في بلادنا بلد العجائب، كل يوم حكاية، وكل يوم قصة، وكل يوم يتوعدنا دولة الرئيس بالمفاجآت ، فيفرح الناس حد البكاء واللطم . تفاجئنا حكومتنا بعد العيد ، فتفرض الحكومة قانونا جديدا للضريبة ، وبلا خجل تمد يدها إلى جيوب صغار الموظفين، وتتوعدهم بالحسم من رواتبهم المتآكلة، فوزير ماليتنا إنتقل من سياسة الجباية إلى سياسة الحلابة، لا تتفاجأ فهو خريج البنوك التجارية التي تتعامل مع العملاء بلا قلب، لذا في عقليته المواطن عميل... في بلادنا يقترح أحدهم وهو عضو في مجلس الأمة والأصل يدافع عن توغل الحكومة يقترح برفع نسب الضريبة على الفئات المهمشة، وأيضا لا تتفاجا أنه كان يرأس بنكا تجاريا، وتسألوننا لماذا لا يتم رفع الضريبة على أرباح البنوك، هؤلاء هم عرابو الاقتصاد الحر ينقلون دور الدولة الرعوية التي تحمي مواطنيها، إلى دور الدولة التي تعتاش على رواتب مواطنيها، ومص دمهم، بحجة سد عجز المديونية.
هؤلاء الذين يمسون أرزاق الناس بقراراتهم الاقتصادية، يتناسون البُعد الاجتماعي لقراراتهم، والأهم البعد الأمني ..! فالقضية ليست توفير دنانير فقط..
في بلادنا فقط والتي تشتهر بالبندورة يرتفع أسعارها، ويباع الكيلو بأكثر من دينار ، هذه البندورة غذاء الفقراء ، يرتفع سعرها أكثر من الأناناس والتفاح ..! وسلملي على الطبقات المسحوقة التي لا نراها إلا في إيجازات الوزراء في فنادق الخمس نجوم ، وأمام مقاولي صناديق المنح والعطايا.
في بلادنا يظهر الساسة على وسائل الإعلام، يكذبون ليدافعوا عن قرارات الحكومة، فنصدقهم وربما نبكي معهم، لرهافة قلوبنا، لكنهم يكذبون ويكذبون ونحن نصدقهم ونظل نبكي أيضا.
في بلادنا تنشغل الحكومة بالدفاع عن مادحي العنب والنبيذ والذين يهاجمون تدين الناس، ويشعلون حربا على تعليق أسماء الله الحسنى على أعمدة الكهرباء ، وينحازون للسكارى فالفقراء لا بواكي لهم، والأدهى يرودون أن نصدقهم أنهم مشاريع شهداء ....!
في بلادنا بلاد العجائب، تتوقع كل شيء ، كل يوم ضريبة، ربما لم يبق إلا الهواء لم تطله أيدي خبراء البنك الدولي، ولربما أيضا سيصادرون أحلامنا، أما مستقبلنا ومستقبل أطفالنا فقد رهنوه لهم منذ زمن ، وحمى الله الوطن المبتلى.