مدار الساعة - بعد أن حازت اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حين كان تنظيم الدولة يسيطر على مدينة الموصل، شمالي العراق، ومدن أخرى؛ لكونها تمارس مهنة غير مألوفة وغريبة، تقبع "عضاضة داعش" اليوم خلف القضبان في السجون العراقية.
"أم بكر العضاضة" كشفت الكثير من المعلومات حول عملها مع التنظيم، وظروف انضمامها إلى صفوفه في الموصل، من خلال حوار نشرته صحيفة القضاء، الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى العراقي، في دوريتها لشهر سبتمبر.
وأكدت العضاضة أم بكر أن مهمتها تقتصر على "عض" المخالفات لتعليمات ديوان الحسبة، الذي تعمل لمصلحته.
ونقلت الصحيفة عن المتهمة، التي تقف أمام المحكمة الجنائية المركزية بتهمة الإرهاب، قولها: "بعد دخول داعش بشهرين إلى مدينة الموصل أقدم زوجي على الانتماء إلى التنظيم ومبايعة الخليفة (أبي بكر البغدادي)".
ومعروف أن ديوان الحسبة بمنزلة شرطة الشوارع، يتولى مراقبة الناس والتضييق على حرياتهم، ومحاسبة مخالفي أوامر وتعليمات التنظيم وفق أحكام فورية، وينفذ عناصره عقوباتهم بالمخالفين أمام الجمهور في الأماكن العامة.
- عملت مع زوجي في الحسبة
وأضافت العضاضة أن "تنظيم داعش احتاج إلى نساء في ديوان الحسبة، وبعد حوالي شهر واحد من عمل زوجي في الديوان، وتحديداً في سبتمبر من عام 2014، طلب مني الانضمام إلى تنظيم داعش، والعمل معهم في ديوان الحسبة".
وتواصل حديثها موضحة: "حديث زوجي أقنعني بمبايعة التنظيم والانخراط في ديوان الحسبة، إذ عينت للعمل فيما يسمى بالأمنية".
وأردفت وهي تتحدث عن طبيعة عملها: "كنت أتولى محاسبة النساء ممن يخالفن التعليمات"، مشيرة إلى أن هذه المخالفات تتعلق بعدم الالتزام بارتداء "الحجاب والنقاب".
وتوضح أن التعليمات تنص أيضاً على عدم خروج المرأة إلا برفقة محرم، وعدم مزاولة النساء لأي أعمال خارج المنزل، "حتى وإن كانت تخص المنزل؛ كتنظيفه، أو استقبال ضيوف بعلنية دون ستر أو تخفٍّ، والالتزام بجميع الأوامر التي يصدرها ديوان الحسبة".
وعن آلية العمل أشارت أم بكر إلى أنها كانت غالباً ما تذهب "مع الفرق الأمنية إلى بيوت المنتسبين أو الموظفين في الحكومة العراقية، ممن تركوا دورهم وبقيت عائلاتهم؛ لغرض تفتيش النساء الموجودات".
وحسب إفادتها لم تكن تخرج في جولاتها التفتيشية إلا إذا كان برفقتها دوماً رجال الحسبة، وغالباً ما كان معها زوجها، وهو أحد رجال الحسبة في تنظيم الدولة.
وتستطرد العضاضة حديثها قائلة: "واجبي كان يتضمن مصادرة أي سلاح أجده مخبأ في المنازل، أو أي مصوغات ذهبية لدى النساء، وكذلك مصادرة المبالغ المالية التي تعود لعائلات أفراد الشرطة العراقية أو منتسبي الجيش المطلوبين لداعش، وهم ممن هربوا من دون عائلاتهم التي بقيت في المنازل بعد أن تعذر عليهم إخراجهم من المدينة".
- طقم أسنان حديدي
وتذكر في إفادتها أيضاً أعمالاً أو مهامَّ أخرى تولتها؛ كـ"مراقبة ومحاسبة النساء الخارجات إلى السوق، أو معاينة السيطرات المنصوبة على الشارع العام إذا خالفت تعاليم ديوان الحسبة".
وتروي أن وظيفتها كانت تحتم عليها معاقبة النساء المخالفات بعقوبة غريبة؛ وهي العض، لافتة الانتباه إلى أن "طقم أسنان حديدياً بحوزتها كانت ترتديه وتتولى نهش أجساد النساء به".
وتعرج المتهمة على الكنية أو اللقب الذي منحه إياها ديوان الحسبة، وتقول: "كنيت بلقب أم بكر منذ انتمائي للتنظيم، وأنا معروفة لدى أهالي ناحية بادوش باسم أم بكر العضاضة".
وتابعت: "استمررت بالعمل مع تنظيم داعش لحين بدء العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من الموصل، وعندما تم تحرير المناطق قمت بالخروج من المدينة مع الأهالي النازحين".
- نهاية "العض" السجن
وتابعت: "تم القبض على زوجي عند سيطرةٍ للجيش العراقي أثناء المسير مع الأهالي النازحين واعتقل لكونه مطلوباً بتهمة الإرهاب"، مضيفة: "ذهبت بعدها إلى منطقة حي الانتصار عند بيت أقارب زوجي، وبقيت لديهم مع أطفالي الثلاثة لمدة خمسة عشر يوماً، وبعدها حضرت قوة أمنية إلى البيت، وقامت بالقبض علي بسبب وجود مذكرة قبض صادرة بحقي من قبل المحكمة".
وذكرت الصحيفة أن "إفادة المدعوة أم بكر العضاضة خلصت إلى اعتقالها واعترافها بالانتماء إلى تنظيم داعش، وآلية عملها في التنظيم، وكشفت عن أسماء العاملين معها، وتمت إحالة أوراقها التحقيقية إلى محكمة الجنايات المركزية لإصدار الحكم العادل بها".