أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

(الإدارة) كما فهمتها..


الدكتور رشيد عبّاس

(الإدارة) كما فهمتها..

مدار الساعة ـ
بصراحة قرأتُ العشرات من كتب الإدارة من الجلدة إلى الجلدة كما يقال, وحفظتُ أسماء جميع المؤلفين لهذه الكتب, وأكثر من ذلك قرأتُ جميع مقدمات هذه الكتب كلمة كلمة, وتصفحتُ فهارسها ومراجعها, وفي النهاية تقدمتُ في المرة الأولى لامتحان تنافسي في الإدارة ورسبتُ فيه, وكان الامتحانيتكون من سؤال واحد فقط ينص على: لو كنت مديراً لاحد الدوائر, أي نوع من الكراسي تختار لتجلس عليه.. الكرسي الثابت أم الكرسي الدوّار؟ كانت إجابتي للأسف الشديد الكرسي الثابت.
بعد فترة اعلنت الجهة المعنية إعادة الامتحان التنافسي في الإدارة, وخوفاً من أن اقع في نفس الخطأ الذي وقعت ُ فيه في المرة الأولى قررتُ أن لا أقرأ أي كتاب في الإدارة.. وقبل الامتحان بيوم دعيتُ لحفلة عشاء عند احد الأصدقاء, وتفاجأت حين وصلت لهذه الحفلة أن العشاء كان جلوساُ على الأرض, وأن هناك العشرات العشرات من أصناف الطعام موزعة بـ(الصحون) و(الجاطات) و(الصواني), وأن جميع المدعوين يجلسون على الأرض العشبية النادية..بين تلك الصحون والجاطاتوالصواني العديدة, ولكي تأكل من جميع الاصناف عليك الالتفاف والتموضع وتغيير جهة جلوسك من جديد في كل مرة, وفي كل مرة من هذهالالتفافاتتجد نفسك أمام مدعو جديد مبتسما لك, ويقول لك تفضل.
اثناء مغادرتي لهذه الحفلة الجميلة, وفي الطريق أدركت لماذا رسبتُ في الامتحان التنافسي المرة الأولى, وأن اختياري للكرسي الثابت كان خطأ جسيمقد وقعتُ به, وأن الإجابة الصحيحة كانت تكمن في الكرسيالدوّار.., وبات من وقتها هيئة وشكل الكرسي الدوّار يخيّم على مخيلتي طيلة الطريق, إلى أن جاء موعدإعادةالامتحانالتنافسيفيالإدارة.
دخلت للامتحان.. وكان السؤال هذه المرة حول: لوكنتَمديراًلاحدالدوائر, وأردتَ أن لا تكشفَ عيوب الآخرين, أينوعمنالكراسيتختارلتجلسعليه..الكرسيالثابتأمالكرسيالدوّار؟وضعت مباشرة ودون أية تفكير أو ترددالكرسيالدوّار.. ورسبتُ للمرة الثانية.
عندها عرفتُ وأيقنتُ تماماً أن (الإدارة)هي أن تديرالمشهد دون كرسي..
دمتم بخير.
مدار الساعة ـ