أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة جاهات واعراس مناسبات الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هيلاريون.. والوطن

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

طارق مصاروة

غادر فلسطين وموطنه الحلبي السوري هيلاريون كبوشي، كما غادر مواطنه سليمان الحلبي السوري الحلبي بعد ان استشهد وهو يقتل قائد الجيش الفرنسي المحتل في القاهرة. فحلب التي «انتصرنا» فيها على الحلبيين بعد ان غادروها، وعلى آثارها ومعالمها التاريخية العظيمة، هي ايضا مدينة عبدالرحمن الكواكبي صاحب «طبائع الاستبداد»، نزيل مصر التي كانت في العهد العثماني خارج الارهاب والاضطهاد والتخلف العثماني.

ثلاثة عظماء اطلعتهم حلب في اقل من قرن، ليقضوا خارجها.

المطران كبوشي (94 عاما) قضى في الفاتيكان حيث خرج من السجون الاسرائيلية بعد اربع سنوات، بمبادلة شرط ان لا يبقى في فلسطين: التهمة نقل السلاح، بسيارته التي كان يقودها بنفسه، الى مناضلي فلسطين. وهكذا واجه القضاء الاسرائيلي بانه نقل السلاح بسيارته، وهو لا يتهم سائقا او خادما او اي انسان غيره.. بهذه «الجريمة».

نسأل الآف من مواطني كبوشي في حلب أو في القدس: هل نستطيع ان نقول: الله يرحمه والجواب نعرفه، والكبوشي يعرفه، لكن الأب المناضل كان غير مهتم بالتخلف، فهو رفيق عزالدين القسّام، السوري من اللاذقية، خطيب المسجد في حيفا الفلسطينية، والشهيد الذي سقط دفاعاً عن حرية فلسطين، من الانتداب ومن الاغتصاب الصهيوني.. رحمه الله.

وهيلاريون اسم قديس مسيحي قديم، والكبوشيون هم رهبنة كاثوليكية شرقية، وقد كان الرجل حزيناً لأن الاحتلال بعد عام 1967، قلّص، باضطهاده الديني، طائفته الى أربعة آلاف بكل فلسطين، أنا لا اعرف اسم المطران الذي غادرنا الاسبوع الفائت، كما ورد في شهادة الميلاد، فهو ابن الوطن السوري ورسامته اميراً من أمراء الكنيسة في القدس، هو الذي جعل منه رمزاً للوطنية، وللنضال من أجل فلسطين جرح القلب النازف.

يحتار اخواننا اللبنانيون الآن كيف يجترحون قانونا « انتخابيا « يحافظ على اقتسام « وطن « حسب اديانه وطوائفه: ترى ما الذي يمنعهم من الايمان بوطن لكل ابنائه كما كان هيلاريون الحلبي السوري الكبوشي في القدس؟!. وما الذي يمنعهم من تصور لبنان بحجم قادة الهند.. الديمقراطية الاكبر في العالم، التي حرمت قضائيا الترشح والانتخاب بالاشادة.. فقد الاشادة بدين او مذهب.

ففي الهند الواحدة – مليار وربع المليار انسان – هناك سبعون طائفة ودين، وهناك مئات اللغات لكن دولة الهند واحدة: غاندي قديس الهنود والانسان اغتاله هندوسي، ومشي في جنازته ابو الكلام آزاد رئيس جمهورية الهند.. المسلم.

الرأي

مدار الساعة ـ