بمنزلة الملجأ الأخير بالنسبة له. وفي هذه المناطق، قد يحظى تنظيم داعش بدعم من قبل القبائل السنية، خاصة التي كانت ضحية لانتهاكات المليشيات الشيعية، الحليفة لإيران.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم داعش لا زال يضم تحت رايته حوالي ثمانية آلاف مقاتل، منتشرين بين الحدود السورية العراقية، فيما تمكن عدد منهم من الفرار نحو تركيا. وفي ظل هذا الوضع، من الممكن أن يتجه عدد من عناصر تنظيم داعش نحو أوروبا، وبعض المناطق المضطربة على غرار ليبيا، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن البغدادي حث أتباعه في آخر خطاب له على تنفيذ هجمات في أوروبا؛ التي شهدت هجمات خلال الأشهر الماضية.
عربي 21