أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخزاعلة يكتب: صناعة الطب في الاردن


عايد خزاعلة

الخزاعلة يكتب: صناعة الطب في الاردن

مدار الساعة ـ
نظرة وزارة التعليم العالي الى تخصص الطب بشيء من السلبية في المستقبل وانه سيكون تخصصا راكدا او مشبعا يحتاج الى مراجعة وتصحيح من زوايا اقتصادية بحته
اقبال الطلاب المتفوقين على دراسة الطب من باب الرغبة او التميز في الداخل او في الاسواق الطبية العالمية هو اقبال مدفوع بالطموح والعلم والمعرفة والبحث عن حياة افضل
فطالب الطب يعلم ان رحلته في الدراسة بدايتها ٦ سنوات بين النظري والعملي ويتبعها امتياز واقامة وتخصص ولا يقبل عليها كثير من الطلاب حتى في اوروبا وامريكا لطول فترة الدراسة وزيادة التكاليف والتأخر في الانخراط بسوق العمل ولذلك فمن يدرس الطب هم المغامرون الذي يشترون المستقبل البعيد وينتظرون الحصاد وجني الثمار بعد سنوات طويلة long term vision and project
في الحالة الاردنية الارقام تشير الى ان الطلبة على مقاعد الدراسة تبين ما يلي :-
الجامعة الاردنية٢٩٢٨ طالب طب و ١٥٤٢ طب اسنان
جامعة اليرموك ٢٩٧٩ طالب
جامعة موته ٢٥٩٨ طالب
جامعة التكنو ٣١٥٢ طب و ١٨٠٥ طب اسنان
جامعة الهاشمية ٢٧٩٤ طالب طب
والبلقاء ٢٢٦٢ طالب طب
وهذه الجامعات الستة كلها حكومية
ومجموع الطلبة الذين يدرسون الطب في الخارج ( معظمهم في مصر واوكرانيا ) حوالي ١٩٠٠٠ طالب
ومعدل المتخرجين من الخارج بحدود ١٠٠٠ الى ١١٠٠ طالب سنويا
علما بان عدد الاطباء العاملين بين طب عام واختصاص والمسجلين في نقابة الاطباء بحدود ٣١٠٠٠ طبيب
اليوم وزارة التعليم العالي تريد تقليص القبول في كلية الطب الى حوالي ٦٤٠ طالب في كل الجامعات بعد ان كانت في العام الماضي حوالي ٢٦٠٠ طالب وهذا قرار يحتاج الى تصويب وتحويل المخاطر المتعلقة بزيادة الخريجين الى فرص مرتبطة بالاسواق الطبية الخارجية في بريطانيا والمانيا وامريكا وغيرها حيث تشهد هذه الدول نقصا في مقدمي الخدمات الطبية
في الاردن المهن المدرة للدخل العالي قليلة ولذلك يلجأ الطلاب الى دراسة الطب حيث الدخل المتوقع اعلى واقبال الاطباء على العمل في الحكومة ليس اولوية للطلاب بل ان كثيرا من الطلاب يطمحون للانخراط في العمل في اوروبا وامريكا وكندا للتعمق في التخصص
على الوزارة الاستدارة واعادة تقييم موقفها وذلك بتحسين نوعية التعليم الطبي وتمكين الطلاب من الحصول على افضل العلوم الطبية واستقطاب افضل المدرسين والكفاءات لتخريج طلاب متميزين مسلحين بالعلم الطبي واللغة ليكونوا مصادر للدخل للاردن واهاليهم
بل ان رفع سوية التعليم يحب ان يستهدف الطلاب العرب ليكون الاردن موءلا لدراسة الطب كما هو الاردن اليوم المكان الافضل للعلاج لكثير من العرب
باختصار علينا الاستثمار في المزايا النسبية المتعلقة بالسمعة الطبية والنظر الى ان خريجينا هم كفاءات قابلة للتصدير تسد الفراغ في العالم
تكاليف التدريس للطلبة العرب وحتى الاردنيين في مستويات القبول العادي والموازي هي معقولة ومتاحة لمعظم الناس
بل ان التوسع في البرامج الدولية للاردنيين المقتدرين والعرب يساعد في رفد الجامعات بافضل الكفاءات العالمية
علاوة على استفادة المجتمعات المحلية من قوة استهلاكية اضافية للسكن والمعيشة
تستطيع وزارة التعليم العالي تقنيين المقاعد الطبية داخليا بوضع سقف للمقبولين ولكن الشغف والطموح سيدفع الطلاب للدراسة في الخارج وفي هذا خسارة للعملة الصعبة والتفريط بمكانة وسمعة الاردن الطبية التي تم بناءها في اخر ٤٠ عاما
التراجع عن الخطأ فضيلة وفي حالتنا فيه منافع اقتصادية مباشرة وغير مباشرة
والاهم ان من يستمر في دراسة الطب هم المتميزون والمثابرون حيث ان حوالي ٢٠ ال ٣٠ ٪؜ من المسجلين في السنة الاولى ينسحبون ويغيرون تخصصاتهم في السنة الثانية او الثالثة لان البقاء للافضل
وهناك فحص البورد الاردني وهو فحص صعب لا يحتازه الا الاكفياء
الطب صناعة قابلة للتصدير اذا تم توطينها باحتراف وتم توفير عناصر النجاح بالكوادر المحترفة والمستشفيات التعليمية المناسبة
التخصص العمودي في الطب يحب ان يكون ضمن استراتيجية وطنية والنظر لها من باب الاستثمار بالعقول والمعرفة بعيدا عن مخاوف نقابة الاطباء من دخول اطباء. منافسين الى سوق العمل
لان المتميزين سيجدون كل اسواق العالم مفتوحة لهم
نريد ان نفخر فيقال بعد ١٠ سنوات مثلا ان هناك في بريطانيا مثلا حيث اعلى جامعات الطب ان هناك ١٠ الاف طبيب اردني ومثلهم في المانيا وامريكا وكندا
في تركيا اكثر من ٢٤ جامعة تدرس الطب وفي بريطانيا عشرات الجامعات تدرس الطب وهذه السمعة الجيدة للطب تاتي بالمرض من كل دول العالم علاوة رفد خزينة هذه الدول بالعملة الصعبة من مصاريف علاج وسياحة علاجية او مصاريف دراسة
الطبيب ليس مهنة فقط بل هو رسول للانسانية والاخلاق يتعامل مع الناس في اضعف حالاتهم حيث المريض والضعف فان كان هذا الطبيب حاذقا وانسانا فانه سفير يجوب العالم وبدون سفارة ويرفع اسم بلاده في كل بلاد العالم
مدار الساعة ـ