مدار الساعة – حاوره : عبدالحافظ الهروط - الكفاءات الاردنية المهاجرة عادة ما تذهب بهويتها وخبرتها فتبدع بكل مجال تخدم به وتتميز عن كثير من الكفاءات الأخرى.
قد يبدو هذا التعبير شهادة مجروحة، ولكن هذه حقيقة يسمعها المسؤول والمواطن الاردني والعربي من مسؤولي المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص في تلك الدول لذلك يظل الاردنيون خير سفراء اينما ذهبوا وحلوا.
الزميل الاعلامي الشاب اسلام برقاوي والذي يعمل في مجموعة قنوات بي ان سبورت القطرية يصدق فيه القول "من جد وجد ومن سار على الدرب وصل" مع انه يقول "انا بدأت اليوم" رغم السنوات الطويلة التي يتكئ عليها ولم يسترح، او يركن انه قد بلغ هدفه الذي ظل يموج في رأسه عندما كان طالباً في جامعة اليرموك.
وكأي طالب او خريج، فقد كان برقاوي يحلم بالوظيفة التي تجعله امام المشاهدين الاردنيين على وجه الخصوص، فكيف وقد انضم الى عمالقة الاعلام الرياضي ليس على المستوى العربي، فحسب، بل على المستوى العالمي، وقد تفردّت قناة الجزيرة الرياضية – بداية - ومن ثم مجموعة بي ان سبورت بهوية التميز بين القنوات فاستوت على سوق الاعلام الرياضي عالمياً، وهذا التفوق لم يأت من فراغ وسنأتي على ذكره، فماذا يقول ضيفنا ؟
بداية المهنة .....
لم يكن تخصصي في جامعة اليرموك (ادارة اعمال) وقد تخرجت العام 2003 هو مجال عملي حالياً ولكن التخصص الفرعي صحافة واعلان هو الذي ساقني الى سوق العمل فكانت البداية العام 2004 في قناة اي آر تي المزدحمة باعلاميين محترفين امثال رؤوف خليف وعصام الشوالي وعدنان حمد الحمادي وعلي علوية وخالد الغول وقد خضت تجربة طويلة وكان اول تغطية لي لنشاط الدراجات مع انني من محبي كرة القدم قبل ان اعمل مع زميلتي اروى ارناؤوط في برنامج سبع ايام ثم النشرة الرياضية وكان اول نشرة قدمتها في 173 2006.
وفي تشرين الثاني من العام ذاته حصلت القناة على حصرية نقل الدوري الاردني وكانت الفترة من 2006- 2010فرصة لعمل استيديو للمقابلات والتحليل وعرض القضايا الرياضية فاعطى قوة اعلامية للقناة التي اخذت حقوق النقل لبطولات افريقية وآسيوية واوروبية ومن خلالها تعمقت الخبرة فقمت بتقديم الدوري الانجليزي العام 2007 كما كانت لي اول تجربة بأن اكون مراسلاً للقناة مع منتخب تونس في كأس افريقيا التي استضافتها غانا 2008 وكانت تجربة صعبة لظروف البلد الفقير.
اهم تجربة ...
عند عودتي للاردن قدمت في شهر آب السوبر الاسباني الذي جمع فلنسيا وريال مدريد.واجزم انها اهم تجربة لي ، تبعتها فرصة كاس القارات وفي تشرين الثاني حيث بعثت مراسلاً لتغطية كاس الاتحاد الآسيوي في الصين .
استطيع القول انني انجزت 300 حلقة في الاستيديو ولكن لم اقدم الدوري الاوروبي لوجود عمالقة اكثر مني خبرة ودراية على ان هذا لم يمنع من ان اكون العام 2009 في كاس القارات بجنوب افريقيا كمذيع رئيسي لمباراتي البرازيل واميركا، واسبانيا والعراق.
الفضاء الواسع .....
شهد العام 2010 بيع القناة الى قناة الجزيرة، فانتقلت الى قناة رؤيا، وأنشأت القسم الرياضي ومنه كانت تقدم 3 برامج يومياً رغم قلة الامكانات والكوادر قبل ان انتقل الى الجزيرة الرياضية في 1532012 وهنا وجدت نفسي في فضاء اعلامي واسع حيث الدوري الاوروبي يملأ الملاعب والمدرجات والشاشة الناقلة ويجذب المشاهدين من محبي اللعبة على الكرة الارضية، واستديوهات التحليل التي اعدت بعقلية فكرية احترافية عالية واستقدم لها عمالقة المحللين من عرب واجانب وكذلك الاخبار الخاصة بدوري ابطال آسيا.
هذا الكم وهذه النوعية يستفيد منها الاعلامي مهما بلغ من خبرة وتجربة فهي اضافة جديدة لا تتوافر لمئات الاعلاميين الذين لا يعملون في هذه القناة قبل وبعد ان تحولت الى مجموعة بي ان سبورت 2014.
ممنوع الفشل ...
لأن هذه المجموعة تتميز باعطاء الفرص والمزيد من كسب الخبرات الجديدة فقد كلفت بتغطية امم آسيا 2015.وامام هذه الفرص فأنت تشعر ان هناك ادارة جادة وهناك مراقبة ومتابعة حثيثة الهدف منها ان الخطأ مسموح به في حدود ضيقة على ان لا يتكرر بينما الفشل لأي شخص او ما يطرح على الشاشة غير مسموح به على الاطلاق.
اخبار وبرامج تملأ الوقت وتجذب المشاهد وتحقق الهدف، فعندما يكون هناك قناة تبث يومياً ما معدله 19 ساعة فهذا يعني ان الفراغ غير مسموح به ايضاً حيث يبدأ البث من الثامنة صباحا وحتى الرابعة فجراً، وبالتالي فإن جهداً كبيراً يبذل وجيوشاً تعمل على مدار الساعة وان المشاهد امام بث دائم دون ملل.
حضارة رياضية....
ان تنهل من هذه المدرسة الفريدة وفي تجربتها الغنية –بي ان سبورت - وكذلك التجربة الاعلامية لشمال افريقيا فهذا مهم جداً وخصوصاً ان الاعلام الاوروبي المتطور تكنولوجياً والتطور الفني الهائل للفرق والمنتخبات الاوروبية وفي بطولاتها ودورياتها والأموال التي تنفق وحركة التسويق وبناء المرافق جميعها تجعل كل اعلامي يعمل في "هذه المجموعة" في حالة بحث لتطوير الذات، وهي باختصار الثقافة الاعلامية الرياضية، بل هي الحضارة الرياضية التي تسعى الكوادر البشرية لصنعها.
الخليفي وراء النجاحات
لا اجامل ان وراء هذه النجاحات الشخصية المعروفة الاستاذ ناصر الخليفي وهو رجل يعمل في الظل ولكنه يتابع كل صغيرة وكبيرة دون تدخل، بعد ان ادار مجموعة بي ان سبورت الشاملة لجميع الألعاب، بعقلية احترافية عزّ نظيرها ولأنه اوجد المناخ المناسب الذي لا يمكن منافسته ووفر جميع الامكانات التي تخدم المهنة المتطورة الحديثة وتتجدد مع متطلبات العصر، اضافة الى ما وفره لجميع العاملين من مكاسب وسمعة وطمأنينة وأمن وظيفي،الى درجة انك تشعر بالفخر والاعتزاز في المناسبات التي تُكلف بها وعندما تلتقي نظراءك في المهنة في وسائل اعلامية اخرى.
مسؤولية البيت ..
لا شك ان الوقت مزدحم ولكن لأن البرامج واضحة والتأقلم مع ظروف العمل اعتدت عليه، فإن مسؤولية البيت كرّب اسرة يجعلني راضياً عن عملي وفي مسؤوليتي ، ويظل لطفلتي سيلينا وزوجتي الوقت الذي يجب ان التزم به كحق من حقوقهما.