ابقاء الحال في الجنوب السوري على ما هو عليه سيضر في الامن القومي، بل انه وبكل يوم سيزيد الامور تعقيدا ولهذا وجب وقف هذا الخطر حتى وان كان بالقوة، فتهريب المخدرات يشتد يوما وراء يوم، بالاضافة الى بدء تشكل ميليشيات في تلك المناطق ولا تريد لنا خيرا، فقطع اصبع اسهل بكثير من قطع يد كاملة.
اليوم بيوتنا جميعها وشبابنا واقتصادنا مهددون من حالة الانفلات الامني بالجنوب السوري والذي يبدو ان لا احد غيرنا مهتم بهذا الانفلات، فالجانب السوري على ما يبدو لاحول ولا قوة له بتلك المنطقة ويعترف بشكل غير مباشرة بفقدانه السيطرة عليها، وهنا ارى ان حلول الارض قد انتهت باستثناء حل واحد لابد منه ويكمن بالقوة فقط لا غير.
لا خطر اجده اشد وطأة على الاردن اكثر مما تتعرض له اليوم من قوى الشر التي تتربص باقتصادها وشبابها على الحدود الشرقية الشمالية، فالجميع يعلم التحديات الكبيرة التي تتكفل بها وتتصدى لمعالجتها قواتنا المسلحة بشكل شبه يومي تقريبا، فالمسيرات لا تتوقف فمنها ما يتم اسقاطه ومنها يصل للداخل لاسباب اهمها المساحة الحدودية الشاسعة بين البلدين والتي تصل لـ 350 كيلو متر تقريبا، ومنها ما يدخل ويستقر لدينا ومنها ما يتجه لدول مجاورة كما دول الخليج.
الاردن يتحمل اليوم فاتورة الدفاع عن شباب المنطقة واقتصادها فيدفع ثمنها دما وجهودا، ولهذا وجب على الدول المجاورة ان تساند الاردن بمساعيه الهادفة لدحر كافة المحاولات التي تستهدفه وتستهدفهم، وان لا تقف تلك الدول كالمتفرجين الذين لا ناقة له ولا جمل بهذا الموضوع، فانا اجزم ان اسواق دول الخليج هي المستهدفة من قبل قوى الشر تلك لارتفاع اسعار المخدرات فيها ولما يمتلكه مواطنوها من دخول مرتفعة.
لنفترض ان العالم والدول المجاورة لايريدون التدخل في حرب قوى الشر تلك،ومن هنا ما عليهم سواء ان يقدموا للاردن الدعم اللوجستي الذي يمكنه من صد هذه القوى التي على ما يظهر بدأت تتخذ اشكالا تختلف تماما عن التهريب فقط وهذا ما لا نصبر عليه ولا نطيقه على الاطلاق، فيدنا وسلاحنا تتجاوز حدود الوطن وتدك اوكار اعدائه حتى لو في اخر الدنيا.
صبرنا اوشك على النفاد ان لم ينفد اصلا وهذا ما لا قد تعيه عصابات الشر والتي على ما يبدو انها لا تدرك انها لن تفلت من صقورنا و اسودنا وحينها لن ينفعهم الندم وسيدركون انهم لعبوا بالنار، فشبابنا وحمايتهم وضمان مستقبلهم هي عقيدتنا بالدفاع عن الوطن، فنحن شيبا وشبانا جنودا ومواطنين في خندق الوطن نذود عنه بدمائنا وابنائنا ان قرعنا طبول حربها