«أطباء بلا حدود» تفتتح مركزاً جديداً للصحة النفسية في المفرق (صور)

مدار الساعة افتتحت منظمة أطباء بلا حدود اليوم مشروعاً جديداُ للصحة النفسية بالمفرق في شمال شرق الأردن، ويستهدف المشروع أطفال اللاجئين السوريين وأمهاتهم.

ويُتوقع أن يستقبل المشروع أطفال اللاجئين السوريين ممن لديهم أعراض الإصابة بدرجات مختلفة من اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة النزاع في سوريا، كما سيؤمن المشروع العلاج للأردنيين المحتاجين له.

وسيوفر كادر منظمة أطباء بلا حدود الطبي، جلسات علاج نفسي اجتماعي فردية وجماعية لأطفال اللاجئين، وتنفيذ أنشطة تفاعلية مثل المعالجة النفسية عن طريق الدراما، والرسم التعبيري وجلسات الحوار الجماعي. كما سيعالج المشروع حالات الصدمة النفسية التي واجهتها عائلات اللاجئين من خلال جلسات العلاج الجماعي مع الأمهات والآباء حسب ما يتناسب مع حالاتهم.

وتدير منظمة أطباء بلا حدود حالياً مركز علاج نفسي في إربد ويستفيد منه حوالي 120 مريضاً بشكل شهري، ولكن المنظمة ارتأت بضرورة توسيع نطاق عملها ليشمل المفرق.

مندوب محافظ المفرق الدكتور رافع البطاينة اشاد بخدمات المنظمة على مستوى العالم مقدراً انجازاتها الطبية تجاه المجتمعات التي تعاني من ويلات الحروب وان الخبرات الاردنية تلتقي مع خبرات المنظمة في البعد الإنساني الذي يتوحد فيه العالم بعيداً عن التمييز.

وأضاف ان هذه الثقافة العالمية في حقوق الانسان اقرتها المواثيق الدولية

وأشار الى ضرورة توافر الخبرة في هذا المجال بهدف تحقيق الحالة النفسية للمصابين مبدياً توفير التسهيلات وازالة العوائق من قبل المحافظة .

من جهته قال مدير صحة محافظة العقبة الدكتور هاني عليمات ان المحافظة من اكثر محافظات المملكة التي تأثرت باللجوء السوري سواء في الجانب السكاني او الضغط على المرافق الصحية .

وأضاف نتمنى ان تختفي هذه العيادات برجوع اللاجئين الى بلادهم مؤكداً تقديم المساعدة لمنظمة بلا حدود والتنسيق معها في برنامج نشاطاتها.

وحضر الافتتاح استشاري الجراحة العام الدكتور هاشم الزبون وعدد من موظفي الدوائر في المحافظة.

وصرح رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأردن إروان غريّون أنه، "منذ بدء الأنشطة المتعلقة بالصحة النفسية في إربد بتشرين الثاني نوفمبر 2014، كان هناك احتياج ملحوظ لتوسيع عملنا.

ومن دون احتساب اللاجئين المقيمين في مخيمات، فإن المفرق تُعتبر ثالث أكبر حاضنة للاجئين السوريين في الأردن بعد عمّان وإربد، فيما لا يوجد بالمدينة الكثير من الخدمات الطبية والاجتماعية، خاصة في المناطق الريفية التابعة للمحافظة".

وتتصل مدينة المفرق بالحدود السورية على امتداد 300 كيلومتر، وتستضيف 80 ألف لاجئ سوري مسجل، يمكث الكثير منهم في مخيمات غير رسمية تنتشر في المناطق الريفية. ويواجه أكثر فئات اللاجئين احتياجاً، صعوبة في الوصول للرعاية الصحية والمساعدات الأخرى، حيث أنهم لا يستطيعون دفع تكاليف المواصلات أو أحياناً يجهلون حتى وجود مساعدات لهم.

ويتواجد اللاجئون السوريون ممن تستهدفهم برامج منظمة أطباء بلا حدود في المفرق وإربد منذ عام 2012 او 2013. ولكن بالرغم من أنهم لجأوا بسبب الحرب قبل سنوات عدة. إلا أنّ العديد منهم لا زالوا يعانون من صدمات نفسية.

وأوضحت مديرة مشروع الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في الأردن، ماريا فيرونيكا لاورا، أنّ "العائلات تستمر في مواجهة ضغوط محيطة شديدة التأثير، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ما بقي من أثر الصدمات النفسية نتيجة الحرب، ولذلك يوجد حاجة لعلاج نفسي اجتماعي لحالاتهم، وإنه من المهم للعائلات والمجتمعات أن يكونوا على دراية بأعراض الصدمات النفسية، وأن تخفيف أثر هذه الصدمات سيساعد في تحسين حياة هذه العائلات".