حين أجلس مع زملائي في الأمانة بالتحديد الذين يعملون في قطاع الإنشاءات والهندسة، كثيرا ما أسمع مصطلح (جزيرة وسطية)....يا ترى كم أقامت الأمانة من جزر وسطية في عمان؟
بودي أن أكون (جزيرة وسطية)، جزيرة لاتفصل بين الشوارع بل تفصل بين بحر من الحب واخر من الشوق، بودي أن أخضع لعطاء..عفوا أنا لا أحب العطاءات ليكن (تلزيم)...وتقوم الأمانة بنثر الطلاء الأسود والأصفر علي...ولا يوجد ما يمنع من نصب إشارة ضوئية فوقي، أشارة أوجهها بطريقتي..حتما ستبقى حمراء في وجه كل الرجال، وخضراء لكل سيدة قررت أن تعبر الشارع.
أريد أن أكون جزيرة وسطية، ولتغمرني المياه في الشتاء...ولتصعد سيدة تعلمت القيادة للتو فوقي، وأنا سأقبل بتدمير (الكندرين) الخاص بي، وسأطلب أن يشطب من المخالفة بند تعهدها بدفع الضرر..أصلا النساء لاتسبب الضرر.
وأريد لأن تقوم وزارة الزراعة ممثلة بالوزير ذاته بإطلاق مشروع زراعة الورد، في الجزر الوسطية التي تخترق شوارع عمان....ويتطوع طلبة الجامعة الأردنية، بدهان الجزر في عمان وتغيير الألوان، بدلا من الأسود والأصفر..واعتماد اللون (الزهري) كونه يجلب الفرح.
لن أهتم بالوشاة والحساد، لن أهتم بسائق مخمور رمى بزجاجة فوقي..وأنا أيضا لن أهتم بمن قرر رمي السيجارة بين حشائشي، لكني حتما سأهتم بالسيدة التي عبرت من فوقي، وصاحت لطفلها الذي ينتظر في الطرف الاخر من الشارع..أن يبقى واقفا ولا يتحرك.
الشيء الوحيد الذي لم يغير موقفه في البلد هو الجزر الوسطية، لدينا تطرف في الحب..ونحن متطرفون في السياسية، حتى في الفرح لدينا تطرف ونصر على إطلاق النار، وفي الرياضة لدينا تطرف أكبر من التطرف ذاته..في المعارضة أيضا نحمل الأشياء أكثر مما تحتمل...
الشيء الوحيد الذي ظل في الوسط ولم يغير موقفه هو الجزر التي أقامتها أمانة عمان في منتصف الطرق....أريد أن أكون جزيرة وسطية، وازرعوني في شارع بعبدون أو دير غبار...على الأقل سأضمن أن أكون وسطيا حتى في الحب.