مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط – طرحت جماعة عمان لحوارات المستقبل الليلة الماضية السبت بحضور رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري وثيقة التماسك الاجتماعي امام اهالي سحاب وما تتضمنه الوثيقة من اهداف وبرامج عمل للحد من الظواهر السلبية التي تواجه المجتمع الاردني.
الطرح قدمه رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل الزميل بلال التل واعضاء الجماعة خالد ابوز زيد والدكتور نايف الفايز والدكتور محمد صايل الزيود بمشاركة ومناقشة شخصيات وطنية في مدينة سحاب .
في بداية اللقاء الذي اقيم بمنتدى سحاب الثقافي رحب رئيس مؤسسة اعمار سحب احمد عبدالله الحسينات بالمصري ورئيس واعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل والمشاركين مشيراً الى المبادرات التي تقوم بها مدينة سحاب في مختلف المجالات مبدياً التعاون مع جماعة عمان لإحياء افكار تخدم المجتمع المحلي في سحاب والمجتمع الاردني بشكل عام وما تتطلع لتحقيقه في مواجهة الظواهر السلبية المتنامية في المملكة .
العضو خالد ابو زيد تناول انطلاق جماعة عمان بالوثيقة الوطنية التي تعنى في شأن كل مواطن اردني في الاسرة والمؤسسات الرسمية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني وفي ظل اختلالات اصابت عادات وقيم وتقاليد وحياة الاردنيين .
وقال ان الوثيقة تتميز بالتنوع والشمولية وهي لا تخاطب شريحة محددة او تتوقف عند منطقة جغرافية وتهدف الى اعادة المجتمع الاردني الى شمائله الحميدة التي يمكن من خلالها الحد من ظواهر القتل والعنف وخطاب الكراهية وفي جانب آخر التخلي عن ظواهر المغالاة في مناسبات الأفراح وما يترتب عليها من كلف مادية عالية وتسبب مآسي جراء تصرفات طائشة مثل اطلاق العيارات الحيّة والالعاب النارية فتحول تلك المناسبات الى اتراح.
واكد ابو زيد ان القانون وتطبيقه دون تفريق من شأنه تخفيف مثل هذه الظواهر معوّلاً في الوقت ذاته على وعي المواطنين وردعهم الذاتي لمساعدة القانون ووثيقة التماسك الاجتماعي المزيد من الحلول ، مبيناً ان من اسباب اصدار هذه الوثيقة هو الاخطار التي اخذت تهدد النسيج المجتمعي.
وتوصلت جماعة عمان لحوارات المستقبل مع مدينة سحاب ممثلة بمؤسسات المجتمع المدني لتشكيل لجنة تنسيقية للعمل على تنفيذ البرامج على ارض الواقع التي تدعو لها الوثيقة.
من جهته تناول العضو الدكتور محمد صايل الزيود مرتكزات الوثيقة ودورها في آلية العودة بالمجتمع الاردني في الحفاظ على نسيجه وبعنوان : كيف نبني تماسكنا الاجتماعي في مواجهة خطاب الكراهية؟
وقال ان الوثيقة تقوم على مرتكزات العمل التطوعي المستقل والحوار الايجابي والعمل في المجالات التربوية وتطوير النظام التربوي والاقتصادي وتمكين الشباب والمرأة والاعلام .
كما ترتكز الوثيقة على ادوات العمل في الحوارات والمبادرات والابحاث والندوات والتواصل الاجتماعي البناء والاهتمام بالأسرة من حيث التنشئة والتربية والعودة بها الى اصولها ودورها في الرعاية والتوعية ضد الانحرافات.
كذلك تناول الزيود شأن الزواج والنظرة السلبية الى اصحاب المهن وكلف المهور وما يحدث في مناسبات الفرح من سلوكيات غير محمودة كإغلاق الطرق والاصوات المزعجة واطلاق العيارات النارية، مناشداً الأسر التفهم لهذه الظواهر وان يكون ترتيب البيت الداخلي من اولويات المشاركة لمواجهة ما استجد على العادات والتقاليد الاردنية.
وفي ما يتعلق بالموضوعات التي تتضمنها الوثيقة ومنها موضوع الجاهات والعطوات دعا العضو الدكتور نايف الفايز الى التغيير النوعي والعودة الى العادات الاردنية الحميدة بعد ان صارت جاهات الأفراح والعطوات لحل النزاعات مكلفة في جانبها الاقتصادي والاجتماعي ومجهدة في الوقت ذاته من حيث الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه المناسبات في استقبال المهنئين والمعزّين.
وقال يجب ان تتغير نظرة المجتمع لهذه الظواهر السلبية بحيث يكون الاقبال على الزواج لا ينظر له من منظار المهور او المكانة الاجتماعية او المؤهلات العلمية بقدر ما يمكن توفيره في بناء اسرة كريمة، لافتاً الى متغيرات جديدة بين الماضي والحاضر املتها ظروف الحياة المتسارعة والتحول التكنولوجي الى جانب تطور وسائل النقل.
بدوره اكد رئيس جماعة عمان بلال التل انه تم تسليم مشروع مبادرة لتعزيز مكانة ودور المعلم الى وزارة التربية والتعليم ومجلس الاعيان ومجلس النواب بهدف تحويل المشروع الى نظام في التعليم ، وكذلك تحويل المشروع الى الجامعات ليكون مدرسة ريادية انتاجية اضافة للتركيز على التعليم المهني وتشكيل فرق عمل لتمكين المرأة.
وقال اننا سنعقد مؤتمراً حول المعلم الاردني ونهوضه لقناعتنا انه اذا أُحسنت العملية التربوية صلح المجتمع .
ورد التل على اسئلة الحضور حول اهدافها وبرامجها والاشخاص القائمين عليها والجهات الداعمة والممولة لها لافتاً الى انها تقوم على الجهد الذاتي والتمويل الذاتي والعمل التطوعي ومن منظار وطني باعتبار الوثيقة مشروعاً وطنياً يعني ويلامس حياة وحاجات المجتمع الاردني بأكمله بعيداً عن الشان السياسي وان جماعة عمان منفتحة على الجميع وبمختلف الافكار والتوجهات ولكن الجميع يعمل ضمن الاطار المجتمعي والاقتصادي.
المصري خارج النص
ما بدأ به رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري كان خرج نص الحوار للوثيقة عندما اشار الى الوضع السياسي في المنطقة العربية قائلاً ان المنطقة ستشهد حدوداً جديدة وانظمة جديدة وان سيكون عراق جديد وسورية جديدة وفلسطين جديدة وقد يكون هناك اردن جديد .
واضاف ان المنطقة متحركة وفي ظروف يجب على الاردن التعامل معها ولكن ما ستقبل عليه المنطقة يعرفه جلالة الملك عبدالله الثاني كونه اكثر الساسة الذين يتحدثون في شؤون المنطقة العربية .
وعن وثيقة التماسك الاجتماعي قال المصري: جاءت الوثيقة رد فعل لارتدادات الظواهر السلبية كما يواجه الاردن اقتصاداً غير منتج ولا بد البحث عن بدائل كما يتطلب ان يكون هناك تشجيع للتعليم الذي لكسب طلاب عرب وكذلك في مجال الطب لجذب مرضى من خارج الوطن وان تكون للسياحة والقطاع المصرفي قيمة مضافة لننهض بالاقتصاد الاردني.