الساعة -ولدا معاً، وماتا معاً، وكأن أحدهما رفض أن يترك الآخر إلا وهو معه. أحمد ومحمد ابنا الفضل، فرقهما الإرهاب الذي ضرب المطعم التركي في اسطنبول ليلة رأس السنة. وكما أن لا أحد يعلم من جاء الدنيا قبل الآخر، لم يعلم أحد من غادرها أولاً أيضاً، هكذا قال شقيقهما الأكبر عمرو، واصفاً وصول الجثامين لمطار الملك عبدالعزيز في جدة بالمشهد الحزين: "ودعتهما بعد رحلة أخيرة. صابرون على ما ابتلانا الله به ولا راد لقضاء الله وقدره".
وأوضح عمرو أن شقيقيه عاشا معاً كصديقين، حيث أنهيا دراستهما معا، وتخصصا في التسويق، ولم يفترقا حتى في أوقات النوم، إضافة إلى أنهما تشاركا في كل شيء حتى سيارتهما، فأحدهما كان يسوق والآخر يجلس بجانبه".
في تفاصيل الوداع الأخير، قال عمرو إنه ودعهما في مطار الملك عبدالعزيز في رحلتهما الأخيرة، وتواصل معهما حتى قبيل الحادثة بساعة: "قاما بتهنئتي بالسنة الجديدة، وتمنيا سنة خير للجميع، حتى إنهما تمنياني معهما".