الساعة - جاء الدين الإسلامي بالدعوة المجيدة، وأمر جميع الناس أن تدخل فيه بكل أريحية، فالله سبحانه أنزل دينه على الأرض حتى ينقذها من الهلاك، وينقذ أهلها من العذاب الذي سيحل عليها إن لم يكونوا على الطاعة وحسن السلوك، ولأنّ الله يعلم جيداً أنّ دينه سيعمر الله، وسيحافظ على العقيدة التي ارتبطت بالتواجد الإنساني بشكل عام، فقد حمى الله هذا الدين بكل قوة، وجعل على الأرض من يحافظ عليه، ويرعاه بكل شكل هو متاح، وكان أولهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالدين الحنيف، وتحمل الأذى في سبيله، ولم يتوقف للحظة عن نشر الدين الإسلامي في كل أرجاء المعمورة، ورغم أنّه نبي الله إلّا أنّ هذا الأمر لم يشفع عنه، فعذب من الكفار، وبقي دين الله مستمر رغم الاعتداءات، وكثرة المشكلات التي سببها الكفار للنبي صل الله عليه وسلم.
الصلاة تقوي الروابط الإنسانية كيف ألتزم بالصلاة وبعد أن شاع الدين في كل أرجاء المعمورة، وسمع به القاصي والدّاني أصبح الدين من الأولويات التي نادى بها المسلمون، فكلما أسلم أحدهم كان لا بدّ أن يجلس مع النبي حتى يتعلم الدين، ومع توالي الأيام بدأت الأعداد تتوافد بشكل كبير، وتدخل في دين محمد صل الله عليه وسلم، ولم يكن الإسلام هكذا، بل كانت له قواعد وقوانين على من يدخل به أن يتبعها بأي حال من الأحوال، فأمر الله باتباع المسلمين للأركان الخمس، التي تنص على التعاملات مع المسلم وربه، وكانت من أهمها الصلاة التي تعتبر أهم ركن من أركان الإسلام، والسبب في ذلك راجع إلى أنها علاقة بين المؤمن وربه، كان الله سبحانه يحاسب المسلم على ما بدر منه من صلاة، ففي الصلاة أخلاق المسلم بالكامل تتجلى بين يدي الله، فتبدأ من تلاوة القرآن التي تقرب العبد من ربه، وبعدها حسب الوقوف بين يدي الله، إلى التعامل بصوت خافت وباحترام شديد، كما أنّ الحركات التي يؤديها المسلم في الصلاة قد أثبت الطب الحديث فعاليتها في الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام، فإن أردت أن تتخلص من الصداع ما عليك إلّا أن تسجد، أمّا إن أردت أن تريح ظهرك فالحل عندك في الركوع، كما أن الصلاة تمنحنا القدرة على التواصل مع رب العباد، والشكوى له في كل مكان وزمان، واستشارته في كل مجالات الحياة، ولو أردت أن تبدأ يومك بخير، فما عليك إلا أن تصلي ركعتي الفجر التي تنير يومك بالكامل، وتخفف عنك التوتر والضغط بصفة عامة، وموضوعنا اليوم سيتناول الطرق التي من الممكن للإنسان أن يتبعها للالتزام بالصلاة وهي كالتالي:
انتظار أوقات الصلاة والمعروف أن تهيئة النفس لاستقبال أوقات الصلاة تجعلك قادر على الالتزام بالصلاة بشكل كبير، فهذا يجعلك تقضي حاجتك، أو تنهي كافة المشاغل التي بيدك، وعندما يحين موعد الصلاة فإن ذلك سيساعدك في الوقوف بين يدي الله بكل خشوع، ولا يشغل بالك أي تفكير بالمطلق، كما أنّ انتظار الصلاة يساعدك في التدبر في المخلوقات وقدرة الله في الكون، وما أجمل الذهاب للصلاة في كل وقت، فسئل رجل طاعن بالسن يذهب كل يوم للمسجد قبل الأذان، وعندما سئل أجاب أنّ الأذان للإنسان الغافل حتى يتذكر الصلاة، وأنا لا أنساها فلماذا أنتظر الأذان، وفي ذلك إجابة منطقية لأن هذا الشخص قد اعتاد على الصلاة في أوقاتها فما عاد يهمه أن يقيم المؤذن الصلاة حتى يأتي مهرولاً للمسجد. الترديد مع المؤذن ومن أكثر الأمور التي واظب عليها المسلمين من حول العالم أنهم يرددون مع الأذان، فهذا يبعث في الروح راحة نفسية بشكل كبير، ويساعدك في استقبال الصلاة بروح طيبة، وقلب هادئ، وهناك دعوة بعد الآذان من المفترض أن يقولها المؤمن تيمناً بالنبي صل الله عليه وسلم استقبال القبلة بعد أن ينتهي المؤذن من الآذان، اجلس قليلاً وانتهز الفرصة، حيث أن الوقت بين الصلاة والإقامة من أهم الأوقات التي يجاب بها الدعاء، ويكون باب السماء مفتوحاً، فادع الله علها تكون ساعة استجابة ويخفف عنك الضيق والهم، واجعل دعوتك عامة حتى يتقبل الله منك، وبعد الانتهاء صلي على النبي عليه الصلاة والسلام، فالله سبحانه يستحي أن يستجيب نصف الدعوة ويترك الباقي، وهذا ما تعلمه العبد من ربه.
طرق أخرى للالتزام بالصلاة
من أكثر الطرق التي تهم في الالتزام بالصلاة معرفة أهمية الصلاة في حياتنا، والتعامل معها بشكل جدي على أنها فرض من فروض الله التي فرضها على عباده، وهي جوزاً سفر المسلم للدخول إلى الجنة، وقد يصلي المسلم طوال حياته دون أن يدرك أن الصلاة التي يصليها لا فائدة منها، لأنه لا يصليها بإتقان أو بخشوع.
معرفة عقوبة تارك الصلاة
ولكي تواظب على الصلاة لا بدّ لك من التعامل مع الدين بشكل جدي، ومعرفة أنّ الله شديد العقاب للذين يتهاونون في عبادته، فإن أردت أن تخالف شرع الله فستنال العقاب الشديد، وسيكون عليك أن تقضي دنياك وأخرتك في جهنم وبئس المصير، ولماذا تضع نفسك على هذا الحال، فمن الممكن أن تتجنب هذا الأمر بالصلاة، وقد عرف في الدين أن الفرق بين المؤمن والكافر الصلاة، فمن تركها فقد كفر. الصلاة عماد الدين والمعروف أن الصلاة هي عماد الدين، وهي الطريق السليم التي من الممكن أن يتبعها المؤمن إن أراد الوصول إلى جنان الخلد، فإن كانت الصلاة صالحة فقد صلح سائر العمل، أما إن بطلت الصلاة فقد بطل العمل كله، وسيكون على الإنسان أن يواجه العقاب الشديد، ومعروف عن الصلاة أنها لا تأخذ الكثير من الوقت، فإن أردت أن يكون إسلامك صحيحاً فعليك ألا تتهاون في الصلاة لأنها الأصل بين كل العبادات الأخرى. الصلاة تقوي الروابط الإنسانية فالصلاة هي الأصل في تاريخ الإنسان بصفة عامة، فهي تعرف المسلم بأن الله هو الخالق وحده، وهو المسيطر على عباده، وأن الله سبحانه هو الأعلى والأفضل من كل العباد، فإن أردت أن تعرف ما تفعله الصلاة بالمسلم، فتوجه لأي مسجد، ولاحظ أنّ صفوف الصلاة التي تقام في المساجد لا تفرق بين فقير أو غني، بين طبيب أو عامل نظافة، فكلهم يقفون بجانب بعضهم، ويتراصون بالأكتاف، ويكونون في صلاتهم كالأخوة.
وختاماً، إن أردت أن تلتزم بالصلاة عليك أن تعرف أنّ الدين هو لله وحده، وأن الله هو القادر على هداية البشر للصلاة، وإن كان الله قد دلّنا على بعض الأماكن في الأرض، والتي من شأنها أن تكمل الصلاة الناقصة التي قصرنا فيها خلال حياتنا، كالصلاة في المسجد الحرام، حيث تعادل الصلاة الواحدة به ما يقارب المئة ألف صلاة، وصلاة واحدة بها كفيلة بأن تدخلنا الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب، ويليها المسجد النبوي، وتعادل الصلاة فيها العشرة آلاف صلاة، ويليها المسجد الأقصى الذي أسري به النبي محمد صل الله عليه وسلم من مكة للمدينة، ويعادل ما يقارب الألف صلاة على كل صلاة يؤديها. وقد أوجدت هذه الأماكن للعباد حتى يتمكنوا من قضاء ما فاتهم من صلاة طوال حياتهم، لينالوا البر في الآخرة بإذنه سبحانه وتعالى.