أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا تحوّل الطلاق إلى مناسبة سعيدة عند العرب؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة,مواقع التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - قديماً، عرّفت المجتمعات العربية الطلاق بأنه "أبغض الحلال"، وأنه ضروري حين يكون "آخر الدواء الكيّ"؛ حيث لا يُجدي الاستمرار في العلاقة بين الطرفين، بيد أن الأمور قد تغيرت في الوقت الراهن على ما يبدو، حتى بات الطلاق مناسبةً تستدعي الاحتفال بها!

وبعد أن كان خبر الطلاق ينزل كالصاعقة على الزوجة، بالتحديد، ويعتبره المحيطون بها أسوأ خبر في حياتها؛ بدأت بعض المطلقات، مؤخراً، الاحتفال بانفصالها عن زوجها، وقد انتشرت حفلات الطلاق التي تقيمها المطلقة ابتهاجاً بالانفصال.

عالمياً، يُرجع البعض فكرة حفل الطلاق إلى الياباني "هيروكي تيراي" الذي بنى قصراً للطلاق، وأصبح متعهِّداً لتلك الاحتفالات. وعربياً، كانت دول الخليج أول من بدأ هذه الحفلات، قبل أن تنتقل إلى بقية الدول العربية، التي تشهد يومياً 410 حالات طلاق، بحسب إحصائية صادرة عن مركز الأبحاث "ميسود آند سليوشن".

وحالياً، لم يعُد من المستغرَب أن تتلقَّى زوجتك أو شقيقتك دعوةً لحضور حفل طلاق صديقتها، والذي لا يقلُّ بهجةً عن حفلات الزواج، سواء من ناحية ارتداء "الفستان" أو توزيع الحلوى، وتقديم الهدايا للمطلَّقة!

- انتشار بالسعودية

الدكتور حسن سفر، عضو المجمع الفقهي الدولي أستاذ السياسة الشرعية ونظم الحُكم في جامعة الملك عبد العزيز، يؤكد أن حفلات الطلاق "سنّة اجتماعية غير حميدة"، وأنها "لا تليق في مقام من ينتمي إلى الإسلام عقيدةً وشريعةً ونظاماً".

لكن هذه الحفلات تنتشر بشكل كبير في المملكة، وأصبحت أحد المجالات المعتمدة في القصور والاستراحات، مثل حفلات الزواج والتخرّج وأعياد الميلاد تماماً، بحسب سفر.

إحدى الفتيات السعوديات تصف حفلات الطلاق بأنها "تعتمد على نفسية المرأة؛ فلو كانت معلّقة فترةً طويلةً فستحتفل أكثر من مرة"، مضيفةً: "هذه الحفلات تقيمها صغيرات السن وحديثات الزواج".

وفي السعودية، تقع حالة طلاق كل 7 دقائق لأسباب متعددة، وتمثل حالات الطلاق في السنة الأولى من الزواج نسبةً تصل إلى 60% من النسبة الإجمالية.

- ظاهرة جديدة بمصر

في التراث الاجتماعي المصري، الطلاق مصيبة كبيرة؛ إذ نشأ المجتمع على المثل الشعبي القائل: "ظلّ راجل ولا ظل حيطة (حائط)"، في حين تقول عائلات مصرية إنها "لا تعرف الطلاق".

غير أن حفلات الطلاق في مصر لم تعد أمراً مدهشاً، ويرتبط ذلك بارتفاع نسب الطلاق بشكل كبير في السنوات الأخيرة؛ والتي وصلت وفقاً لإحصاءات وبيانات رسمية حديثة إلى حالة طلاق واحدة كل 4 دقائق.

وتتجاوز حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد 250 حالة، بعضها قد لا تتجاوز مدة الزواج فيها عدة ساعات، وتستمر أخرى إلى نحو ثلاث سنوات لا أكثر.

آية حمادة، التي تُعتبر أحدث مطلَّقة تقيم حفل طلاق في مصر، تقول إن زواجها لم يستمر سوى عام وشهرين، موضحةً أن هذه الفترة "كانت عبارة عن سلسلة من الضرب والمشاجرات والعنف ورفض الانفصال ومحاضر الشرطة؛ وهو ما أدى في النهاية إلى الطلاق".

وتوضح حمادة أنها أقامت حفل طلاق في قاعة فخمة، وارتدت خلاله فستان فرح، مضيفةً: "لما جيت أتجوز ما عملتش فرح، ولا اتبسطت في اليوم ده نهائي، وشفت في التجربة دي حاجات كتير علّمتني. نفسى أفرح بجد وابتدي حياتي الجديدة بضحك وسعادة من القلب والدعوة للجميع".

- حنّاء وزغاريد في موريتانيا

للطلاق في موريتانيا طقوس لا تختلف كثيراً، إلا أنها قديمة ومعتادة في المجتمع الموريتاني إلى حد ما، حيث تقيم المطلقة حفلاً في بيتها بعد انتهاء شهور العِدّة، تتزين فيه وتضع الحنّاء، في حين تردد صديقاتها الزغاريد والأهازيج، وتقرع الطبول، كما تحْيي فنانات بعض تلك الحفلات.

وتشترك موريتانيا مع السعودية ومصر في زيادة نسبة الطلاق؛ التي وصلت إلى 44% من حالات الزواج. في حين يشير الباحث الاجتماعي محمد محمود ولد علي، في تصريحات صحفية، إلى أن "ظاهرة الاحتفال بالطلاق لها تأثير كبير على ارتفاع نسب التفكك الأسري وتشرّد الأبناء".

ويلفت "ولد علي" إلى أهمية "محاربة ظاهرة الطلاق في المجتمع الموريتاني، ومواجهة طقوس الفرح عند حدوثه، وتوعية المجتمع بخطورة هذا الإخفاق العائلي الذي يهدّد كيان الأسرة الموريتانية".

- حفلات مثيرة للجدل

وثمة تصرفات مستهجَنة تتم خلال حفلات الطلاق؛ مثل: تحطيم خاتم الزواج، أو ارتداء المطلّقة فستاناً أبيض، أو وضع صورتها على تورتة الحفل وهي تهرب من زوجها السابق، أو عرْض ملخص لحياتها الزوجية ومساوئ شريك حياتها!

وقد أثارت بعض الحفلات جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ سواء بسبب الملابس المثيرة التي ترتديها المطلّقة، أو حالة الفرح الهستيرية التي تسيطر عليها خلال مراسم الحفل، وابتهاجها الشديد بقرار الانفصال، ومن بين هذه الحفلات حفل طلاق المذيعة السعودية خديجة الوعل، وحفل طلاق تونسية أثار الكثير من الانتقاد.

- لا مانع

الدكتور طارق الحبيب، استشاري الطب النفسي، يرى أن الطلاق تغيير جذري في الحياة الاجتماعية، لا يخلو من الشعور بالفشل وعدم النجاح، مؤكداً ضرورة مراعاة شعور الأطفال والمجتمع المحيط بالمطلّقة التي تريد التعبير عن سعادتها بانفصالها عن زوجها.

وفي مقابلة مع قناة "إم بي سي"، أشار الحبيب إلى أن حفلات الطلاق تعبير عن إنكار الصدمة، مقدِّماً عدة تفسيرات لحرص بعض المطلّقات على الاحتفال بتلك المناسبة؛ منها أنها تعبير عن تحقيق الذات، وأن السيدة قوية أمام الناس، فضلاً عن أنها تسويق لنفسها بأنها طُلِّقت ومستعدة للزواج، كما أنها تعبير عن أنها لم تكن تحب ذلك الشريك، وأنها سعيدة بالطلاق.

ويوضح استشاري الطب النفسي أنه ليس من حق أحد أن يلوم محتفِلاً، كما لا يحق لأحد أن يدعو أحداً للاحتفال بالطلاق؛ لأن الاحتفال أمر شخصي، إلا أن المبالغة في الاحتفال، من خلال النشر بين الناس بشكل مبالَغ فيه، هو الخطأ.

الخليج اونلاين

مدار الساعة ـ