تصلح أيام الأعياد كمقاطع زمنية، يمكن من خلالها قراءة طبائع الناس وسلوكهم ومفاهيمهم وعلاقاتهم. ففي العيد يكاد يتوحد سلوك الناس انعكاساً لمفاهيمهم ولعلاقاتهم، ومن ثم يسهل كشف الحقيقي من الزائف، والأصل من التقليد في ذلك كله.
لقد كانت عملية تحويل العادات إلى عبادات، مدخلاً للكثير من التشوهات التي دخلت على فهمنا للدين، ومن ثم على سلوكنا الذي ألبسناه لباس الدين، من ذلك على سبيل المثال، الفضاضة والخشونة في أقوال وأفعال بعض من يضعون أنفسهم في منزلة العلماء والدعاة، فبعض هؤلاء تحولوا بفضاضتهم وخشونتهم، اللتان انعكستا خطاباً تحريضاً، إلى حاضنة رئيسية للفكر المتطرف، الذي أنبت القاعدة وأفراخها، وصولاً إلى داعش وما بعد داعش.
لقد نسي أصحاب القلوب الغليظة، والسلوك الخشن، قواعد الإسلام الأساسية، مثل (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ومثل ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) كما نسي هؤلاء تطبيقات رسول الله لهذه القواعد القرآنية، فلم يُر عليه السلام إلا مبتسماً، ولم تتفوق صفة من صفاته على صفة الرحمة، ولين العريكة، وحسن المعشر، فأين من هذه الصفات هؤلاء الذين لا نراهم إلا عابسين حتى في أيام العيد؟
الرأي