أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الصراف الآلي


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

الصراف الآلي

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
أمس أثناء عودتي من العمل, وقفت على جانب الشارع من أجل استخدام الصراف الالي.. نزل رجل من سيارة (مرسيدس) فاخرة, بربطة عنق ورائحة عطر غطت على المكان, ثم أخرج بطاقته... بجانبه كان يقف عامل نظافة من أمانة عمان, يزيل بعض أوراق (الوصولات).. التي خرجت من الصراف وتناثرت على الأرض.
وضع الرجل البطاقة, وبدأ بالضغط على الأزرار.. لكنه تأخر في سحب المال, ثم أخرج هاتفه وبدأ يتحدث مع (سوار).. كان يقول بلهجة عربية: (هاي شلون تشتغل؟).. وسوار على الطرف الاخر كان يحاول المساعدة.. لكن على ما يبدو أن محاولاته في إعادة الضغط على الأزرار لم تفلح, وسوار هو الآخر لم يساعد الرجل.
لم يكن أمامه سوى عامل النظافة, كان ينظر إليه بطريقة تدل على أنه يريد منه المساعدة.. ولكنه يدرك أنه (مجرد عامل وطن), وربما لم يستعمل الصراف في حياته, أو ربما لا يعرف في هكذا أمر, ولكن ما حدث غير ذلك.. فقد تقدم منه عامل الوطن, وبدأ بالضغط على الأزرار, ثم أخرج البطاقة, وأعاد وضعها وطلب منه أن يضع الرقم السري.., للعلم أدار وجهه لحظة كتابته.
بعد ذلك بدأ يشرح للرجل عن عملية السحب.. وما هي إلا دقيقة واحدة وأخرج له رزمة من المال.. وضعها في يده وأعطاه البطاقة, ثم أكمل عملية التنظيف.
الشقيق العربي للأمانة كان مهذبا, وأخرج (5) دنانير من جيبه وأعطاها لعامل الوطن, لكن الأخير رفض..ألح عليه أن يأخذها, وكان رد العامل الاكتفاء بالشكر والرفض.
تقدمت من الصراف, وسألت عامل الوطن عن سبب رفضه أخذ النقود... فبرر المسألة بالعبارة التالية: (الحمد لله مستورة).. بعد ذلك سألته عن مشكلة الرجل فقال لي: يبدو أنه لا يجيد القراءة أو الكتابة.. هو يتعامل مع الأزرار فقط وبدلا من سحب النقود يطلب كشف حساب.. هو يظن أن الضغط على أي زر في ماكنة السحب قد يمنحه بعض النقود, ولكني شرحت له كيفية السحب واكتشفت أنه لا يجيد القراءة حين سألته ماذا تعني هذه الجملة المكتوبة على شاشة الصراف؟
كشف الحساب الذي طلبه الرجل بالخطأ كان ما زال معلقا على الصراف, وحين مسكته تبين أن رصيد حسابه لا أعرف الرقم بدقة ولكنه يتجاوز النصف مليون دينار...
المهم غادر عامل الوطن، وأنا غادرت ومعي كشف حساب الشقيق العربي.. للعلم أنا سحبت من الصراف (40) دينارا فقط, واشتريت سجائر وعلبة ماء.. السجائر لي, وعلبة الماء أعطيتها لعامل الوطن.. لم يرفضها ابتسم وأخذها.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ