أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

تتجلي وحدانية الله في خلقه للأشياء كلها


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

تتجلي وحدانية الله في خلقه للأشياء كلها

مدار الساعة ـ
لا نستطيع ان نقول: من خلق الله لأنه خالق كل شيء (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الزمر: 62)).خلق الناس من نفس واحدة نفس سيدنا آدم ولكن خلق من النفس الواحدة نفوس متعددة، خلق زوج آدم من نفسه وبث منهما رجالا كثيرا وَنِسَآءٗۚ عن طريق الزواج (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا (النساء: ١)).ومن ثم جعل من امة آدم وزوجه الواحدة أمما متعددة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (هود: 118 و 119)). خلق الله كون واحد ولكن خلق فيه أشياء متعددة مثل الشمس والقمر والنجوم والمجرات … الخ، خلق الله كرة ارضية واحدة ولكن خلق فيها عدد من القارات (سبعة قارات وهي: آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية التي تدعى أنتاركتيكا). جعل الله لأهل آدم لغة واحدة ولكن خلق من ذريته وأمته الواحدة أمم مختلفة ولغات مختلفة (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ (الحجرات: ١٣)). وخلق من لون آدم الواحد الوان الأمم التي تلت أمته الوانا مختلفة ولكن في كل لون لغات مختلفة ( قارة اوروبا القاطنين فيها بيض اللون ولكن يتكلمون لغات مختلفة وكذلك القاطنين في افريقيا سود اللون ولكن يتكلمون لغات مختلفة … الخ)، قال الله في كتابه العزيز القران الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)).
لو تساءل البعض لماذا خلق الله الكفار والمؤمنين؟ ولماذا لم يجعل الناس أمة واحدة بل جعلهم أمما مختلفة ولماذا لم يجعل الله لغة واحدة لخلقه اجمع كما ذكرنا في بداية المقالة، وتدبرنا ما ورد من آيات الله في كتابه العزيز القرآن الكريم لوجدنا الإجابات على ذلك في الآيات التالية (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2))، (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165))، ويتضح أن الله يريد ان يمتحن ويبتلي كل امه فيما فعلت فيما آتاها وميزها عن غيرها من الأمم لأنفسهم وللإنسانية أجمع ولخلق الله جميعاً في هذا الكون. فمثلا، ماذا فعلت الأمة الأمريكية وكذلك الأمم الأوروبية والأفريقية والآسيوية والأسترالية … الخ مع شعوبها ومع الشعوب الأخرى من خلق الله في هذا الكون؟!. ولهذا السبب قال الله في كتابه العزيز (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا، قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا, (النساء: 48 و 116، الكهف: 110))، كما قال لعباده أجمع (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر: 53))، رحمة الله ومغفرته وجنته ليست محصورة على أمة محددة دون أخرى كما ذكر الله (وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 111))، فرحمة الله ومغفرته تكونا لمن يشاء من عباده الذين يعمل أعمالا صالحة (للبشرية من تصنيع وتكنولوجيا وطب متقدم وعمران …الخ) ولم يشركوا به احدا. هذا هو المعيار الذي وضعه الله الواحد الأحد الصمد … الخ في كتابه القرآن الكريم ولم يغير كلامه ولا ولم ولن يتبدل لأنه من الله وتعهد الله في حفظ كتابه القرآن الكريم من التغيير والتحريف (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)) وسوف لن يدخل جنة الله احدا من مخلوقاته حتى الرسل والأنبياء منهم الا برحمته وليس بأعمالهم (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (النمل: 19)).
مدار الساعة ـ