انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لفتة ملكية من الزرقاء تخرج الملقي من التاريخ؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 17:15
حجم الخط

أي ملك يسير بموكب، يحفه الناس والمحبون أو الحرس والقوى الأمنية، هذا أمر طبيعي في المواكب، الطبيعي أن مليكنا لا يعشق السلطة والانفراد والاستبداد بها، هكذا سار الهاشميون بنجاح. وقد تخلوا عن عروش ودول حين تم الفراق بينهم وبين الشعوب وحين وجدوا أن الشعوب لا تحب اوطانها اكثر منهم، لكنهم هنا في الأردن، اقاموا وطنهم الأردني مع الأردنيين شراكة ومعاقدة، ولم تكن هناك حواجز بينهم وبين الشعب مطلقاً.

رؤساء الحكومات، عادة يجب ان يلتقطوا الإشارات من القصر، إن كانوا من ذوي الفهم والحس العالي، تكون الرسائل مفهومة، ومحظوظ من يحظى بتوجيه ونقد مباشر من الملك، لكن تعيس من تتوالى عليه الرسائل ولا يفهمها.

موقف جديد ورسالة جديدة من زيارة الملك للزرقاء، طفل يبكي لأنه لم ير الملك، تصل الرسالة ويتم الأمر ويلقى الملك الطفل ابراهيم بكل حنو ودفئ.

يفرح الناس لتلك اللفتة، لأنهم رأوا كل أولادهم ابراهيم، ولأنهم في القرى والأرياف يتمنون الرعاية والاهتمام، ولان مستشفيات ومراكز القرى الصحية بائسة... نعم فرحوا لأن خيرا من الملك أصاب احد أبنائهم ... وفرحهم يعكس غضبهم من حكومتهم على التجاهل والعجز وخراب الخدمات،.. هل يذهب الملقي لمستشفى البقعة أو الكرك العسكري ويرى البؤس؟

يقرر الملك للطفل بالعلاج، وخارج المسار اليومي لهاني الملقي، الذي لم ينجح سوى بالتواصل مع قبر أبيه يوم عين، وخارج العثرات ثمة، أيقاع أخر يجري لملك البلاد الذي بات هو كل شيء، والرئيس في إجازة يبحث عن هيبة مفقودة في الدوار الرابع.

نهاية الملقي لا يرسمها ورق أيلول الأصفر ، بل مزيد من الرسائل الملكية المتوالية منذ رمضان الماضي في شكل متابعات ملكية، تعوض عجزا وغيابا يدركه الشعب والقصر معا، فثمة من يرى أن الرئيس غير مهيوب وعاجز.

الملك بأسفه لابراهيم عن عدم تمكنه من مقابلته، كأنه يتأسف لكل اردني يعيد عنه أو لكل أردني لا يرى فعلاً للحكومة ورعاية حقيقية منها لأبناء الوطن..

من حمل الملك لطفاية الحريق في رمضان المنصرم فيما كان الملقي (غاط) في القيلولة، إلى اصراره على مقابلة الطفل ابراهيم يرتسم البون الشاسع بين ثلاث رؤوس ومكونات،، بين الملك باعتباره رأس الدولة بايقاعه السريع والفاعل، ورئيس حكومة ثاوٍ في قلة الحيلة والتردد والخوف، وثالثا بين وطن يبحث عما يعوضه في شكل متابعات الملك وتطميناته للشعب بأن الحكومة لن تمس البسطاء باجراءتها الاقتصادية المقبلة...

باختصار الملقي ودّع مبكرا قبل الشتاء لكن الاخلاق الملكية التي تظهر في قول الملك دوما ان الحكومة جادة ومصرة،، لا تعني بقاءها فالصفات في الكلام تعني أحيانا ما هو أبعد من المدح؟

ختاما قلنا سابقاً ان الملقي صعب أن يدخل التاريخ، في الزرقاء خرج نهائياً، وقبلها كانت النذر تتوالى من اربد وحادثة السفارة وغيرها من متواليات العجز والثبور التي رافقته مذ طلّ برأسه على الدوار الرابع وفيما الخدمات تتراجع وهي عنوان كتاب تكليف حكومة الملقي،،، من حق الناس السؤال، من لم يقابل الملك كيف له أن يحصل على الرعاية والعلاج اللائق؟

حفظ الله الوطن والملك والجيش والشعب.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 17:15