مدار الساعة - كتب: محمود السالم - لم يكن أمين عام الديوان الملكي يوسف العيسوي، بعيداً عن قاعدة "كل الناس فاسدين"، التي أصبحت تسيطر على تفكير الكثيرين ويطلقونها على الصالح قبل الطالح.
لا شك ان موقع المسؤولية في وقتنا الحاضر صار منصة لقصف الرماة سواء من يشغل وسائل التواصل الاجتماعي او الذي لا هم له الا نسج قصص الخيال على غير هدى ودون معلومة تؤكد ما يشيع.
الفاسدون، ومن يشعرون بأن السكين تقترب من رقابهم، يشتتون انتباه الناس إلى آخرين وهم الذين لم يكونوا في يوم ما تحت دائرة الشك.
لا ادافع في كلامي هذا عن العيسوي وغيره من الشخوص، بل ادفع بلاءً عن الاردنيين ووسمهم بأنهم كلهم فاسدون.
.. هم، ونقصد قلة من الناس، يريدون، قصداً أم غير ذلك، تحطيم ثقة الجموع بكل مسؤول، والأخطر هو تحطيم ثقة الأردني بالدولة ومؤسساتها وشخوصها ليعيثوا بالتالي فساداً فوق فسادهم.
في الماضي القريب، لم نكن نوزع الاتهامات هكذا، ولم نكن بعيدين عن وطننا كما نحن اليوم، فما الذي تغير وتبدل؟!
صحيح ان الأحوال تبدلت وصحيح أيضاً أن أوضاعنا المعيشية لم تعد تسرنا وضنك العيش اصبح يقتلنا، ولكن منذ متى كان الاردني يشكّ بنفسه..؟!
اقول واكرر انني لا ادافع عن العيسوي، الذي صال وجال المملكة لتنفيذ المبادرات الملكية، وكثيرا ما شاهدناه يجثو على ركبتيه امام الملك لتلبية اوامر جلالته بإعانة محتاج أو طالب حاجة أو مريض يريد سريراً في مشفى.
أخيراً؛ لنتقي الله في هذا الوطن قبل شخوصه، فالكل زائل ويبقى البلد.