مدار الساعة - شارك سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، اليوم الأحد، في أعمال ملتقى "التنمية والتعليم والإعلام في مواجهة التطرف" الذي نظمه منتدى الفكر العربي بمشاركة عربية.
وفي كلمة لسموه قال "نحن في زمن صعب نحتاج فيه لاستعادة الفكر التنويري الذي يضع العرب في المكانة التي يستحقونها فكرا وعملا وحضارة، وأن المحافظة على مكانتنا الجيوسياسية لن تكون إلا بتحقيق التكافل الفكري المستند إلى القيم المشتركة، وتعزيز التكامل والتعاون بين دول الإقليم لإيجاد عوامل مشتركة ضمن قطاعات المياه والطاقة والبيئة والتعليم والصحة".
وطرح سموه عددا من التساؤلات حول إمكانية التصدي للفكر المتطرف وخطاب الكراهية في غياب الفكر التنويري الرصين، الذي يستند إلى قيم التسامح الفكري والتعددية واحترام الاختلاف وإعطاء الأولوية للعقل والانفتاح على الثقافات الأخرى، داعيا إلى التمسك باستقلالِنا الثقافي، الذي يعيدُ تجديدَ العقل العربي المنفتح على الآخر.
وبين سموه أن صياغة استراتيجية عربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مواجهة التطرف لا بدّ أن تنطلق من قاعدة معرفية صلبة، وخطاب فكري مجتمعي يستند إلى مفهوم الدولة المدنية أو دولة المواطنة، في إطار رؤية ناظمة للإقليم.
ولفت سموه إلى أن المعرفة والمعلومات هي قوة يشكل تطبيقها وانتشارها تحديا لنا جميعا، لكنّ تنظيم هذه العملية يمكن أن يجعل منها أداة للتنمية التي تتطلب بدورها بسط السلام والاستقرار.
وأكد سموه الحاجة إلى استمرار التشبيك بين مؤسسات الفكر والإعلام لمواجهة التطرف واستباق التحديات، والحاجة أيضا إلى تطوير الاستبصار والتفكير لمستقبل أفضل للإنسان العربي، وبناء آداب الحوار.
وقال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبوحمور في كلمته إن المتغيّرات المتسارعة في المنطقة والعالم خلال العقود الأخيرة تدعو إلى تفحص أسباب الاضطرابات المتراكمة، والتنبّه إلى تداعياتها من أشكال العنف والصراعات، مما استطاعت قوى التطرّف والإرهاب أن تستغلّه لصالح أجنداتها.
ودعا إلى انتقال منهجي رشيد نحو مجتمع المعرفة، وترسيخ ثقافة العمل والإنتاج، وتوطين التكنولوجيا، وتجنّب تداعيات الاقتصاد الريعي وأخطار الإقصاء والتهميش، وإحلال مبدأ المشاركة.
بدوره، قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في كلمته إن الجهل، كان وما يزال، آفة خطيرة تؤول بنا يوما بعد يوم نحو المزيد من الضعف واليأس، والذي بدوره أصبح وقودا لكثير من الأحداث والثورات التي لا تبتغي سوى الفوضى والتدمير.
وبين ان أحداث الربيع العربي كشفت عن فجوة عميقة من الجهل والتجهيل الممنهج، سببها الرئيسي هو ضعف نظام التعليم وعقم البيئة العلمية المرتكزة على التنظير الخطي التقليدي والمجرد الذي لا يخدم تطلعات مستقبل الأجيال القادمة، أو التطور الطبيعي للبشرية والقائم على فكر التنوع والتعددية والتسامح والتعايش الإنساني.
من جهتهم، حذر المشاركون في الملتقى من غياب التنمية بمفهومها الشامل، وإخفاق مشاريع التنمية عموماً، وغياب أهمية الإنسان وحقوقه الأساسية، مؤكدين أنه من دون تنمية اقتصادية واجتماعية لن يكتب للجهود الأمنية والعسكرية النجاح في مواجهة التطرف والإرهاب.
ودعوا إلى أن تتوجه استراتيجيات التنمية نحو الإنسان العربي وفقاً لاحتياجاته الحقيقية، وبأن تكون مواجهة ظواهر التطرف شاملة تجاه ظواهر مصاحبة وتؤثر سلبياً على المجتمعات العربية في جميع شرائحها، ولا سيما الشباب.
ويأتي الملتقى ضمن استضافة المنتدى لاجتماعات تحالف مراكز البحوث العربية – النسخة الخامسة والاجتماع الأول لمجلس أمنائه، وبمشاركة شخصيات فكرية وإعلامية وأكاديمية عربية وممثلي مراكز الدراسات الأعضاء في التحالف.
بترا